قال عمرو عبدالرحمن، المحلل السياسي، إن العلاقات الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص، لها تاريخ طويل وحميم بين الشعوب الثلاثة، وهو ما نجحت القيادة السياسية في تفعيله وإعادة الحيوية إليه عبر سلسلة من التحركات الدبلوماسية بخلفيات اقتصادية وعسكرية وأمنية.
وأضاف "عبد الرحمن"، في تصريح خاص لبوابة "أهل مصر"، أن الكثير لا يعلم أن العلاقات المصرية اليونانية والقبرصية لها تاريخ يصل إلى أكثر من أربعة آلاف عام، وقبل قيام الحضارة الإغريقية التي تعلم أساتذتها كتلاميذ علي أيدي كهنة معبد أون في عين شمس القديمة، كما أن جنود اليونان القديمة تم توظيفهم كمرتزقة تحت إدارة الجيوش المصرية تحت قيادة عدد من ملوك الدولة الحديثة، أبرزهم الملك أبسماتيك الأول، وشاركوا في حملته لبناء الأهرامات حول العالم.
وأشار المحلل السياسي، إلى أن العلاقات الحديثة بين الدول الثلاث قائمة بالأساس على التعاون العسكري، وأيضًا على المستوى الاقتصادي، وذلك سحبًا من رصيد كل من حلف الناتو الصهيوني وأيضًا إسرائيل، موضحًا أن إسرائيل خسرت بشكل غير مسبوق من تحول اليونان وقبرص من التحالف معها في مجال تصدير وتسييل الغاز، إلى التحالف مع مصر، وهو نجاح فائق يًحسب للقيادة السياسية والسيادية المصرية.
وأشاد بالتعاون الجاري حاليًا بين البلدان الثلاث، من أجل الوصول إلى اتفاق نهائي بشأن استيراد الغاز الذي تنتجه قبرص وقد شهدت القمة المصرية القبرصية اليونانية، التي عقدت قبل يومين، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، استكمال المفاوضات بين الجانبين المصري والقبرصي، على التفاصيل النهائية للاتفاق.
تتضمن الدراسات التي أعدها الجانب المصري، أن "يقوم الجانب القبرصي بإجراء الدراسات النهائية لمد خط الأنابيب من الحقل إلى نقطة تسليم الغاز في مصر عبر ثلاثة نقاط يمكن تسليم الغاز من خلالها لمصر، وهي مصنع الإسالة في دكو، ومصنع الإسالة في دمياط ومنطقة بورسعيد، وبالتالي يتم إرسال الغاز الطبيعي المستخرج من دول حوض البحر المتوسط إلى مصر لمعالجته من خلال محطات الإسالة المصرية ومن ثم تصديره إلى أوروبا وهو ما يحقق الحلم المصري بأن تكون مركزًا إقليميًا للطاقة.
وتقدر الطاقة الاستيعابية لهذه الخطوط بحوالي 700 مليون قدم مكعب سنويًا ومن المنتظر أن يبدأ ضخ الغاز القبرصي إلى مصر عام 2019 بمشيئة الله.