باحث إسلامي يُحلل تداعيات الاعتداء على مسجد الروضة بشمال سيناء

استعرض منير أديب، المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية، تحليلًا دقيقًا على هامش الاعتداء على مسجد الروضة بشمال سيناء، قائلًا إن الاعتداء لم يقصد منه الصوفيين حتى وإن كان موجهًا لمسجد الروضة الذي يرتاده أتباع الطريقة الجريرية، ولو كان ذلك لوجهت سهام هؤلاء لحضرة صوفية وليس لمصليين في صلاة جامعة ضمت مسلمين وكان فيها أطفالا وشيوخًا وأغرابًا لم يكن لهم أي توجه أيديولوجي.

وأضاف أديب، في تصريحاته الخاصة لـ"أهل مصر"، أنه من الخطأ في التحليل أن نقع في براثن التوصيف بأن ما حدث خلاف بين تيار متشدد "داعش" وبين تيار معتدل أخرى "صوفي"، ما حدث كان قتلًا للمصليين وليس قتلًا لصوفيين في حضرة صوفية.

وتابع المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية، لم يكن الحادث مستغربًا بأن تم في بيت من بيوت الله، فقد سبق للتنظيم أن نفذ عمليتين مسلحتين في الحرم النبوي الشريف وقرب قبر النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان العام الماضي والذي سبقه، وبالتالي استهداف بيوت الله الحرام لم تكن بدعًا من سلوك التنظيم الذي استهدف عشرات المساجد في عواصم عربية كثيرة.

وشدد أديب، على أن الدولة بأجهزتها الأمنية نجحت في تفكيك عشرات الخلايا التابعة لهذا التنظيم مما استفزه للنكاية بهذه الدولة مع العمل إنهاكها وإرباكها من خلال تنفيذ عمليات مسلحة، وهي التي نجحت في ضرب البني التحتية للتنظيمات المتطرفة، وبالتالي يمكن قراءة ما حدث في سياق انتصار الدولة وليس هزيمتها.

وأوضح أديب، أن العمليات التي تحدث في مصر رغم نوعيتها وكثرتها إلا أنها تحدث في حيز جغرافي لا يتعدى ثلاثين كيلو متر فقط من واقع مساحة مساحه مصر التي تصل إلى مليون كيلو متر، والترويج بعدم قدرة أجهزة الأمن على حفاظ الأمن أمر غير دقيق وينافي الواقع وتصوراته.

واستكمل، قائلًا؛ الدولة تواجه الإرهاب في حرب مفتوحة داخل حدودها وخارج هذه الحدود وما حدث يأتي في إطار المتوقع من الخسائر، فالحرب تكلف أصحابها، وهناك إصرار على المواجهة حتى نهاية الطريق بهدف تجفيف المنابع واجتثاث شأفة الإرهاب من البيئة المصرية تمامًا.

وتابع ما حدث يفرض تحديًا بضرورة مشاركة المجتمع بكل فئاته وطوائفه لخوض معركة المواجهة مع تنظيمات العنف والتطرف والتمرد، فلا يمكن لأجهزة الأمن أن تعمل بمفردها دون مشاركة المجتمع المدني وكافة طوائف المجتمع للمواجهة حتى تظهر نتائج ملموسة تصب في فكرة غياب وجه الإرهاب القبيح.

وشدد على ضرورة الإسراع بضرورة المواجهة الفكرية حتى نقف حائلًا بين تأثير هؤلاء المتطرفين في قطاعات الشباب وإلا أصبحنا كمن يقتل ذبابًا ويترك بيضة، لابد أن نقضي على كل معين يساعد في ولادة تيار عنف جديدة بصور المواجهة المختلفة في مقدمتها المواجهة الفكرية والثقافية والتعليمية ومن خلال خطاب ديني معتدل أيضًا.

وأشار إلى أن ما حدث في مسجد الروضة بالعريش هو ارتداد متوقع بعد النجاح في استهداف التنظيم في الرقة والموصل وتحريرهما، مما دفع لعودة عشرات ومئات المقاتلين المصريين والعرب والأجانب عبر الحدود والأنفاق، فمصر أمام تحد كبير لمواجهة التنظيمات التكفيرية والقضاء عليها، وهو تقوم بهذا الدور بمفردها ونيابة عن العالم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً