"أرسلت جميع الأديان من رب واحد فلا فرق بين مصحف وإنجيل جميعهم كتب مقدسة تحمل كلام الله لعبادته، التماسك بين الأديان ليس شعارًا للتظاهر بالوحدة الوطنية فحبي للكتب السماوية والتسبح ومدح الرسول وعشقي للتواشيح الإسلامية قبل الإفطار في الشهر المبارك كلها نابعة من القلب".. بهذه الكلمات أوضح منير فريد حنا، نظريته في الحياة، التي جعلته يعشق كل الأديان السماوية، ويردك معنى الوحدة الوطنية.
يحرص "منير" على الاحتفاظ بالمصحف الشريف والمسبحة، بحسب حديثه لـ"أهل مصر" معتبرًا أن كل الكتب السماوية تٌنسب إلى الله الذي نعبده جميعًا وليس حرام أو عيبًا حمل كل ما يرتبط بالعبادة، مؤكدًا أن الإنجيل والمصحف يدعوان لعبادة رب واحد وهو الله، ويحملوا كلمات مقدسة تشير للحب والألفة بين الناس.
أهدى "منير" الكثير من السبح والجلابيب البيضاء لجيرانه وأصدقائه في العمل، ممن قاموا بأداء فريضة الحج، وهو الجلباب الذي يرتديه المسلمين في صلاتهم كالجمعة وصلاة الأعياد، كما يردد التسبيح والذكر المسيحي قائلا: "قدوس الله قدوس الواحد" وأيضا "سبحان الله، الحمد لله، الله أكبر"، معتبرًا أن الله خلق الكون كله وجميع المخلوقات تقوم بتسبيحه بطرق مختلفة.
عمل "منير" وفق حديثه لـ"أهل مصر" لمدة 3 سنوات في مجال الإنشاد الديني، يجد سعادته أثناء مدح الرسول وإلقاء الأغاني الدينية التي تستقبلها الناس بفرحة وشغف، وتزداد سعادته عندما يرى سعادة المستمعين بعد علمهم بأنه مسيحي، وهو ينشد في أثناء عمله بمديح في حب رسول الله، وخاصة في ذكرى مولده.
ويروي ابن حي "التفتيش" بمدينة الفيوم، أن إتقانه في عمله، كان هو السبيل لفوزه بفرصتين هما محبة الناس، بجانب الإنشاد في جميع أحياء الفيوم وغيرها من المحافظات، فضلا عن أسرته الصغيرة تحب كل ما يقوم به، وعلى نهج رب الأسرة فقلبهم وتعاملهم يحمل الحب والسلام وروح التفاهم بالمعايشة الواقعية.
وعن سر نجاحه في هذا المجال، يوضح "حنا" الذي قارب عمره الستين عامًا، أن النجاح يأتي من حب العمل والتركيز فيه، مدللًا على ذلك بأنه على مدار عمله الممتد حتى الآن كموظف معاون بمستشفى الفيوم العام، لم يتدلل لأحد، وأنه يجيد التعامل بالحب، بجانب استحسان وتجاوب الكثير معه لمن يعرفه من جيرته أو زملائه.
وأوضح منير أنه قام بالخدمة تطوعيا في عديد من موائد الرحمن في شهر رمضان حبًا في مشاركة المسلمين مناسباتهم الدينية مع أصحابه وجيرانه، كما شارك في توزيع العصائر والمياه لإفطار الصائمين في رمضان ومشاركتهم صيام رمضان حبا واحتراما للشهر الكريم وزملائه بالعمل، مشيرًا إلى أن جميع المصريين واحد لا يفرقهم دينا أو لون.
شارك "حنا" وفق ما يروي، في توفير وتجهيز العديد من الفتيات المسلمات، غير القادرات على تجهيز عرسها، فكان منهم المسلم والمسيحي والكل يتوفر له نفس الأجهزة دون تفرقة، كما تبني أحد أبناء جيرته بعد أن توفاه الله، لعدم وجود إمكانيات مادية متوفرة لزوجته، موضحا أنه كان يعامل الأطفال مثل والدهم تعويضا لحرمانهم من حنان الأب، واقتسام الطعام سويا ومناداته بصفة الأب وعشقه وارتباطه بهم الكامل والتواصل والتودد لهذه الأسرة المسكينة.