في الشتاء الماضي، حلّقت طائرتان هليكوبتر، من طراز سيكورسكي (CH-53)، بفريق من قوات النخبة الإسرائيلية "سايريت ماتكال"، على مستوى منخفض فوق عمق سوريا، لتجنب كشف الرادار.
وأدلى خبيران في عمليات الاستخبارات الأمريكية، بتفاصيل ههذ المهمة السرية لمجلة "فانيتي فير" الأمريكية، إذ كشفت أن إرهابيي داعش كانا يعملون على تطوير حواسب محمولة (لاب توب) إلى قنابل يمكن أن تمر دون كشفها من خلال أمن المطارات.
وأوضحت مصادر استخباراتية إسرائيلية كيفية الحصول على المعلومات في مهمة ليلية بالغة الخطورة من قبل القوات النخبة الإسرائيلية، حين هبطوا على بعد بضعة أميال من قاعدة داعش التي كانوا يطورون فيها قنبلة الحاسوب المحمول، بعد أن دلّهم عليها رجل ربما يكون جاسوس إسرائيلي سري استطاع التسلل إلى الجماعة أو خائن من عناصر داعش كان يمرر المعلومات.
بعد ذلك استقل جنود النخبة سيارتي جيب، وتنكروا بذكاء في زي جنود سوريين مع علامات على أن هذه دوريات تابعة للجيش السوري، ثم توجهوا صوب القاعدة، ثم تصبح التفاصيل ضبابية، حيت لم يعرف بالضبط كيف تمكنت القوات من زرع ميكروفون صغير داخل غرفة اجتماعات خلية داعش، أو ربما تلاعبوا بخطوط الهواتف وتمكنوا من سماع محادثات الإرهابيين ببراعة.
كان على المستمعين من الوحدة 8200 —فريق التجسس الإسرائيلي- الانتظار أسابيع لجمع أي معلومات استخبارية وهم يستمعون إلى ما يدور في القاعدة التي تستقر فوق مرتفعات الجولان على الحدود السورية الإسرائيلية، ولا يعرفون ما إذا كان رجلهم الداخلي على حق أم خطأ، لكنهم سمعوا في نهاية المطاف جنديا من داعش يشرح كيفية جعل جهاز كمبيوتر محمول في قنبلة يمكن أن تمر عبر أمن المطار.
بعد ذلك أخبرت إسرائيل المسؤولين الأمريكيين، وأدى ذلك إلى إعلان السلطات الأمريكية والبريطانية القيود المفروضة على الإلكترونيات الكبيرة في الأمتعة الجاهزة للرحلات المباشرة من بعض دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سرّب المعلومات في اجتماع سري في المكتب البيضاوي في مايوأيار، مما أثار غضب إسرائيل، حين أثار ضجة بإخبار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والسفير الروسي سيرغي كيسلياك بهذه المعلومات، وتفاخر في الاجتماع بأن لديه معلومات وتفاصيل مهمة يطلع عليها كل يوم.
ووفقا للتقرير شعرت إسرائيل بأن ترامب فضح رجلها الجاسوس وعرضه للخطر، وخشيت أن تشارك روسيا المعلومات الاستخباراتية مع حليفتها إيران، العدو الإسرائيلي الأكثر تخوفا، وعبر أحد الكوماندوز الإسرائيليين عن تخوفه من أن يتعرض هذا الجاسوس للقتل على يد داعش، وهو ما يتحمل مسؤوليته ترامب.
لكن الرئيس الأمريكي دافع عن قراره بتبادل المعلومات مع روسيا في سلسلة من التغريدات قائلا إنه يعتقد أنه سيحمي حياة الكثيرين بذلك.