"خاوية على عروشها"ـ عبارة قليلة الكلمات ولكنها وصفًا دقيقًا لحال منطقة إبني بيتك فى محافظة بني سويف، التى هجرها من وقعت عليهم قرعة مشروع الرئيس المخلوع حسني مبارك، الذى تحمس له البسطاء المستفيدين من المشروع، حيث نفذوا كل الشروط التي طرحتها الدولة آنذاك، مقابل الحصول على الخدمات والمرافق، ليكتشفوا بعد ذلك أنها وعود زائفة، على الرغم من أن هؤلاء البسطاء للمشروع، نفذوا كل الشروط التي طرحتها الدولة آنذاك، مقابل الحصول على الخدمات والمرافق، ليكتشفوا كذب مسئولي الحكومة، لوم يهنأ السكان بالخدمات والمرافق لمنازلهم، وتحولت إلى مبانٍ مع وقف التنفيذ، وأضطر البعض أن يعيش بها لعدم وجود بديل، وهرب البعض الآخر ليتكلف أعباءً مادية جديدة للاستئجار بالقانون الجديد.
تجولت عدسة "أهل مصر"، إلى منطقة مساكن مشروع "ابني بيتك" بمدينة بني سويف الجديدة بشرق النيل، لرصد شكاوي السكان، بسبب تأخر توصيل المرافق كاملة، وكذلك سوء حالة "مواسير" المياه التى تم توصيلها حتى الآن، فضلًا عن عدم قيام شركات المقاولات بإعادة رصف الطرق بعد الإنتهاء من الإصلاحات.
فى البداية قال علي أحمد محمود، محام: مشروع "ابنى بيتك" حدث ولا حرج، لديه الكثير من المشاكل التى لم تنتهى حتى الآن، حيث بدأت بالتأخير فى تسليم قطع الأراضي ووصولًا إلى الفشل الكبير حتى الآن فى إنهاء أزمة توصيل المرافق للمشروع، فأصبحت المنطقة "جسدًا بلا روح"، مناشدًا محافظ بني سويف ووزير الإسكان، بمتابعة المقاولين حتى تصبح المنطقة جاهزة تمامًاـ لاستقبال السكان ومن ثم إعمارها فعليًا والاستفادة من الملايين التى أنفقتها الدولة فى هذا المشروع.
وأوضح سلامة عبدالرحمن محمدين، مدرس: المشروع تم طرحه عام 2008، ومنحت الدولة وقتها المشترين سنة و3 أشهر لتنفيذ البناء على الأراضي، مقابل الحصول على المرافق، وهو ما أجبر جميع المشترين إنهاء البناء أواخر 2010 ومن وقتها وهناك أزمة في توصيل المرافق، نظمنا خلالها عشر الوقفات وتقدمنا بمئات الشكاوي، حتى يصل صوتنا للمسؤولين، لكن لاحياة لمن تنادي.
وأضاف سيد عبدالرؤف حسان، موظف بالتربية والتعليم: حصلنا على أرضي المشروع "عملنا اللى علينا" وقمنا ببنائها فى المواعيد المحددة طبقًا لهذا المشروع منذ أكثر من 7 سنوات، ولم يتم حتى الآن إتمام المرافق لهذا المشروع وخصوصًا قطاع (أ) المرحلة الأولى ببني سليمان، وتقدمنا لجهاز مدينة بني سويف الجديدة بالعديد من الشكاوي، ولم نجد أى رد إيجابى منهم، وتكبَّدْنا مصاريف باهظة فى إتمام عملية البناء فى هذا المشروع ولم يتم إتمام المرافق خاصة المياه والصرف.
وأكد محمد سيد أمين، مهندس زراعي، على أن المنطقة تحولت إلى "بيوت أشباح" بعد أن هجرها السكان، فاقدين الأمل في توصيل المرافق والخدمات، بعد أن دفعوا كل ما لديهم لامتلاك منزل بالمشروع، مشيرًا إلى أنه كان أحد المنخدعين الذين باعوا شققهم التمليك واقترضوا من البنوك للتقديم في المشروع، عندما تم الإعلان عنه، ونفذ البناء والشروط كافة التي وضعتها الدولة آنذاك، على أمل أن يقطن فيه، لكن مرت حتى الآن 7 سنوات رغم إكتمال البناء إلَّا أنها منازل خاوية من الخدمات، فلا كهرباء ولا مياه ولا صرف صحي.
ومنذ شهرين، زار الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، محافظ بني سويف، لتسليم عقود مشروع وحدات الإسكان الإجتماعي، وخلال تسليم العقود: اقتحم العشرات من سكان منطقة "ابني بيتك" السرادق لتقديم شكواهم من نقص الخدمات والمرافق بالمنطقة السكنية، حي اشتكي السكان من عدم وجود وسائل مواصلات تنقلهم من أماكن عملهم للمنطقة السكنية، بالإضافة لإنعدام النظافة والخدمات الصحية، وعدم توصيل المرافق لغالبية الوحدات السكنية، على الرغم من وعد الوزير لهم منذ عام بحل كافة مشاكلهم.
وقابل الوزير، شكاوي الأهالي بالتجاهل التام فى البداية، وعندما ارتفعت أصواتهم داخل السرادق، إضطر "مدبولي"، للرد عليهم محاولًا تهدأتهم بـ"تطمئنوا اطمئنوا.. إن شاء الله كله هيبقي تمام"، فيما تدخل أفراد الحراسة المرافقين للوزير لمنع الأهالي من الوصول إليه لمناقشته فى الآمر.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
