بعد إعلان الحكومة المصرية فشل المفاوضات مع الجانب الإثيوبي، بشأن مفاوضات سد النهضة، تتابع مصر بقيادة الرئيس السيسي على قدم وساق مجريات الأمور، في هذا الملف الذى يعد قضية أمن قومي.
واليوم، زار السفير الإثيوبى البرلمان المصري، لبحث أوجه التعاون بين برلماني البلدين، والتمهيد لزيارة رئيس الوزراء الإثيوبى ديسمبر المقبل؛ ليلقى كلمة للشعب المصري خلال الزيارة من داخل مجلس النواب، مما يعد بارقة أمل للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف.
وكان السيسي حذر في تصريحات له منتصف الشهر الجاري من المساس بحصة بلاده من مياه نهر النيل، ووصفها بأنها مسألة "حياة أو موت لشعب".
وأضاف الرئيس أن مصر تتفهم متطلبات التنمية بإثيوبيا لكن المسألة تمثل "حياة أو موت لشعب".
وفي هذا السياق، قال محمد أبو طالب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة رئيس وزراء إثيوبيا لمصر تعد بادرة جيدة من الجانب الإثيوبي للتعاون مع مصر، وهذا يدل على حرص إثيوبيا على عودة المفاوضات، مع مراعاة عدم الإضرار بحصة مصر من المياه، حيث أن العلاقات المصرية الإثيوبية على مدار التاريخ جيدة وقائمة على التعاون والثقة بين البلدين وزادت العلاقات قوة في فترة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لافتًا إلى أن مصر ترحب مرة أخرى بالتعاون وفتح طاولة المفاوضات من جديد.
وأضاف أبو طالب، في تصريح خاص لـ "أهل مصر" أن الحل يكمن في إيجاد سبل الحل المشترك بين الطرفين، وتبادل الخبرات، إذ أن مصر لديها الكثير من العلماء والخبراء لمساعدة إثيوبيا، من خلال مدها بالتكنولوجيا الحديثة والمهندسين لتعظيم الاستفادة من مياه السيول في إثيوبيا.
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن إثيوبيا تنظر للسيسي كأنه زعيمًا، ولولا حبها لمصر والقيادة السياسية لما قرر رئيس وزرائها أن يأتي لمد جذور الثقة والتعاون، مشيرًا إلى أن هناك اتفاقيات بين البلدين قائمة على مبادئ تنص على عدم المساس بحصة المياه الخاصة بمصر من قبل إثيوبيا، إضافة إلى التعاون المشترك في كافة المجالات وخاصة في ملف سد النهضة.
وتابع، أن "حصة مصر من المياه تعادل 55.5 مليار متر مكعب عندما كان عدد السكان 15 مليون نسمة، والآن نحن 105 مليون نسمة وفي زيادة مستمرة، فنصيب مصر من المياه حسب الاتفاقيات القديمة لا يكفى احتياجاتها، بل نحتاج إلى 18 مليار متر مكعب زيادة على حصتنا الأساسية من المياه.
يذكر أن النائب السيد فليفل، رئيس لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب، قد التقى اليوم الإثنين، السفير الإثيوبى بالقاهرة، أكد خلاله السفير أن رئيس وزراء إثيوبيا سيلقى كلمة أمام مجلس النواب المصرى فى ديسمبر.