اتفق طبيب نفسي، مع أحد علماء الأزهر الشريف وأحد المسئولين بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، حول وجود بعض العلامات التي يستدل منها على احتمالية تحول الشباب إلى "متطرفين فكريًا"، موضحين أن سوء التربية وعدم القدرة على اتخاذ القرار، من مقومات الشباب المتطرف، الذي يسهل استدراجه من قبل الجماعات الإرهابية، واستخدامه وسيلة لنشر الإرهاب.
"أهل مصر"، ترصد في التقرير التالي الصفات التي يمكن أن تحول الشباب إلى "متطرفين فكريًا وإرهابيًا"، من قبل الطب النفسي والأزهر الشريف وعلم الاجتماع السياسة..
من جانبه، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن المتطرف فكريًا، يمكن أكتشافه من خلال شخصيته السلبية، وعدم قدرته على اتخاذ قرار، بالإضافة إلى اعتماده على الآخرين في تلبية رغباته، بداية من الطعام وصولًا لاختيار الزوجة.\
وأضاف فرويز، في تصريح خاص لـ"أهل مصر": "الشخصية التي ترغب في تلقي الأوامر من الأخرين أو "الانقيادية"، كما يطلق عليها فرويز، من الأفراد الذين لديهم ميول للتطرف.
وتابع فرويز: "المتطرف فكريًا، يتخذ من الشيخ أو الأمير الذي يعطيه تعليمات بتنفيذ العمليات الإرهابية وسيط بينه وبين الله، وفي حالة رغبة أحد في تصحيح ما يميله الشيخ على المتطرفين فكريًا معتمدًا على ما ورد في القرآن، فأن المتطرفين يصدقون الأول ويدعون أن من يحاول تصحيح مفاهيهم حول الدين الإسلامي وقع في خطأ فهم كتاب الله، وعليه أتباع الشيخ".
في الوقت ذاته، قالت الدكتور سوسن فايد، استاذ علم النفس السياسي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن التطرف الفكري، مرتبط بعوامل كثيرة داخل المجتمع المصري، على رأسها الأسرة، موضحة أن مؤسسات التنشئة التي تتركز في المناهج التعليمية، والإعلام، خاصةً شبكات التواصل الاجتماعي التي تعبر عن الثوب الجديد للإعلام، والمؤسسة الدينية، لها دور في تنشئة الأجيال التي تتبع السلوك المتطرف أو السلوك السوي، طبقًا لما يتعرضون له في تلك المؤسسات.
وأضافت في تصريح خاص لـ"أهل مصر": "مشاهدة الطفل أو الشباب للكثير من مشاهد العنف بالأفلام والمسلسلات، تدفعه لاتباع نفس "السلوك العنيف" خلال تعاملاته مع الآخرين".
وأوضحت دكتور علم النفس السياسي: الأسرة التي تعاني من ظلم داخل المجتمع أو يتبعون السلوك العنيف في التربية، نتيجة الضغوط التي يتعرضون لها على يد المجتمع، أصبحت تدفع الطفل إلى هذا السلوك العنيف والمتطرف في بعض الأحيان.
في ذات السياق، قال الدكتور سيف قزامل، العميد السابق لكلية الشريعة والقانون بطنطا، أن التطرف الفكري، نابع من التربية الخاطئة والبيئة التي تدعو لأفكار العنف والقتل، ولذلك هناك احتمال أن يتحول من ينشأ في تلك البيئة إلى متطرف.
وأضاف قزامل، في تصريح خاص لـ"أهل مصر": "تكفير الأخر، ومحاولة انتقاد الأفكار الدينية والمجتمعية، تعتبر خطوة نحو التطرف الفكري الهادم، ولهذا تستغل الجماعات الإرهابية عقول الشباب القابلة للفكر المتطرف، نظرًا لسهولة السيطرة عليها، مقارنة بالشباب الذي نشأ في بيئة تعتمد على الدين الصحيح، والتربية التي تدعم الفكر".