"غزى الدخان فؤادي فهو محتلّ.. صدري له سكن قلبي له حلّ".. يبرز البيت الشعري السابق، مدى ترابط المًدخن بسيجارته، التي قد يبيع طعامه وشرابه وملابسه، من أجل مداعبة سيجارة بثغره، ومع كل شهيق يسحبه داخل صدره، ويخرجه زفيرًا، يسحب من رصيد ما تبقى في حياته.
ليست وحدها السيجارة هي التي تمثل "العشق الممنوع" لدى المُدخن، فهناك عشق له ذوق خاص، يتجسد في علاقة المُدخن بـ"الشيشة"، التي بثمابة قصة عشق أعجب مئات المرات من السيجارة.
"الحب الجنوني"، هو ما يدفع قلب إنسان لترك مشاغله وأعماله أو ما شابه ذلك، والتفرغ التام لملاقاة معشوقته "الشيشة" بأحد المقاهي، فيجلس المدخُن وفي يده "لاي الشيشة" كأنه يد عشيقته، يقبلها أكثر من مرة، حتى يرشف آخر أنفاس "حجر المعسل"، فيصيح على النادل "صبي الولعة"، ليسكب له مزيدًا من "المعسل".
ومع ارتفاع أسعار السجائر، يزداد "العشاق المجانين" للشيشة، تاركين "السيجارة" كريهة الرائحة باهظة الثمن، ليفارق المدخن حبيبته القديمة (السيجارة) رغم الذكريات، ويصبح الفراق حالة من فقدان الذاكرة، ولكنه لن يترك الدخان ذاته، بل سيتجه إلى صاحبة العشق الخاص (الشيشة).
وجاء تأكيد المحاسب محمد عثمان هارون رئيس مجلس إدارة الشركة الشرقية للدخان "إيسترن كومبانى"، أن سعر المعسل المحلي لم يشهد أي زيادة، بمثابة إعلان عن انتهاء عشرات قصص الحب بين المدحن وسيجارته، رغم تأكيده أن سعر المستورد من المعسل زاد نتيجة ارتفاع ضريبته من 150% الى 175%، وأن الشركة ما تزال تدرس إنتاج نكهات جديدة من المعسل المحلي في إطار سعيها لزيادة حصتها السوقية.
وبحسب "هارون" فإن الشركة تنتج نحو 1500 طن من المعسل شهريا للسوق المحلى وجزء للتصدير، لافتا أن آليات زيادة الصادرات فى الاهتمام الأساسى للشركة، وفقا لتعليمات الدكتور أشرف الشرقاوى وزير قطاع الأعمال العام، مشيرًا إلى أن المصريين يدخنون 280 مليون سيجارة يوميًا بواقع 14 مليون علبة.
وفي تقرير سابق، كشفت شركة الشرقية للدخان "ايسترن كومباني" عن إنتاج 83 مليار سيجارة خلال العام المالي 2016-2017، من أصناف السجائر المحلية والمصدرة والأجنبي، بزيادة قدرها 3.75%، وتستهدف 84 مليار سيجارة خلال العام المُقبل.