قام مسلحون بتفجير عبوة ناسفة بجوار مسجد الروضة في قرية الروضة، التابعة لمركز بئر العبد، غرب العريش بحوالى 20 كيلو مترًا، وفق ما أكدته مصادر أمنية بمحافظة شمال سيناء.
وقالت مصادر أمنية، وأخرى طبية، وشهود عيان، إن مجموعات مسلحة يرجح انتماؤهم لتنظيمات إرهابية، قاموا بتفجير عبوة ناسفة قرب مسجد الروضة، أثناء وجود المصلين وقت صلاة الجمعة، وأطلقوا دفعات من الأعيرة النارية،
فجر مجهولون قبل قليل، مسجد الروضة بمنطقة الروضة غرب العريش.
وبحسب مصادر قبلية، فإن التفجير أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات من أبناء منطقة الروضة، وأن التفجير استهدف مسجدًا تابعًا للطريقة "الجريرية" إحدى الطرق الصوفية داخل قرية الروضة غرب مدينة العريش.
ووفق للمصادر القبلية، فإن منطقة الروضة هي معقل للصوفيين والطرق الصوفية، والتي تعتبرها الجماعات الإرهابية في سيناء "كافرة" ويجب قتالهم، وفق لعقيدتهم الباطلة.
وذكرت المصادر أن عبوة ناسفة انفجرت أثناء خروج المصلين من الصلاة، أتبعها إطلاق رصاص من كل جانب على من حاول الفرار من الانفجار.
في أقل من أسبوع أعلن تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» تبنى ثلاث عمليات إرهابية ضد رجال الجيش المصري في سيناء، جميع هذه العمليات جاءت من خلال عمليات عمليات «انغماسية» المعروفة إعلاميًا باسم «إنتحارية»، وهذا يعد نوع جديد يستخدمه التنظيم في خططه داخل سيناء، وذلك بعد سنوات طويلة، من الحرب المتبادلة مع قوات الجيش، فخطط وطرق التنظيم مختلفة عن استراتيجيات الجيوش المنظمة.
التنظيم خلال السنوات التي ظهر في سيناء انتهج أكثر من وسيلة في هجومه المفاجئ، فأحيانًا يلجأ لحرب الشارع والمواجهة المباشرة، وأخر للإنغماس، وثالث للزحف ليلًا، مما جعله أشبه بـ"الحرباء" التي تغير لونها لتنفذ مخططها بالاختفاء و مباغتة خصمها.
الأساس في كل عملية يعتمد التنظيم خلال أغلب عملياته على الاقتحامات ليليًا، حيث أن النهار لديهم دفاع وراحة والليل هجوم وتسلل واقتحام، ويلاحظ أنهم يمتلكون أجهزة رؤية ليلية كالديدال ونظارات جوجل، وأجهزة ألفا، وغيرها بحسب تقارير واردة من هناك، حيث يعتمدون عليها في اقتحاماتهم.
كما كان التنظيك يستخدم الاستراتيجية التالية وهو أخذ موقف دفاعي مؤقت، ويعقبها شن هجمات هدفها مشاغلة عدوهم وعدم تركهم يفكرون، لتدمير روحهم المعنوية حتى يصابوا بالوهن والضعف والملل بسبب فشلهم المستمر فيقومون في اللحظة المناسبة بضربة مركزة وسريعة على موقع مهم واستراتيجي.
أو الاستراتيجية الثانية وهي «القناص»، ويمتلك التنظيم قناصات داعش «الدراغانوف والروماك، والموسن ناغنت، والسيمينوف، وال إس إس جي 96، والبي كي س ي،والكلاكوف»، يستخدمونها عندما تصعب عملية الاقتحام.
إلا أن الجيش نجح صد هذه المحاولات الخبيثة، من خلال تدمير معاقل الارهاب والعنف ومواجهته مبكرًا، وهذا ما كشفت عنه الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري خلال الفترات الماضية، ورصدنا أنه تم الاعلان عن مقتل أكثر من 2500 داعشي وتدمير أكثر من 500 عربة دفع رباعي والتي يتسخدمها الإرهابيين في عملياتهم ضد رجال الجيش والشرطة.
ليبقى أمام التنظيم الحل الوحيد هو العمليات الانتحارية وذلك من خلال تقديم الأفراد التي حصلت على تدريبات كاملة في الأراضي السورية والعراقية، حيث معقل التنظيم في السابق، وذلك داخل بعض التجمعات لأفراد الأمن، لإقاع أكبر عدد من المصابين من رجال الأمن، لجذب نجاحات وهمية لأنفسهم في لرفع أرواح العناصر المعنوية في ظل الخسائر الكبرى التي تلقها خلال الشهور الماضية والتي نتج عنها خسائر كبرى.
كما يتم الاعتماد على استراتيجية جبانة جديدة، عن طريق استهدف العاملين في مواقع عمل تابعة للقوات المسلحة، وسائقين يعملون بنقل أطنان الأسمنت من مصنع تابع للجيش في وسط سيناء، واستهداف معدات ثقيلة تُستخدم في رصف طرق جديدة تشرف عليها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وذلك على طريقي «بئر العبد - جفجافة» الجديد جنوب مدينة بئر العبد، و«الإسماعيلية - العوجة»، وهو الطريق االذي يتوسط محافظتي شمال وجنوب سيناء، وذلك لاثارة القلاقل للأفراد المدنيين المتواجدين هناك، لإجبارهم على هجرة الأراضي كما فعل في السابق مع المسيحيين في العام الحالي.
ويعود هذا التدريب إلى السنوات الماضية حينما قام التنظيم في سيناء، بارسال العشرات بل المئات من الشباب من مقاتليه للتدريب في معسكرات التنظيم في العراق مع حالة الانفلات الأمني وحتى تغاضي أجهزة الأمن فيما بعد عما يفعله هؤلاء كانت حركة التنقل أسهل كثيرًا.
وتشير التقديرات إلى أن عدد أفراد الجماعة يتراوح ما بين 1000 الى 1500 مسلح ينتشرون في شبه جزيرة سيناء التي تبلغ مساحتها 60 ألف كم مربع وهي تخضع لحالة الطوارىء منذ أكتوبر 2014 بعد هجوم دام استشهد فيه 33 من عناصر الأمن.