تابعنا جميعا، خلال الأيام الماضية، الحملة الشرسة والتعليقات الساخرة المصاحبة لافتتاح مشروع الاستزراع السمكي في محافظة كفر الشيخ "بركة غليون"، لا لشيء سوى مشاركة القوات المسلحة في المشروع.
في الحقيقة، لقد هالني كم السخرية والكوميكسات التي خرجت اليومين الماضيين وأحزنني كثيرا، فهذه السخرية تظهر كلما تم الإعلان عن مشروع أو إنجاز عظيم، ويتسابق نشطاء الفيس بوك في إطلاق المسميات المختلفة على جيشنا العظيم، مثل "جيش المكرونة" و"جيش العشوائيات" وأخيرا "جيش السمك"، تلك المصطلحات التي لا يريد أصحابها إلا تسفيه الإنجازات والتقليل من أهميتها في عين المواطن المصري البسيط.
هل يعلم هؤلاء أن مشروعا مثل "بركة غليون" رفضت دولة بحجم الصين تنفيذه، بحجة أن موقع المشروع لا يصلح لإقامته، وأن الجيش المصري قبل التحدي وأنجز المشروع في فترة زمنية قصيرة.
هل يعلم هؤلاء أن حجم الحفر في المشروع يعادل حجم 6 أهرامات من الهرم الأكبر وأن حجم حديد التسليح الذي استخدم في المشروع يعادل مرة ونصف تسليح برج إيفل، وأن المضخات التي تم استخدامها قادرة على ملء 60 حماما أولمبيا في ساعة واحدة.
هل يعلم هؤلاء أن الجيش المصري قرر أنه لن يقبل أي تبرعات سواء من الداخل أو الخارج، وأن القوات المسلحة هي المؤسسة الوحيدة في الدولة التي لديها اكتفاء ذاتي، وأن استثمارات الجيش جميعها داخل مصر وليس في الخارج.
هل يعلم هؤلاء أن الجيش المصري نجح في أن يحتل المركز العاشر في ترتيب "قوة الجيوش" على مستوى العالم، وأن موقعا مثل "جلوبال فيربور" المتخصص في الرصد العسكري ذكر أن القوات الجوية المصرية تحتل المرتبة رقم 8 بين أقوى القوات الجوية في العالم بـ1132 طائرة حربية متنوعة، وأنها تسبق القوات الجوية التركية والإسرائيلية.
هل يعلم هؤلاء أن القوات المسلحة طورت القدرات القتالية للقوات البحرية المصرية وزودتها بأحدث القطع البحرية مثل "الميسترال" والفرقاطة فرنسية الصنع "تحيا مصر" من طراز "فريم"، وغواصتين ألمانيتين من طراز "تايب 209 - 1400"، لمواكبة التطور العسكري العالمي ولتأمين السواحل والمياه التابعة للدولة المصرية، بالإضافة إلى دورها الفاعل في تأمين قناة السويس ومسارح العمليات البحرية وتأمين المنشآت البترولية البحرية والاكتشافات الغازية والموانئ النفطية.
أقول لهؤلاء، ننتظر منكم تعليقات كثيرة في الفترة المقبلة، فالمشروعات التي تنجزها القوات المسلحة كثيرة وكبيرة، ومشاركتها في حل الأزمات التي تواجه المواطنين وتساعد في حلها ستدوم طويلا، أقول لهؤلاء، ننتظر منكم في الفترة المقبلة مصطلحات أخرى مثل "جيش العيش" و"جيش السكر "وجيش اللحمة" و"جيش الأدوية"، فهذه الأزمات لم يحلها ولن يحلها إلا قواتنا المسلحة الباسلة.
علينا جميعا أن نقدم التحية إلى القيادة العسكرية في مصر التي تحافظ على قوة الجيش حاملا الدرع الأول لحماية الوطن وسلامة أراضيه، وفي نفس الوقت يشارك وبقوة في مشروعات التنمية.
حمى الله مصر وشعبها من كل سوء