"أراد ابتزازه فأنقلبت الآية".. تفاصيل خطيرة لأول مرة عن احتجاز "سعد الحريري" بالرياض.. و"سعودي أوجيه" كلمة السر

كتب : سها صلاح

كشفت صحيفة النيوزويك الأمريكية عن مفاجآت جديدة تكشف لأول مرة عن عملية احتجاز رئيس وزراء لبنان سعد الحريري في الرياض على يد ولي العهد السعودي أوائل نوفمبر الجاري.

وقالت الصحيفة أن جزءاً كبيراً من اللغز بهذه القضية المثيرة للجدل هي أن الحريري لديه عدة مليارات في الخارج كانت حصيلة عمل سعودي أوجيه لعقود في مشاريع كبرى في المملكة.

وأضافت أن "بن سلمان" حرم سعودي أوجيه من مستخلصاتها لإجبار الحريري على تسليمها لشركته "نسما" ولكن الحريري رفض مما اضطر الشركة للإفلاس.

كما أشارت إلى أن سبب احتجازه من قبل ابن سلمان هو إجباره على التنازل لابن سلمان عن ملياراته التي باسمه واسم العائلة " وليس باسم سعودي أوجيه" في حسابات في الخارج.

وعن التفاصيل ذكر مجتهد أن “ابن سلمان” كان قد أغرى “الحريري” بالقدوم للرياض وذلك بوعده دفع كل مستخلصات شركة سعودي أوجيه وإعادتها لنشاط كامل فجاء متحمسًا.

ولكن بعد قدومه تم التعامل معه أمنياً وأجبر على الاستقالة لحرمانه من الحصانة الدولية ظناً من "بن سلمان" أنه لا يحتاج غير ذلك لإبقائه محتجزًا إلى أن يتنازل عما لديه من مليارات.

وتكشف الصحيفة تفاصيل أكثر عن ملابسات احتجاز "الحريري" وتقول في الفترة الأولى من احتجازه كان الحريري في وضع نفسي سيء وصدمة عنيفة لأنه لم يتعود على مثل هذا الوضع المخيف وكان يشعر أنه سيسجن ولن يكترث به أحد بعد أن عزله بن سلمان عن العالم تقريبا وكاد أن يقدم التنازل لولا تحرك مصر و فرنسا.

وتابعت الصحيفة بعد زيارة السفير الأمريكي والفرنسي استرجع الحريري معنوياته وأحس أنه سيكون في الموقف الأقوى خاصة وأن السفيرين وعداه أن الدولتين لن تقبلا باحتجازه لكن يفضلان أن يتم حل المشكلة دون أن تتحول القضية إلى فضيحة دولية تحرجهما مع السعودية لكنه تطمأن تماما أنه لن يصيبه سوء إلى أن يغادر، في هذه اللحظة قرر "الحريري" أن يقلب الطاولة على "بن سلمان".

وإذا تكلم الحريري علنا بدفاع عن الرواية السعودية فسترون عودة سعودي أوجيه لكامل نشاطها قريبا أو ما يكافيء ذلك من "إكرامية" كبيرة.

جدير بالذّكر أن "الحريري" تراجع عن الاستقالة عندما وصل إلى لبنان والتقى الرئيس ميشال عون.

ماذا حدث مع الحريري:

صحيفة الأخبار اللبنانية نشرت تقريراً كشفت فيه من خلال مصادرها، عما حدث للحريري في الرياض، وما جرى معه قبل وبعد تقديم الاستقالة.ووفق الصحيفة اللبنانية، فقد طُلب من الحريري التوجه إلى مجمع "ريتز كارلتون" الفندقي لعقد اجتماعات، حيث فوجئ بإجراءات أمنية استثنائية، ليدرك بعد دقائق أنه بات بحكم الموقوف، وتم نقله إلى إحدى الفيلات التابعة للمجمع، بالقرب من الفندق مكان احتجاز نحو 49 أميراً ووزيراً ورجل أعمال سعوديين.وأكدت الصحيفة أن الحريري تم فصله عن مكان إقامة عائلته، وتولى فريق أمني سعودي الإشراف على أمنه ومرافقته.أما مصير فريق الحريري الأمني فقد تمت مصادرة الهواتف الموجودة معهم، وتخييرهم إن كانوا يريدون المغادرة إلى بيروت، وأنه في هذه الحالة لن يكون بمقدور من يغادر المجمع أن يعود إليه مجدداً.لحظتها طلب الحريري أن ينتقل 4 من مرافقيه بقيادة الضابط محمد دياب إلى منزله للبقاء مع زوجته وأولاده، فيما بقي مع الحريري، في الفيلا نفسها، رئيس حرسه عبد العرب وأحد مساعديه الشخصيين.ووفقاً للصحيفة اللبنانية، فقد أبلغ الجميع بتعليمات، مثل عدم التحرك داخل الفندق، عدم التواصل مع الأمنيين والموظفين، وتم ربطهم بضابط أمن سعودي في مكتب قريب، حيث يمكنهم التوجه مرات عدة في اليوم لتفقد هواتفهم، على أن ينحصر استعمالها في الرد على الرسائل التي تردهم، كما سمح لهم بإجراء اتصالات هاتفية، على ألا تشمل أيَّ نقاش حول مكان إقامتهم وظروفها، تحت طائلة الحرمان من التواصل مرة جديدة.لحظة الاستقالةوعن تفاصيل الاستقالة، قالت الصحيفة، إن الحريري التقى مع مسؤول أمني سعودي بارز -لم تُسمه- إضافة إلى لقاء آخر مع ثامر السبهان، وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، الذي سلَّمه بيان الاستقالة مكتوباً من الديوان الملكي.وقالت مصادر الصحيفة اللبنانية، إن تعليمات مشددة تلقاها الحريري، على أنه لا يمكن له الاتصال مع أحد، وأن السبهان سيتولى شرح الموقف لمن يهمه الأمر في بيروت.وتتابع الصحيفة اللبنانية، أبلغ الحريري بعد ذلك أنه سيخضع لتحقيق بصفة شاهد، بوصفه مواطناً سعودياً لا رئيساً لحكومة لبنان، وسُئل عن ملفات تعود إلى حقبة تولي خالد التويجري منصب رئيس الديوان الملكي، خلال ولاية الملك السابق عبد الله.وأكد الحريري لهم أن كل ممتلكاته في السعودية مرهونة للمصارف السعودية، وأنه لا يملك إلا منزله.وكشفت الصحيفة أن الحريري طلب عقد مؤتمر صحفي، أو السفر خارج السعودية، إلا أن ذلك قوبل بالرفض في لحظتها، وطلب من مرافقيه الذين انتقلوا إلى منزل عائلته، بضرورة حسم قرارهم بالبقاء أو السفر إلى لبنان، وبالفعل عاد بعضهم.

غياب البروتوكولاتبعد هذا اللقاء، عاد الحريري لبيروت في الأول من نوفمبر 2017، واجتمع مع مجلس وزرائه ليطلعهم على مجريات الزيارة، ونقلت الصحيفة عن المصادر أن الحريري أبلغ الحكومة بأن السعودية ستدعم خططاً لمؤتمر دولي في باريس لدعم اقتصاد لبنان، واجتماع آخر في روما لدعم جيشها، بالإضافة إلى مجلس سعودي لبناني مشترك لتشجيع الاستثمارات.وأبلغ الحريري وزراءه بهذه الأخبار بمن في ذلك ممثلو حزب الله في المجلس، وأنه بالرغم من كون بن سلمان سيتخذ موقفاً متشدداً حيال إيران، إلا أنه طمأنهم بأن لبنان لن يكون هدفاً لذلك.وتشير الصحيفة إلى أن هذه التطمينات تأكد خطؤها الآن، وأنه بعد لقائه بالحكومة خطط الحريري للعودة للرياض للاجتماع مع الملك سلمان يوم الإثنين 6 نوفمبرالعام الماضي، ولكن الجدول تغير عندما تلقى اتصالاً عاجلاً من برتوكول بن سلمان، يبلغه أن الأمير يريد الاجتماع به يوم الجمعة الثالث من نوفمبر "قبل يوم واحد من إعلان الاستقالة"، وأن يقضي نهاية الأسبوع معه.لكن اللقاء لم يتم، وظل الحريري منتظراً ببيته الفاخر بطريق التخصصي بالرياض، ثم حدث لجزء المرعب في الأمر الساعة الثامنة، وهو موعد مبكر للاجتماعات في السعودية، استدعى الحريري على للاجتماع مع بن سلمان واختفت البروتوكولات المعتادة.وذهب الحريري لاجتماعه في سيارتين لا يرافقه غير حراسته الخاصة، واختفى تماماً لعدة ساعات، إلى أن ظهر على شاشة التلفزيون، يوم السبت، حوالي الساعة 2 بعد الظهر يقرأ بياناً يعلن فيه استقالته من منصب رئيس الوزراء، مبرراً ذلك بتهديدات إيرانية على حياته، وأن طهران تصدر الفوضى والدمار.وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل الخطاب بقليل، ذكرت قناة العربية أن الحريري سوف يعلن استقالته، معتبراً ذلك مؤشراً على أن "خطاب الحريري كان مسجلاً"، مضيفاً أن الحريري اتصل لاحقاً بالرئيس اللبناني ميشيل عون يبلغه أنه لا يستطيع الاستمرار في وظيفته وأنه سيعود لبيروت خلال أيام.إلا أن الحريري لم يعد لمنزله بالرياض إلا يوم الإثنين، وذكرت الصحيفة عن أنه أقام يومي السبت والأحد بفيلا بمجمع الريتز كارلتون، حيث تعتقل السلطات شخصيات سعودية هامة أوقفت في ليلة السبت "ليلة محاربة الفساد.وفي يوم الإثنين اجتمع الحريري مع الملك سلمان، ثم سافر إلى أبو ظبي حيث اجتمع مع ولي العهد هناك، الشيخ محمد بن زايد، والذي يعتبر "معلم" بن سلمان، وفقاً لوصف الصحيفة.يوم الثلاثاء عاد الحريري إلى منزله، تحت حراسة الأمن السعودي، وفي الأيام التالية التقى مع دبلوماسيين، وممثلي الولايات المتحدة، وروسيا، والدول الأوروبية الرئيسية-لغز بهاء الحريريوقالت الصحيفة عن مصدر لبناني، قال إن أخ سعد الحريري، بهاء الحريري وهو أكثر تشدداً منه، أصبح مرشح الرياض لمنصب رئاسة الوزراء.وأضاف المصدر أن بهاء الحريري أرسل صافي كالو وهو مستشار مقرب له، للاجتماع قبل 10 أيام مع زعيم الدروز وليد جنبلاط لمناقشة استراتيجية لمستقبل لبنان، ولكنه ترك الاجتماع قبل انتهائه.وأكدت الصحيفة أن الحراك الذي يقوده عون سيتصاعد ليبلغَ مداه بالذهاب إلى تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي في حال لم يعد الحريري إلى بيروت قريباً.وكشفت الصحيفة أن عون تلقى اتصالاً من رئيس الحكومة الحريري السبت، وهو يوم استقالة الحريري، وقالت إن عون ذكر أمام مجموعة الدعم الدولية أن الحريري أبلغه بأنه لم يعد قادراً على تحمل الوضع وبأنه سيكون في بيروت خلال يومين أو ثلاثة أيام كحدّ أقصى، لكنّه ومنذ ذلك الوقت لم يسمع صوته ولم يعد إلى بيروت.

علاقة اعتقاله بإيران

وأضافت الصحيفة أن هناك علاقة وثيقة بين اعتقال أمراء الأسرة الحاكمة ورجال الأعمال بالمملكة، واستقالة "الحريري"، مؤكدًا، أن الحريري لم يتعرض لمحاولة اغتيال كما ادعى في بيانه و أن استقالته جاءت بالترتيب مع بن سلمان لدخول السعودية لبنان لمحاربة إيران، كما أن هؤلاء الأمراء ينتمون إلي فرع العائلة الشيعي الذي يمتد إلي إبراهيم الإبراهيم و هناك مصالح اقتصادية بين الأمير بن طلال و الشيعة في السعودية و اليمن.وقد أثارت تلك الاستقالة تساؤلات عديدة حول توقيتها وتداعياتها على الداخل اللبناني وعلى المنطقة والصراعات المشتعلة بها.وأكدت الصحيفة أن عدم التزام الأطراف السياسية أدى إلى هذه الظروف، وحاول الحريري تصحيح الخلل ولكن لم يفلح ووصل إلى حد اليأس لذلك قلب الطاولة علي الجميع.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً