شبح "زيمبابوي" يطل علي افريقيا.. "موقع أمريكي" يكشف كواليس ثورة "توجو"

كتب : سها صلاح

خلال الخمسين عامًا الأخيرة، حافظت الديكتاتورية التي تحكم توجو على نفسها من خلال العنف والتخويف.

وذكرت الأمم المتحدة أن 500 توجوليا لقوا مصرعهم جراء العنف الانتخابي عام 2005، في إحصائيات متحفظة مقارنة بما حدث على أرض الواقع.

فساد تلك الديكتاتورية بلغ حدا مفاده أن الأطفال ليسوا بمأمن من تلك الاعتداءات الشريرة.

المشكلة التي يواجهها هذا النظام الآن هي أن الشعب التوجولي لم يعد يطيق استمرار هذا الترويع والخضوع.

كل يوم، تتزايد حركة المعارضة قوة بعد التزايد المطرد لأعداد التوجوليين الراغبين في الإطاحة بالرئيس الحالي فور ايسوزيما جناسينغبي اياديما.

وبينما تتزايد الاحتجاجات، يتنامى التأييد الدولي الداعم للحركة،وحتى الآن، لا يوجد مؤشر بأن الرئيس الحالي يعتزم التنحي.

وعبر فور عن اعتزامه الدخول في مفاوضات مع المعارضة في توجو، بالرغم من أنه في تلك المرحلة لا يوجد شيء قابل للتفاوض، إذ أن المحتجين يصرون على ضرورة تنحيه، ولا يرغبون في التنازل عن ذلك.

وبالرغم من إصرار فور العنيد على البقاء في السلطة، لكن المعارضة حققت بالفعل مكتسبات واضحة،الديكتاتورية في توجو لم تعد قادرة على ممارسة عملها كالمعتاد.

وفي سبتمبر، تأجلت القمة الإسرائيلية الإفريقية التي كان من المقرر أن تعقد في توجو جراء الاحتجاجات.

وكانت مثل تلك المؤتمرات تعقد سابقا دون الاهتمام بانتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث في توجو، لكن المحتجين تأكدوا أن العالم الخارجي لن يعد بوسعه تجاهل ديكتاتورية فور مجددا.

الرئيس التوجولي نفسه يبدو يائسا، بدليل أنه نشر فيديو لنفسه وهو يشتري الخبز من السوبرماركت، في محاولة على ما يبدو لإظهار نفسه في صورة الرئيس البسيط المتواضع القريب من الشعب.

وفي محاولة لتصوير نفسه كضحية للمحتجين، اتهم فور "أعداءه" باستخدام التكنولوجيا لتحويل "رجل بسيط" مثله إلى "ديكتاتور دموي".

النجاح الأكبر الذي حققته الثورة التوجولية حتى الآن هي أنها بمثابة نموذج ملهم للدول الإفريقية الأخرى في كيفية الوقوف ضد الظلم.

انتفاضة توجو قوبلت بدعم الشعوب الإفريقية في أقطار عديدة تتضمن جامبيا وزيمبابوي وكينيا وغانا ونيجيريا وجنوب إفريقيا.

ومن المقرر أن تتواصل الاحتجاجات في توجو الأسبوع المقبل، في ظل دعم الكثيرين من أرجاء العالم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً