أحتفلت شوارع لبنان، بوصول رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريرى، بعد أزمته الماضية وإعلانه للاستقالة، على خلفية الأزمة السياسية التى تعيشها لبنان بسبب تدخلات حزب الله السافرة فى السياسة اللبنانية، ومحاولته التدخل فى شئون الدول المجاورة.
واحتشد اللبنانيون فى شوارع البلاد، للاحتفال بوصول رئيس وزرائهم المستقيل، وأطلقوا العديد من الألعاب النارية عقب وصوله.
ويذكرنا هذا المشهد المهيب بالحشود التي كانت تستقبل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري قبل أغتياله، خلال عودته من زيارات خارجية أو خلال مؤتمرات.
فلم يكتشف اللبنانيون فجأة أنهم يحبون رئيس الوزراء سعد الحريري، وأنهم غاضبون لأنه غادر مع عائلته إلى السعودية، وأصبح فريق منهم، وعلى رأسهم حزب نصر الله ومن معهم يرددون أنه محتجز من قبل السعودية، وأصبح شغل أولئك الشاغل هو إعادته واستعادته إلى لبنان.
استقالة الحريري شأن لبناني، لكن ما يهمنا في هذه الأزمة هو السلوك السياسي اللبناني الذي هو بحاجة إلى تفكيك، وهو يدور في الفلك الإيراني بشكل مطلق.
فالحريري صرح وغرد وأعلن على الهواء مباشرة أنه حر، وبخير، وسيعود إلى لبنان خلال أيام، لكن يبدو أن من "يحبون" الحريري ولا يستطيعون فراقه أسبوعاً واحداً لم يقتنعون بكلامه حتي رأوه أمام أعينهم وحملوه علي الاكتاف كما حملوا والده عقب استشهاده في الانفجار الناجم على الأرجح عن سيارة مفخخة في منطقة تشهد حركة كبيرة في هذا الوقت من النهار مخلفا وراءه جثثا متفحمة وسيارات محترقة واضرارا جسيمة.
وكوالده رفيق الحريري الذي نجح فيما ما فشل فيه سابقيه لم سعد الحريري شمل اللبنانيين رغم الظروف الصعبة التي تمر بها لبنان في تلك الفترة العصيبة من تاريخه،ونجحت جهوده في توحيد الصفوف عقب استقالته و بعد تراجعه.
تحاول لبنان جاهدا أن تحافظ على مشروع رفيق الحريري من خلال نجله لكن البعض إستغل إستشهاد رفيق الحريري للمقايضة وإبتزاز لبنان والبحث عن مكاسب سياسية ،وبعضهم تاجر بدماء الشهيد.