أهدت جامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية كافة مطبوعاتها إلى مكتبة الإسكندرية، وذلك في إطار تدعيم العلاقات الثقافية المصرية السعودية وبناء الشراكات بين الجانبين، ويضم الإهداء مجموعة من الكتب التي تتناول موضوعات ومجالات متنوعة، ومن أهمها مجموعة دراسات تاريخ مكة المكرمة.
ويأتي ضمن الإهداء كتاب "جهود الملك عبد العزيز في حفظ الأمن في الحجاز"، ويلقي هذا الكتاب الضوء على سياسة الملك عبد العزيز رحمه الله وجهوده في توطيد الأمن في إقليم الحجاز وحفظه، ويصف الحنكة الإدارية التي تميز بها الملك عبد العزيز رحمه الله، والتي قادته إلى فرض النظام بعد توفير وسائل الاستقرار وضمانها للأهالي، كالأعطيات والمساعدات وإصلاح الأجهزة الإدارية وإعادة تنظيمها في المنطقة، ويبين أن تطبيق الحدود الشرعية كان محل إجماع عند أفراد المجتمع في إقليم الحجاز، تحققت به الوحدة بين قبائل الإقليم، واضمحلت الخلافات بينهم.
ويشير الكتاب أيضًا إلى أهمية مشاركة الأهالي في مسيرة الإصلاح الأمني وجعل كل قبيلة مسئولة عن الحوادث والمخالفات التي يتسبب فيها أفرادها مما يستوجب العقوبة، وإلى ضرورة التثقيف والتوعية بنشر البلاغات الحكومية والمراسيم الملكية.
ويضم الإهداء أيضًا كتاب "مكة المكرمة خلال الفترة (1277-1334ه 1861-1916م) دراسة تاريخية حضارية"، ويتناول الكتاب المرحلة الأخيرة من الحكم العثماني في إقليم الحجاز عمومًا، وفي مكة المكرمة خصوصًا، فيتطرق إلى سياسة الأشراف في إدارة دفة الحكم فيها وعلاقتهم بالقبائل الحجازية والتنافس بين أمير مكة والوالي العثماني على السلطة، ثم ينتقل للحديث عن سياسة العثمانيين في حكم مكة المكرمة وأثرها في الأوضاع العامة، ويفصل في أثر حكم السلطان عبد الحميد الثاني على مجريات الأحداث، ثم سياسة الاتحاديين الجديدة في حكم مكة المكرمة.
ويتناول الكتاب تنوع النسيج الاجتماعي لسكان مكة المكرمة وأثره في عاداتهم وتقاليدهم، ودور نشأة الصحافة في نشر الوعي في المجتمع المكي، وأثر الأربطة في الحراك العلمي والثقافي في تلك المرحلة الزمنية، كما يتطرق الكتاب أيضًا إلى الأوضاع الاقتصادية وأهم المنشآت والإصلاحات المعمارية في مكة المكرمة في تلك المدة، وقد ذيل هذا الكتاب بوثائق وجداول بيانية وخرائط توضيحية وصور فوتوغرافية.
ويتضمن الإهداء المجلدات الكاملة لكتاب "الطوافة والمطوفون"، ويضم هذا الكتاب بين دفتيه مجموعة من البحوث التي قدمت إلى الندوة العلمية التي عقدها كرسي الملك سلمان بن عبد العزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة في رحاب جامعة أم القرى بمكة المكرمة ووزارة الحج في فبراير 1435ه، وقد تطرقت البحوث إلى محاور الندوة في جملتها فأبرزت مفهوم الطوافة ونشأتها التاريخية، والمطوفون وكيفية اختيارهم والشروط الواجب توافرها فيهم، ومهماتهم وخدماتهم، وأسر الطوافة، ومؤسساتها، وعناية المملكة العربية السعودية بالطوافة والمطوفين، وآثار الطوافة في المجتمع المكي اجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا.