تجمعات مائية على مساحة 4 آلاف فدان، تطل على البحر الأبيض المتوسط يقصدها عصابات الهجرة غير الشرعية التي يستخدمها المخالفون للقانون للسفر في الخارج، وملاذ آمن لتجار المخدرات والهاربين من أحكام القضاء، هكذا كانت "بركة غليون" والتي سميت بهذا الاسم، نسبةً إلى "الغليون" وهو المركب الصغير "الفلوكة" كما يسميها المصريون، وهى عبارة عن منطقة رملية تقع بمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، وتعتبر ذات أرض سبخية رخوة تغص بالبوص والهيش ولا يوجد بها عمران عشوائي.
صيت "بركة غليون" في الهجرة غير الشرعية:
وذاع صيت بركة غليون في مجال الهجرة غير الشرعية في أعقاب ثورة 25 يناير، حيث أصبحت وجهة شباب محافظات الجمهورية المختلفة الراغبين في السفر خارج البلاد، ولكن عدم قدرتهم على الحصول على تأشيرة الدول الأجنبية، كان يدفعهم صوب سماسرة الهجرة غير الشرعية لدفع ما يقرب من 50 ألف جنيه لتحقيق حلمهم في السفر خارج البلاد والبحث عن فرصة عمل، لكي يتخلصوا من صعوبة الحياة داخل مصر وذلك من وجهة نظرهم.
- 50 ألف جنيه تذكرة للموت:
ولم يكن يعرف هؤلاء الشباب انهم يدفعوا هذا المبلغ الكبير - والذي قد يضطر البعض لبيع منزله أو يقوم باستلافه من أحد الأقارب أو الأصدقاء لكي يجمعه - "دم قلبهم"، لكي يذهب إلى المجهول وظلمات البحر والذي كان يؤدي في كثير من الأحيان إلى وفاته ليكونوا هم الشباب الوحيدون في العالم الذين يدفعوا 50 ألف جنيه تذكرة إلى الموت.
تحول "بركة غليون" إلى مشروع قومي للاستزراع السمكي:
ووعيت القيادة السياسية في البلاد برئاسة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، إلى خطر المنطقة، وقررت تحويلها إلى منطقة مشروعات قومية بعدما جرى تنفيذ مشروع الاستزراع السمكي في بداية عام 2014.
ومن جانبها قالت الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، إن مصر دولة رائدة في إنتاج الأسماك، وتنتج سنويًا 1.6 مليون طن، 85% منهم عن طريق الاستزراع السمكي.
- هدية المصريين:
وأضافت "محرز"، خلال مشاركتها في افتتاح مشروع بركة غليون بمحافظة كفر الشيخ أن مشروع بركة غليون بمثابة هدية لرئيس السيسي لجميع المصريين، وخاصة أبناء محافظة كفر الشيخ، متابعة: "اختيار مكان المشروع؛ لأنه كان بوابة لموت أبنائنا في الهجرة الشرعية، وهذه الحادثة كانت الانطلاقة الحقيقية للمشروع".