داخل قرية قفط جنوب محافظة قنا، ذاع صيت، الفنان عبد الرحيم محسن، المعروف باسم "خالد أبو حرشة"، والذي يعمل موظفًا في إدارة الشئون الاجتماعية في المدينة نفسها، والمعروف بـ"خطاط الصعيد"، يمتلك من الموهبة الكثير في دمج الخط العربي مع الرسم، وإخراج بورتريهات خطية، يرسمها بإتقان وبدقة عالية جعلته من ضمن القليلين الموجودين على مستوى الجمهورية في ممارسة ذلك الفن الصعب.
"أهل مصر"، انتقلت إلى منزله في قرية قفط والتي تبعد عن محافظة قنا حوالى 6
كيلو متر، المنزل من الخارج عليه عبارات كتبها بيده متناولًا بعض الآيات
القرآنية المرسومة، بصورة خطية يضع فيها الشخصيات الدينية التي يحبها مثال
الشيخ الشعراوي وعبد الحميد كشك، في غرفة الضيافة تجد صور مرصوصة لسيدة
الشرق أم كلثوم وكاظم الساهر، وبعض الصور المهداة له من بعض الفنانين في
المحافظة.
يمتلك "خالد أبو حرشة"، موهبة كبيرة فى توظيف الخط العربي
مع الرسم لإبراز المعنى المقصود، عن طريق دمج الخط العربى مع الرسم لرسم
بورتريهات خطية، يجسد فيها صور بعض مشاهير الفن وبعض الزملاء والشخصيات
العامة حسب قوله، بدايته مع تلك الموهبة بدأت في الصغر أثناء تواجده فى
المدرسة، واكتشفه أحد المدرسين عن طريق حصة التعبير، معجبًا بخطة وطريقة
كتابته التي اختلفت عن زملاءه، والتي تبشر عن موهبة صغيرة لمجرد رؤية
كتابته باللغة العربية.
يقول "أبو حرشة": "كنت متميز عن زملائي في
الكتابة، ومنذ أن تحدث معي المدرس، قمت بشراء فرشة وأحبار لإبراز موهبتي في
الكتابة، بدأت في متابعة الصحف والتلفزيون وكتب التراث وبدأت أذهب إلى
المكتبات الموجودة في المحافظة، حتى أتعلم كيفية دمج الخط وإتقان الرسومات
التي سأنفذها، كان الأمر بالنسبة إلي صعب، خاصة أن ظروف الحياة تصعب على
الفنان أن يمارس الفن فى ظروف بيئية لا تقتنع بالرسومات ولا تبني المواهب".
يضيف
"أبو حرشة": "لكن فى النهاية قررت أن أقف مع نفسى وأحارب من أجل تنمية
مهارتي الفنية، حتى أصبحت أشارك فى عدة معارض فنية بعد أن فوجئت أن بعض
أعمالى تسرق منى، وطريقة رسوماتى شاقة جدًا لأن اختيار الشخصية ورسمها
بالكلمات النصية المعروفة وتنسيقها أمر شاق، خاصة أن الإمكانيات التى كنت
أعمل بها ضعيفة ولا تساعدنى وكنت أستغرق 15 ساعة حتى انتهى من رسم اللوحة
بالطريقة السليمة".
وعن أصعب اللحظات التى كانت تواجهه، أثناء رسم
اللوحة، قال "أبو حرشة": "كنت في أحدى المرات أقوم برسم لوحة فنية واستغرقت
10 ساعات، ثم حضرت صلاة المغرب وتوجهت للصلاة، وجدت ابنتي الصغيرة فاطمة،
قامت بطمس اللوحة وسكب الحبر عليها، وقتها قمت بتصويرها ووضع الصورة على
"فيس بوك" وكتبت تعليق ماذا تفعل لو كنت تقوم برسم صورة استغرقت وقت كبير،
وضاع مجهودك بسبب "فاطمة" وقتها اتصل بي أحد الأشخاص من السعودية، وطلب منى
مسامحتها ثم أرسل إلى هدية عبارة عن مجموعة من الأحبار تعويضًا على
اللوحة، وهذا أصعب موقف تعرضت له".
وعن أبرز الشخصيات التي رسمها،
اختتم حديثة قائلًا: "أنا الشخصية اللى بتعجبنى بقوم برسمها، وأكثر حد غالى
عليا رسمته كانت أم كلثوم، والفنان محمد منير والشاعر الصعيد هشام الجخ،
مشيرًا ان الصعيد مهمش وأنا بسافر على حسابى علشان أدخل معارض ومفيش حد
بينمى مهارات الثقافة والفن والإبداع في قنا، ويحزنني أن محافظة مثل قنا
يوجد بها مبنى كبير لـ"قصر الثقافة" ومغلق منذ عام للتجديدات، وإحنا عندنا
مواهب كتيرة تستحق الإشادة".