قرية البعيرات غرب الأقصر، بمركز القرنة، تشهد سياحة فريدة من نوعها بالمحافظة، انتشرت شرق المدينة بعد أزمة الأقصر السياحية التي عصفت بها، منذ أحداث ثورة 25 يناير، وهي ما بات يعرف بـ"سياحة الدواب" التي تبحث عن صلاحيات عدة لاستمرارها.
التقت كاميرا "أهل مصر"، بصحاب أول وأقدم "أسطبل" للخيول والجمال بالأقصر،
بقرية البعيرات غرب الأقصر، والذي يملك الأسبطل منذ عام 1990، أي نحو 20
عامًا تقريبا، وهو يعمل في سياحة الدواب "النوبي محمود".
يقول
النوبي محمود، صاحب الأسبطل، إنه أول من امتلك إسطبل بالأقصر، يعمل فيه هو
وأقاربه والكثير من شباب الأقصر وذلك قبل ثورة يناير، لكن ساءت الأضاوع بعد
قيام الثورة، مما أثر على تصفية العمالة أكثر من 50 شاب وأسرهم كانوا
يحصلون على أرازقهم من "الخيول" لكن الوضع ساء مع الوقت.
ويضيف
"النوبي" أنه لسوء الأحوال الاقتصادية التي شهدتها الأقصر، لقلة الإشغال
السياحي، انخفض عدد الخيول والجمال بعد بيع الكثير منها فأصبح هناك 9 خيول
بدلا من 20، فيما أصبح هناك 6 جمال بدلا من 26 جملًا، كل هذا أثر على
العمالة بالأقصر.
"ساقية، وزير".. طابع صعيدي أصيل، كان بجوار
الإسطبل، يتمتع السائح الذي يزور الأقصر بالقطع الأثرية والخضرة والريف
والبيئة الصعيدية، برحلته التي يقيضيها راكبا الخيل أو الجمل، أو حتى
الحمار.
ويضيف "النوبي" أن أكثر من يفضل سياحة الدواب هم
"الفرنسيين، الإنجليز، الألمان، السويد، النرويج"، واصفا السياحة المصرية
بأنها أسوأ نوع سياحة يصل المحافظة، وذلك لأنهم لا يعرفون كيفية التعامل مع
الخيل.
وعن معاناة العاملين في سياحة الدواب، قال "النوبي" إنه
بالرغم من أن هناك مجهودات مقدمة من محافظة الأقصر، الإ إنه يتمنى أن يتم
توفير سبل الراحة للخيول في المكان الذي خصص لهم في البر الغربي بجوار
المعدية، بتوفير حوض للمياه، وتوفير رمال.
وعن الرحلات التي تتم،
قال النوبي، إن الإسبطل يوفر الرحلة على حسب الساعة، في الساعة الأولى يزور
المنطقة المحيطة وبجوار النيل، وساعتين من البعيرات حتى مدينة هابو، أما
لمدة ثلاث ساعات يتوجه إلى الصحراء والملقطة.
كما كانت تشهد سياحة
الدواب رحلات "طويلة" تصل من الأقصر حتى أسوان، 7 ليالي في الذهاب من
الأقصر إلى أسوان بالخيول، يخيم السياح في الليل، ويسيروا في الصباح يزوروا
معابد إسنا، إدفو، كومبو، فيله، وفي العودة تستخدم السيارات لنقل السائحين
وسيارات لنقل الخيول لتحصل على الراحة، مضيفا أن الرحلات الطويلة توقفت
منذ اندلاع ثورة يناير، لسوء أحوال الأمن في ذلك الوقت.
وعن تميز
الخيل في الأسطبل عن خيل الحنطور، قال "ممدوح محمود"، إن الخيول في عربة
الحنطور يعد خيلا ضعيفا مقارنة بالخيول التي في الأسبطل، وذلك لأن خيول
الأسطبل يتم رعايتها إسبوعيا من مستشفى بروك والتي تأتي كل اثنين في
العاشرة من صباح اليوم للرعاية والاطمئنان على حالة الخيول والجمال، ويأتي
الناس في القرية بخيولهم ودوابهم لعلاجها، على عكس خيول الحنطور التي تفتقد
الرعاية والاهتمام والطعام الجيد.
وعن تكلفة إطعام الخيول، قال
"ممدوح" إنها زدات وبلغ نصف الأردب من "القيضي" 120 جنيها إلى 550 جنيهًا،
كما ارتفعت أسعار شراء الخيول من 6 آلاف إلى 15 ألف للجمل، ومن 3 آلاف إلى 6
آلاف للخيول.
وطالب الحكومة بتقديم ما لديها من دعم لسياحة الدواب لحمايتها، مطالبا بضرورة الحفاظ عليها لاستمرارها خاصة إنها سياحة ممتعة.