صناعة الأقفاص.. حرفة يدوية تقاوم الانقراض

صناعة الأقفاص من جريد النخل في مصر؛ هى صناعة يدوية من الحرف الصعبة التي لا يقدر عليها ذوي الجَلد والقوة، ورغم أهميتها إلا إنها تواجه الانقراض بسبب متاعبها، والمجهود المبذول بها، وقلة العائد المادي، وهجرة كثير من العاملين بها إلى مهن وحرف أخرى.

ويقول جمعة عطية، أحد صناع الأقفاص بمنطقة مصر القديمة، "أعمل في هذه المهنة منذ 30 عامًا، توارثتها عن والدي، حيث امتلك ورشة صغير أعمل بها بمفردي، وأملأها بأشجار النخيل الذي استخدمه في صناعة الأقفاص".

ويضيف "عطية"، أنه رغم التقدم التكنولوجي فإن المهنة لا تزال يدوية، وستظل كذلك لأن الآلة لا يمكن أن تؤدي المهمة نفسها التي تؤديها أيدي الصناع والأدوات البدائية المستخدمة، موضحًا كيفية الحصول على الجريد المستخدم في صناعة الأقفاص، "أحصل عليه من المزارعين والتجار، وأصحاب أشجار النخيل المنتشرة في منطقة أبوالنمرس، والمنيل، والبدرشين والحوامدية وغيرها، مشيرًا إلى أن سعر الجريد يرتفع صيفًا بسبب موسم طرح التمر.

أما عن طريقة الصنع، أوضح جمعة، أنه بعد تسلم الجريد يتم تركه في الهواء ثلاثة أيام، وبعدها يتم ترطيبه لعمل الأقفاص، كما وضع بعض القطع التي تستخدم أقواسًا لانحناءات القفص في الماء، لتكون مرنة وسهلة التطويع، ويبدأ بعد ذلك تقطيعه إلى مقاسات مختلفة، ثم ينتقل إلى مرحلة التخريم وهي عمل فتحات خاصة بتثبيت الأعمدة، ثم يحول الجريد إلى أعواد تشبه الخيزران لتثبيتها وتشكيلها حسب الطلب، وصناعة القفص الكبير قد تستغرق ثلاث ساعات من العمل المتواصل، أما سرير الطفل فهو يحتاج إلى يوم كامل لصناعته".

و يؤكد "جمعة" على عدم تأثر صناعة أقفاص الجريد بظهور الأقفاص البلاستيك، بل أن الطلب على أقفاص الجريد لم يتأثر بظهور الأقفاص البلاستيك، بسبب المزايا العديدة لأقفاص الجريد، مثل رخص سعرها مقارنة بالبلاستيك، كما يمكن إصلاحها بسهولة في حال تفككها، بالإضافة أنها بدرجة حرارة مناسبة صيفًا وشتاءً، ما يجعل الفواكه والخضراوات الموضوعة بها لا تفسد بسرعة على عكس الأقفاص البلاستيك، أما عن الآلات المستخدمة في هذه الصناعة، يقول استخدم عدة آلات أهمها (اللقط، المسمار، المطرق).

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً