«حلاوة زمان عروسة وحصان».. كلمات من الفلكلور الشعبي ارتبطت فى أذهان المصريين بذكرى المولد النبوى الشريف من كل عام، كعادة أهل مصر في التغلب على المصاعب لم تقف زيادة أسعار حلوى هذا العام حائلا أمام الشراء والاحتفاء بالمولد.
داخل أروقة أحد مصانع المحلة الكبرى لصناعة حلوى المولد النبوى، يقبع "مصنع القصر" بالغربية على عرش صناعة حلوى المولد، يمتد انتاجه وتوزيعه لثماني محافظات.
يقول أشرف الطحان، صاحب المصنع، إن موسم الانتاج بدأ منذ قرابة الخمسين يوما، أما العرض فيسبق المولد بأسبوع.
ولفت الطحان لـ«أهل مصر» الى أن الزيادة في أسعار هذا العام لم تتجاوز الخمسة جنيهات، بسبب انخفاض أسعار السكر بشكل كبير، مستطردا أن أسعار الحبوب زادت بعد زيادة الدولار الجمركي، فوصل طن السوداني من 35 ألف جنيه إلى 70 ألف جنيه.
وأشار "الطحان" الى أن مصنع القصر ينتج الحلوى لكافة فئات الشعب، كل ما يهم «أن يأكل الشعب»، ويرى أن الحلوى مصدر فرحة للأطفال والكبار .
بوكيه الحلاوة
«أغلى الأنواع الموجودة لدينا لا تتجاوز سعرها الـ85 جنيها (مكسرات)"، أما الحلوى التقليدية فتبدأ من "25، 30 وصولاً لـ45 جنيها"، فى متناول الجميع.. هكذا أوضح صاحب المصنع، مضيفا أن اخر تقاليع صناعة الحلوى للمخطوبين هو «بوكيه الحلاوة»، يتكون من عدد من الأنواع يختارها الخطيب على حسب قدرته، ويبدأ من 45 جنيها وحتى 80 جنيها .
وأكمل محمد النمورى، أحد أصحاب المصانع أن أسعار حلوى المولد النبوي ارتفعت العام الجاري، بسبب ارتفاع بعض الأصناف المستوردة، لتبلغ الزيادة أكثر من 15% عن العام الماضي.
وتوقع "النمورى" تراجع مبيعات العام الجاري من حلوى المولد النبوي، حيث لم تتجاوز نسبة الشراء في الأيام الأولى لـ25 % مقارنة بالعام الماضي.
كما ارتفعت أسعار الفسدق والكاجو وجوز الهند بنسبة 40٪ عن العام الماضي، لارتفاع أسعار الدولار.
وبالنسبة للعروسة الحلاوة «وزارة الصحة منعت الكثيرين من صنعها لأمور ارتبطت بالألوان الصناعية وخطورتها على الصحة، فلجأ الجميع إلى العروسة البلاستيكية وظهرت أيضاً العروسة الناطقة والراقصة، بالإضافة إلى العروسة الخشبية وذلك لسد الباب أمام الاستيراد من الصين».
فى أحد ميادين مدينة المحلة الكبرى يقف صبى لم يتجاوز الرابعة عشرة وأمامه عربة يد خشبية وعليها "العروسة الحلاوة والحصان والديك " المصنوعة من السكر التى لا يتجاوز ثمنها العشرة جنيهات والصغيرة خمسة جنيهات وكأن تراثنا يرفض أن يندثر رغم الأزمات .
يقول راضى أمين، موظف، إن شكل العروسة والحصان الحلاوة جذبه من بعيد، مجرد وقوفه أمام البائع تذكر طفولته وكيف كانت تلك العروسة أو الحصان سر بهجة الطفولة، قبل أن تحل بدلا منها عرائس بلاستيك قادمة من الصين.
من الغربية للشرقية تبقى مظاهر الاحتفال واحدة، حسن الدسوقي، صاحب أشهر محلات الحلوى بمدينة أبوحماد بالشرقي ، يشير الى أن الفرحة بالمولد النبوي لا تتأثر بارتفاع الأسعار «كل واحد بيشتري على قد فلوسه وكله بيفرح».
الدسوقي رفض الاتهامات بالجشع الموجهة للتجار «غصب عننا والله الحاجة غليت قوي والدولار ولع الاستيراد»، مطالبا الدولة بالرأفة بالناس، حسب تعبيره.
وعلى الطرف الثاني من الشارع يتوسط عبدالرحيم الأسيوطي، بائع حلوى، مجموعة من السيدات يفاصلن معه في الأسعار، ويشير إلى أن الاقبال متوسط والأسعار في متناول الجميع، الفقير والغني كله بياكل وأهم حاجة الأطفال تفرح.
وبسؤال الأسيوطي عن بيع حلوى المولد بالتقسيط للعائلات الكبيرة قال ضاحكا «لا مش للدرجة دي» الناس لسه معاها فلوس.
«أم محمد»، اعتادت في نفس الموعد من كل عام أن تقصد عم حسين لشراء حلوى المولد فهو «سعره حنين وبيفاصل» حسب قولها، وأضافت أنها لا تستطيع حرمان أطفالها وأقاربها من حلوى المولد «دي مناسبة بنتلم كلنا فيها وربنا ما يقطعلنا عادة».