قال الدكتور عمرو أبو سمرة، نقيب أطباء كفر الشيخ، إنه وزملاؤه حاولوا إنقاذ الضابط الشهيد النقيب مصطفى سمير بدوي، الذي استشهد مساء أمس، على يد شاب أطلق النار عليه في أثناء فحص سيارته في شارع الخليفة المأمون بمدينة كفر الشيخ لمدة ساعة ونصف، لكن أمر الله قد نفذ بسبب اختراق الرصاصة لأحد شرايين القلب الرئيسية.
وأضاف نقيب أطباء كفر الشيخ، فى منشور له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قائلًا: "الساعة تقترب من التاسعة مساء، جالس أنا ومجموعة من الأطباء في مكتب الدكتور محمود طلحة، مدير المستشفى نناقش أحوال المستشفى، اقتحم المجلس موظف بالمستشفى ليخبر الدكتور محمود بأن هناك ظابطًا مصابًا بطلق ناري بالعمليات".
وأوضح قائلًا: "انتفضت من مجلسي ولا أدري لماذا؟.. وأخبرت الدكتور محمود بأنني ذاهب إلى العمليات لكي أساعد نائب التخدير في إنقاذ المصاب، لعلني كنت استأذن من مدير المستشفى لأنني على المعاش، هرولت سريعًا إلى العمليات، دخلت الغرفة ووجدت شابًا عشرينيًا مسجى على طاولة العمليات، ملامحه لا تبدو لي بسبب غزارة الدماء التي تغطي وجهه، ولكنني وجدت فيه ولدي الذي توفي منذ حوالي عام وكان في سن هذا الشاب المصاب".
تابع نقيب الأطباء قائلًا: "وبينما ارتدي القفاز الجراحي أصدرت أمرا سريعا لنائب التخدير، ركب الأنبوبة وابدأ انعاش القلب، وكأن وجودي قد أعطى ثقة لنائب التخدير فقام بسرعة بتركيب الأنبوبة وكنت قد انتهيت من ارتداء قفازي، ساعة ونصف من المحاولات المجهدة والمضنية في إحياء نفس أمرنا الله بإحيائها، نفس اغتالها غدرا شاب متهور همجي، سدد له طلقة من مسدس الضابط أسفل الترقوة اليسري أخترقت شريانا رئيسيا من شرايين القلب ومعها اغتيلت كل مشاعر الإنسانية".
واختتم "أبو سمرة"، حديثه قائلًا: "خرجت مكتئبا، حزينا، وجلست على الكرسي خائر القوى منهكا، فوجدت اللواء سمير بدوي ابن عمتي وصديق الطفولة والصبا، سألني عن أخبار المصاب، فقلت له لقد انتهى كل شيء، انهار الرجل واندهشت لانهياره، فقلت له لماذا تبكي هكذا؟ من هذا الشاب؟، قال لي إنه ولدي مصطفى، ضربت المفاجأة جسدي ودخلت في نوبة بكاء شديد، رحمك الله أيها الشهيد وجعل مثواك الجنة وجعل قبرك روضة من رياض الجنة والهمنا الصبر والسلوان".
كان النقيب مصطفى سمير بدوى، ضابط بإدارة مرور كفر الشيخ، استشهد، مساء أمس الخميس، بعدما أطلق شاب النار عليه بشارع الخليفة المأمون بمدينة كفر الشيخ أثناء فحص السيارة التى كان يستقلها، وعلى الفور هرعت سيارات الإسعاف لمكان الحادث، ونقلت سيارات الإسعاف الضابط وهو فى حالة سيئة قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى كفر الشيخ العام.
وقطع مدير الأمن إجازته لمتابعة حادث استشهاد الضابط، وتواجد العميد محمد عمار، مدير إدارة البحث الجنائى بالمديرية والقيادات الأمنية، في موقع الحادث، وتم تمشيط المنطقة بالكامل إلى أن تم القبض على الجاني.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
