للفرن البلدي تأثير خاص على المرأة الصعيدية، فهي تتفنن لعمل اشهي المخبوزات لأبناءها وزوجها بإستخدام الفرن البلدي رافضه الوسائل الحديثة والأفران الحديثة، وذلك لأنها تعلمت من امها او جدتها ان الفرن البلدي هي دائما الأفضل اما لتحضير المخبوزات خاصة انها ذات سعة اكبر من الفرن الحديثة، او لطهي الطعام مثل " الفول المدمس"، او " العدس" واحيانا " السمك".
وفي محافظة الأقصر ذات الطابع السياحي تشهد الأقصر متخصصون يقوموا بشكل اكثر حرفية في بناء الفرن من الطين اللبن، و الحجر الأحمر، وذلك لتظل الفرن تخدم اهالي المنزل حاضنة افراحهم ومناسبتهم التي يلتفوا حولها، لمدة تصل الي 5 او 8 هو عمر الفرن البلدي.
يقول عبد النعيم المهدي، اقدم صانع أفران بلدي بالأقصر، إنه يعمل في صناعة بناء أفران بلدي بالطوب اللبن منذ 19 عاما، والتي يرفض ابناءه ان يرثها من بعده، مضيفا انها مهنة فريدة يقوم بها صاحب الخبرة ولا يمكن لاي عامل بناء ان يبني فرن " بلدي".
ويضيف: الفرن البلدي له فتحتان إحداهما لوضع الأخشاب الجافة فيها والأخري من الداخل لتخرج النيران منها لتسخين السطح الذي يوضع فيه الخبز، ويضم الفرن سطحا أفقيا من الداخل يوضع فيه الخبز، وفتحة أعلي السطح يتم فتحها إذا كان الفرن شديد السخونة حتي لا تحرق الخبز، وفتحة صغيرة جدا من أعلي الفرن بالخارج يتم سدها بالطوب وتفتح وقت الحاجة.
ويتابع "عبد النعيم": "الأفران البلدي لها أحجام كبيرة وصغيرة ومتوسطة، وكانت من الطين، ولكن الفرن الحديث من الحديد، وكثير من نساء القري لا تعرف طريقة عملها لأن الخبز يكون غير ناضج لصعوبة تحكم النساء في درجة وسرعة النيران".
وقال ان "الأفران البلدي كانت من الطين اللبن، والآن أصبحت بالطين الأحمر حيث يتم دق الطوب الأحمر ويوضع مع الأسمنت ويكون عمر الفرن 7 سنوات تقريبا، والأحجام متنوعة فهناك فرن يتحمل 18 رغيفا، وآخر 20، و25، و35، و50 رغيفا".
ويضيف ان " ست البيت الشاطرة" يمكنها ان تجعل عمر الفرن البلدي اطول بمهارتها وحرفيتها في إستخدام الفرن البلدي، موضحا ان الفرن البلدي قد يصل مدة بناءها لاصحاب البيت في ثلاثه ايام وذلك في حال وجود " السطح " الذي يوضع الخبز عليه.
وتابع انه لا يمكن صناعة الفرن البلدي من الأسمنت وذلك لانه لن يتحمل النيران، وكذلك بالنسبة للطين اللبن، لذلك يعد الطين اللبن مع الطوب الأحمر هو افضل وسيله لبناء فرن بلدي تظل لمدة 5 سنوات او اكثر، وتابع ان الفرق بينها وبين الفرن الحديدي هي ميزتها في عمل المخبوزات المختلفة سواء فرن بلدي، او بسكويت العيد، او " الفايش" سواء للعروسة او لاهالي المنزل.