تشعر دائما بالحزن الذي يعلو نبرة المصريين فور الحديث عن مستقبل مياه نهر النيل والنتائج الكارثية التي سيتسبب في حدوثها اكتمال بناء سد النهضة الإثيوبي وفشل المفاوضات الفنية حول السد طبقًا لوزير الري الدكتور محمد عبد العاطي.
لكن لم يدرك أي أحد أن هناك العديد من الأزمات التي من شأنها حرمان المصريين من مياه نهر النيل والتي لا تتوقف فقط على بناء سد النهضة الإثيوبي.
ولعل أبرز تلك العادات التي تقضي على الحياة المائية في مصر ولا يلتفت إليها المواطنون تتمثل في الأشياء الآتية:
1- المحاصيل الشرهة للماء
المحاصيل الشرهة للماء هي تلك المحاصيل والمزروعات التي تتطلب قدرا هائلا من المياه أثناء الزراعة لتتمكن من النمو.
ودائما تحرص وزراتي "الري والزراعة" على فرض غرامات على المزارعين الذين لم يلتزموا بالتراكيب المحصولية في زراعة بعض الأصناف التي تهدر مياه النيل
ومن أبرز تلك المحاصيل "الأرز – قصب السكر- والذرة".
وأكد الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، أنه لا تراجع عن تحصيل غرامات زراعة الأرز بالمخالفة هذا العام، وسيتم تطبيق القانون بكل حزم.
وأشار إلى أنه لن يتم التنازل عن تحصيل قيمة المخالفات أو إلغاءها ولن نستجيب للطلبات الكثيرة الخاصة بالتنازل عن الغرامات، ولن يتم التنازل عن تحصيل الغرامات نتيجة إهدار كميات كبيرة من المياه في زراعته، وليس من المعقول أن نترك المخالف دون عقاب.
وقال إن هذه المخالفات تقلل من قدرة الدولة على ترشيد استهلاك مياه الري، وتوفيرها لخطط التوسع الأفقي بالأراضي الجديدة، كما أن استمرار مخالفات الزراعات الشرهة للمياه بالمخالفة تهدد تنفيذ خطة الدولة في التوسع الأفقي وتزيد من مشاكل عدم وصول مياه الري إلى نهايات الترع ويفاقم مشاكل نقص المياه في الأراضي المقرر لها مياه بعدد من المحافظات.
وأضاف أن زراعات الأرز المخالفة تؤثر بالسلب على الموارد المائية، حيث إنها تستنزف كميات كبيرة من مياه الري على حساب المحاصيل الأخرى، وأوضحت أن هذه الإجراءات للحفاظ على المياه في ظل محدودية الموارد المائية، وحتى يمكن الوفاء بالاحتياجات المطلوبة لكل القطاعات.
2- ورد النيل
مع بداية ظهور فصل الربيع والصيف، يبدأ نبات ورد النيل في الانتشار ما يسبب مشكلة للفلاحين والصيادين بمحافظة مصر، بسبب تكاثره بشكل كبير، ما يؤدى إلى تغطية الترع والمصارف والتهام كميات كبيرة من مياه الري والتي تؤثر بشكل كبير على الأراضي الزراعية.
3- التعدي على حرم النيل
يستغل العديد من الأهالي القاطنين بجوار حرم النيل بالتعدي عليه من خلال بناء المنازل أو زراعة بعض المحاصيل التي من شأنها حرمان مصر من حصتها المائية كاملة.
4- الزيادة السكانية
في القرون السابقة، كانت كمية المياه الموجودة في كل دولة تتوزع بنسب مختلفة بين احتياجات الدولة المختلفة، فمثلا، في الدول النامية، كانت المياه تتوزع بنسب 90 % للزراعة، 5 % للصناعة و5 % للاحتياجات الفردية.
أما في حالة الدول المتطورة، فكانت نسبة توزيع المياه لديها كالتالي، 45 % للزراعة، 45 % للصناعة و10 % للاحتياجات الفردية.
5- إساءة استخدام الأفراد للمياه
لا تتوقف أزمة المياه عند بناء سد النهضة، ولكن في الطريقة التي يتعامل بها الأفراد مع المياه الموجودة حولهم. فبالرغم من وجود 2 بليون شخص لا يمكنهم الحصول على ماء صالح للاستخدام، يوجد هناك 5.5 بليون فرد لا يتعامل معظمهم بحكمة مع الهبة التي لا يقدّرون قيمتها.
6- تلوث المياه
ربما يكون استهلاكنا المستهتر للماء سببا في أزمة المياه، ولكن هناك سببا آخر وهو تلوث المياه، فكثير من المصانع التي تلقي باتفاقيات البيئة المتعلقة بحماية المياه من التلوث ومعاهدات أخرى عرض الحائط من خلال تسريب نفاياتها وموادها الخطرة إلى المياه النظيفة.