"تطوير التعليم والمناهج".. شعارات "رنانة"، يرددها كل من يحصل على حقيبة وزارة التعليم فى مصر، آخرهم الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الذي ينتهج نفس نهج من سبقوه من الوزراء، في أمور كثيرة أبرزها حديثه الدائم عن تطوير التعليم والعمل على إزالة الحشو من المناهج أو إستبداله على الطراز الأوروبي، جعلت الطلاب تتعامل معها أنها تصريحات "وهمية"، خاصة مع كل حديث عن إقتراب عودة متعة التعليم من جديد فى مصر، ولكن حتى الآن ومع قرب انتهاء الفصل الدراسي الأول، وبدء المطابع في طباعة كتب الفصل الدراسي الثاني، لم نجد شيء لم تنفذ على أرض الوقع، وإلى الآن لم يخرج علينا الوزير، بخطة تشرح للرأي العام ما هي الدروس التي تعد حشو وجاري العمل على التخلص منها، أو ما هي الخطة التي سيعمل بها لـ"تنقية المواد الدراسية"، ومع ذلك يحدثنا الوزير في كل مؤتمر صحفي عن عمليات التطوير والتنقيح للمناهج والتي أجمع الخبراء التربويون على أنها مجرد تصريحات لـشو إعلامي".
وضع المناهج الدراسية، يخضع لعدة معاير، تسمى مصفوفة المدى والتتابع، بمعنى أن المعلومة التي يحصل عليه الطالب في نهاية مرحلة تعليمه، ماقبل الجامعي تكون قد اكتملت عبر صفوف ومراحل تعليمية، تبدأ من مرحلة التعليم الإبتدائي وتنتهي نهاية المرحلة الثانوية، وذلك لكي لا يحدث خلل في الذاكرة المعلوماتية لدى الطلاب، خاصة أن الحديث عن تطوير المناهج الدراسية في مصر، لم يحدث منذ أكثر من 30 عام، فمنذ هذا الوقت ونحن نعاني من أزمة بالمناهج الدراسية، وذلك نتيجة لسياسات التغير والتبديل والقص واللزق، نتيجة للضغوط التي تتعرض لها الوزارة أو المسؤولين القائمين على وضع المناهج نتيجة لضغوط أولياء الأمور"... هذا وفقًا لتصريحات الدكتور أيمن البيلي الخبير التربوي.
تطوير التعليم هو شعار لكل "وزير"
وأضاف البيلي أن الحديث عن تطوير التعليم هو شعار لكل وزير يتولى حقيبة الوزارة، فمجرد أن يتولى منصبه أول ما يتحدث عنه هو تطوير التعليم، وتغير المناهج، ولكن لكي يقتنع الرأي العام والمتخصصين بإعلانات الوزير وتصريحاته لابد أن ترفق أو تتوازا التصريحات بخطة مكتوبة موضح بها آليات التنفيذ والتكلفة ومعاد التنفيذ، وأن تكون خطة علمية ذات أهمية يتم قرأتها من الرأي العام وتقيمها من المختصين، قائلًا: "ما يعلن للرأي العام من قبل الوزير فيما يخص تطوير المناهج أو تنقيحها من الحشو الموجود بها مجرد تصريحات هي والعدم سواء طالما لم يتم إعلان خطة كاملة وواضحة للتطوير".
وحول الاستفادة التي تعود على الطلاب من عملية التنقية والتطوير، قال طارق نور الدين معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، إن المناهج الحالية ليست سيئة بالدرجة التي يتخيلها البعض ولكن تحتاج إلى إعادة تعديل، فإذا كان هناك حشو في بعضها أو هناك بعض الموضوعات الغير مناسبة لسن التلميذ في المرحلة التي يدرس بها، فمن المهم أن نعاود النظر فيها، ولكن ليست كل المناهج بهذا الشكل، وأن ما تحتاجه المناهج هو: إعادة تعديل، وإعادة صياغتها وفقا للسن التي تدرس له، تحتاج لحذف بعض الدروس التي تحد على العنف، تحتاج إلى أن يكون بها أمن فكري، ولكن ما يعلن حت الآن مجرد تصريحات وهمية.
حديث الوزير عن تنقية المناهج مجرد "شو إعلامي"
وأردف دائمًا مانلاحظ كثرة الحديث عن تطوير التعليم من قبل الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، ولكن حتى الآن لم يتم تنفيذ شيئ، فتحدث الوزير عن نظام جديد للثانوية العامة ولم يتم وضع هذا النظام ولا أحد يعلم ملامحه، أيضا تحدث عن امتحانات "اون لاين" ولا أحد يعلم كيف تتم تلك الامتحانات وما هي الخطة الزمنية، "وأن حديث الوزير عن الحشو الموجود داخل المناهج لا يخرج عن كونها تصريحات، حتى نشاهد الخطة الموضوعة واللجان المكونة لإزالة هذا الحشو وما هو الحشو الذي سيتم إزالته من المناهج، ولكن غير ذلك تصبح مجرد تصريحات لـ"شو إعلامي"".
وفيما يخص الاستفادة التي تعود على الطلاب من إزالة الحشو من المناهج أوضح الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي: "لا نستطيع التنبئ بتلك الاستفادة أو معرفتها أو ما هو العائد طالما لم يتم تحديد الحشو الذي سيحذف من المناهج، مؤكدا السبب وراء عدم تنفيذ تلك التصريحات هو عدم وجود إرادة قوية للتنفيذ، فلا تؤخذ قضايا التعليم على محمل الجد".