اعلان

أقباط في حب النبي.. مواقف أذهلت العالم من تلاحم أقباط مصر مع مسلميها.."مكرم" القبطي مداح "مولد النبي" بالمنيا.. وحلاوة المولد فرحة الأقباط في قنا (صور)

كتب :

كتب: فريدة كساب ـ شيماء السمسار ـ فاطمة محمود ـ أحمد عبدالراضي ـ اسلام بكري ـ مدحت عرابي

إذا كان المؤرخ اليوناني هيرودوت قد قال: «مصر هبة النيل»، فالحقيقة تؤكد أن «مصر هبة المصريين»، كل المصريين بألوانهم وأطيافهم وعقيدتهم وميولهم ومصيرهم المشترك، ولحمة هذا الشعب حيرت العالم، فمساجدهم تعانق كنائسهم والأجراس تصدح مع الأذان، باعثة الطمأنينة في نفوس الجميع، وكانت الوحدة الوطنية حائط الصد الأول لمصر في وجه الكثير من مؤامرات الشر، ومحاولات اختراق البلاد عبر البوابة القبطية، لكن وطنية المسيحيين هزمت كل تلك المؤامرات، وذهبت "الوحدة المصرية" لأبعد من ذلك، فظهرت مشاهد التلاحم والتعاطف بين الأقباط والمسلمين، ووصلت لحد قيام كل طرف بالتبرع لبناء دور عبادة للآخر في أبهى صور التسامح الديني.. فضلا عن مشاركة المسلمين في احتفالات الأقباط واحتفاء الأقباط بالمناسبات الدينية للمسلمين، وفي مقدمتها المولد النبوي الشريف، الذي يشارك فيه مسيحيون بتقديم الخدمة والمشاركة الفعالة في الاحتفالات.. سطور هذا الملف تستعرض بعضا من صور ذلك المشهد المصري الكبير.

ـــ "مكرم" القبطي مداح "مولد النبي" بالمنيا.. والقس أيوب يوسف بنى مسجدًا

رغم

تصدر محافظة المنيا للمركز الأول لما يسمى بأزمات الفتن الطائفية التي تقع

بشتى بقاع مراكزها التسعة، إلا أن المواقف الإنسانية تحكمت في أفعال

الأقباط؛ لتقديم خدماتهم للمسلمين في ضجة غيرعادية سلطت عليهم الأضواء في

سحابات المحبة.

وفي مستهل تلك الشخصيات المداح القبطي «مكرم المنياوي»

الذي قرر برفقة شقيقه وأولاده تقديم مديحه في النبي رسول الإسلام ـ صلى

الله عليه وسلم ـ للعامة، خاصة في ذكرى المولد النبوي، في رسالة محبة

نادرة ولكنها تحدث بالمنيا وحدها؛ ليتربع على عرش المداحين بالجمهورية ولم

يجد منافسا له.

وقال المنياوي: قدمت فني من باب المحبة للجميع، وعشق

المسلمون مدحي في الرسول الكريم، وكتبت على منزلي «هذا من فضل ربي »..

جملة ظن البعض من خلالها أنني مسلم، لكنني تعايشت مع عدد كبير من المسلمين

من خلال مدحي، ولذلك أصوم في رمضان محبة في المسلمين.

وأضاف المداح

القبطي لشخص رسول الإسلام، أنه لم يكتف بصيام عدد من الأيام مع إخوته

المسلمين، لكنه أوقف نهائيا أعماله خلال شهر رمضان، وإن كان احياء فرح قبطي

أو مولد يقام بشتى بقاع الجمهورية، ويسير على ذات المنوال أبناؤه في مشوار

رسالة المدح النبوية.

وعلى صعيد متصل، انتهج الأب أيوب يوسف، كاهن

كنيسة بقرية دلجا التابعة لمركز دير مواس جنوب المنيا، والتي شهدت أعمال

عنف وشغب خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، مسارا مشابها لمسار مكرم

المنياوي، وعلى منوال الإنسانية التي تحكمت في العديد من المواقف تجاه

المسلمين من سكان بلدته التي تعد أكبر قرية على مستوى الجمهورية، وتزعمت

مواقفه المحبة المسلمين.

وللمرة الأولى بصعيد مصر يطلق الأب أيوب يوسف

كاهن الكنيسة الكاثوليكية بالقرية أول مبادرة لهدم وإعادة بناء مسجد بعد

مضي أكثر من نصف قرن على تشييده بعدما أغرقته المياه الجوفية.

كاهن الكنيسة أحدث ضجة غير عادية بطلبه الذي قدمه لمحافظ المنيا؛ والذي يهدف من خلاله الحفاظ على بيت من بيوت الله.

ـــ قبطي بسوهاج: "بنحتفل بمولد النبي ومفيش فرق بينا"

فى

جو تسوده المحبة، ويغرد القمر على أغصانه يعيش المسلمون جنباً إلى جنب فى

المنازل والأراضى الزراعية بجوار إخوتهم الأقباط فى سوهاج، ليشتركوا معا فى

السراء والضراء والفرح والكرب.

"الحب لا يحتاج لواسطة"، هكذا يرى

روماني نصري أن علاقة المحبة بينه وبين أصدقائه المسلمين عفوية لا تكلف

فيها، ويضيف ابن قرية شطورة التابعة لمركز طهطا بسوهاج "تربطنى علاقة محبة

وأخوة من الصغر بكثير من المسلمين ووالدى يعمل فى مجال الحلاقة للمسلمين،

ولذلك قررت شراء طبلة المسحراتى لمشاركة الإخوة المسلمين فى رمضان؛

لتذكيرهم بميعاد السحور".

نصرى تابع حديثه «الفكرة لاقت استحسانا

كبيرا من المسلمين، ولم يعترض عليها الأقباط، واعتبروها من أعمال

الانسانية، وكنت فخورا بهذا العمل وخاصة بمشاركتهم السحور".

وأوضح رومانى «تم تكريمى من قبل كاهن كنيسة مارى جرجس بطهطا لقيامى بهذا العمل".

أما

مينا حسني مواطن قبطى، فيشير إلى أنه يشارك المسلمين فى كافة الاحتفالات

وخاصة الأعياد وفي المولد النبوي الشريف، كما يشاركهم فى تأمين صلاة عيد

الأضحى وعيد الفطر المبارك بالاستاد الرياضي بمحافظة سوهاج فى صورة توضح

مدى التلاحم والتوافق بين المسلمين والمسيحيين بالمحافظة.

وأوضح حسنى أنه يشارك في كل احتفالات المسلمين، مشيرًا إلى أن مصر بلد الأمن والأمان، ولا فرق بين مسلم ومسيحي.

وأضاف

أنه يتلقى التهنئة من إخوته المسلمين في كل المناسبات وخاصة أعياد الميلاد

المجيدة، بعيداً عن التعصب الدينى والمتطرفين من الجانبين.

ـــ مولد وقداس.. مسلمو ومسيحيو الأقصر "إيد واحدة"

"إيد

واحدة".. شعار تكرر كثيرا في الأحداث الأخيرة التي شهدتها مصر، هذه

الأحداث وصفت مدى القرب بين الأقباط والمسلمين، شركاء في وطن واحد، ودور كل

منهم هو زيادة نسيج الوطن قربا؛ مواجهين أي قوة خارجية.

الأقباط في

الأقصر، لهم دور لا يجهله الكثير من أهالي المحافظة، والفقراء من الناس

بالمحافظة يعرفون جيدا عددا من الأقباط يساعدون من يلجأ إليهم مهما كان

توجهه السياسي أو الديني.

"أنا مش بعمل حاجة أصلا، ودي حاجات ملهاش

لازمة في الخير اللي الناس بتعمله".. هكذا بدأ روماني رمزي عجايبي، 50

عاما، واحد من أشهر أقباط الأقصر، والذي له دور بارز في مساعدة الناس دون

أن يكل أو يمل.. روماني عجايبي، صاحب كبرى ثلاجات الفراخ واللحوم، اعتاد كل

أسبوع بعد صلاة الجمعة أن يقوم بتوزيع المواد الغذائية على الفقراء بشتى

اختلافاتهم.

وأوضح عجايبي أنه يقوم من مكتبه بعد انتهاء توزيع أكياس

اللحوم، للتأكد أنه لا يوجد أحد من الأشخاص لم يتمكن من الحصول على كيس من

اللحم، مشيراً إلى أن ما يفعله لله فقط؛ لأن الإنجيل حض على ذلك.

وأوضح

أنه يساعد بين الحين والآخر بتجهيز بعض العرائس من فقراء المسلمين، وأنه

لا يرى في هذا أي فضل، فهذا فقط خدمة لأهله، كما أنه يقوم بتوزيع بعض

المبالغ المالية للمحتاجين شهرياً، وأنه تبرع بعدد ثلاثة أجهزة غسيل كلوي

لمستشفى الأقصر العام، وجهازين لمستشفى القرنة المركزي، ومثلهما لمستشفى

أرمنت المركزي، مساهمة منه لمرضى محافظة الأقصر، الذين بالطبع لم يفرق

المرض بين اختلافهم الديني، خاتماً حديثه بآية في الكتاب المقدس

"اَلْمَحَبَّةُ فَلْتَكُنْ بِلاَ رِيَاءٍ. كُونُوا كَارِهِينَ الشَّرَّ،

مُلْتَصِقِينَ بِالْخَيْرِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 9).

ولا

ينسى عجايبي شهر رمضان، الذي يقيم فيه مائدة رمضانية بجوار ثلاجته في شارع

التلفزيون للناس الفقراء أو الغريب منهم، ومشاركته في احتفالات المسلمين

الدينية، ولم تنس الحكومة دوره الوطني فدعته للمشاركة بثلاجته في معرض

"أهلا رمضان" سنويا في مدينة الأقصر؛ لتقديم اللحوم بأسعار أرخص من السوق.

مسجد

للمسلمين هذا ما قدمه «منير واصف»، في مدينة أرمنت جنوب غرب الأقصر، حيث

تبرع واصف بقيراطين من أرضه، بنجع المظاليم التابع لقرية الرزيقات بحري

جنوب أرمنت، لبناء مسجد للمسلمين، طواعية غير مرغم، رغم أن هذه الأرض كانت

ضمن عشرة أفدنة يمتلكها بيعت بأكملها كأراض سكنية، ولكنه آثر أن يتبرع بتلك

القطعة من الأرض لبناء مسجد تبرعاً منه لأبناء بلده من المسلمين، كما أشار

أحد أحفاده.

فيما قام أحد أهالي ساحل الجرف بمدينة أرمنت

الوابورات، وهو نعوم نجيب إسكندر، بالتبرع بقطعة بطول أرضه لفتح شارع لمرور

المسلمين إلى مسجد كان بجوار أرضه، ولم يتقاض أية أموال نظير تلك الأرض،

رغم عرض المسلمين له.

ـــ "العذراء" توحد المسلمين والمسيحيين في أسيوط

"منذ

فترة تعرضت لحادث ودخلت العناية المركزة واحتجت لنقل دم، ولأن فصيلتي

نادرة أسرع جاري المسيحي ميلاد جرجس بالتبرع بالدم، ولو كان في نفس الموقف،

لأسرعت لإنقاذه، لا شيء يفوق صلة الدم".. هكذا اختصر على سيد، مقيم بإحدى

قرى مركز الفتح صورة التعايش بين المسلمين والأقباط في أسيوط.

وأضاف

"سيد" أن الأسر المسيحية من جيرانهم في مركز الفتح، تصوم مع المسلمين خلال

شهر رمضان الكريم، لافتا "نتبادل معهم عزومات الإفطار في الشهر الكريم

ونتبادل الدعوات والوقوف بجوار بعضنا البعض بالمناسبات سواء أفراحا أو

عزاءات".

مصدر مسئول بمديرية الأوقاف بأسيوط، يقول: قام أحد

المسيحيين من رجال الأعمال بالتبرع بفرش مساجد القرى التى تحتاج بعد بنائها

من الأهالى وتجهيزها على نفقتهم، شارك معهم المسيحيون، ورفضوا الإعلان عن

أسمائهم، وأغلب المسلمين بأسيوط يدخلون أبناءهم حضانات تملكها وتُديرها

جمعية خيرية مسيحية.

موائد مولد العذراء وخاصة الليلة الأخيرة بجبل

درنكة بأسيوط، صورة أخرى من التوحد بين المصريين فتجد إقبالًا كثيفًا من

المسلمين والأقباط على حد السواء، ويشارك المسلمون الأقباط في جميع فعاليات

احتفالات المولد وخاصة التبرع للدير تلبية لنذورهم من خلال الأموال أو ذبح

الأضاحي والمشاركة في صكوكه وتقديمه كقرابين؛ تبركًا بالمكان الذي مكثت

فيه العائلة المقدسة أكثر من أسبوعين من اليوم السابع من أغسطس وحتى 21 من

الشهر نفسه بحضن الجبل.

أحد العاملين داخل الدير والمسئول عن

استقبال الذبائح وبيع الصكوك للمشاركة في الأضحيات والقرابين قال: "عدد

كبير من المسلمين يتبرعون بالأموال في الليلة الختامية لمولد العذراء،

ويحرص آخرون على ذبح الماشية والأغنام وبيعها ووضع قيمة البيع في خدمة

الأهالي والدير، من خلال المشاركة في شراء صك الأضحية أو المساهمة في سعره

من خلال مشاركة آخرين، ويكون معظمها نذورا، والتبرعات تعود على خدمة

الأهالي والكنيسة".

ـــ حلاوة المولد.. فرحة الأقباط في قنا

تتجلى

مظاهر الوحدة والتآخي بين الأقباط والمسلمين في أبهى صورها بقرى ومراكز

محافظة قنا، حيث الجيرة في الأراضي الزراعية والمنازل والشوارع، والفرحة

المشتركة في الموالد، دونما وجود حدث يعكر الصفو.

الأنبا تكلا، أسقف

مركز دشنا شمال المحافظة وتوابعها، جسد صورة من "مشهد المحبة"، حينما تبرع

بمبلغ مالى لتشطيب مسجد "آل قناوى" بمنطقة الطلالين، التابع لعائلة

القناوى بقرية فاو بحرى بمركز دشنا، وذلك بحضور الشيخ أحمد فهمى الفاوى،

ونعيم جبرة شيخ البلد، ولفيف من أهالى القرية، وسط أجواء وصفت بأنها إحياء

للروح المصرية الأصيلة التى لا تفرق بين مسلم ومسيحى، أو بين مسجد وكنيسة.

وقال

الأنبا تكلا إن تبرعه لتشطيب المسجد يعود إلى أنه ابن من أبناء أكثر

المناطق حرصًا على الوحدة وعدم التفرقة، قائلاً: "الأهالى يدخلون بيوت

بعضهم البعض ويتبادلون التهنئة.. وتلك الروح علمت أجيالًا بأن الدين لله

والوطن للجميع".

أما بيتر حشمت، فهو شاب من محافظة قنا، يقف مع

أصدقائه أعضاء جمعية «قلب واحد» على رصيف محطة سكة حديد نجع حمادى بقنا، في

شهر رمضان كل عام، يمسك عددًا من الأكياس المملوءة بالعصائر والمأكولات

لتوزيعها على الركاب الصائمين، وعندما يتوقف القطار يهرول بيتر إلى عرباته،

يقدم الوجبات والعصائر.

وبحسب الشاب القبطي فإنه تطوع في الأعمال

الخيرية منذ قرابة 5 سنوات، ويعمل على إفطار الصائمين على أرصفة محطة

قطارات نجع حمادي، وشوارع المدينة الرئيسية والفرعية منذ 5 سنوات، لافتا

الى أنه يتلقى حلوى المولد النبوي من أصدقائه المسلمين بكل سرور وفرح.

الخير

موجود، بذلك بدأ الشاب القبطي الذي لا يعرف فرقًا بين المسلمين والأقباط،

حديثه قائلًا «لا فرق بين مسلم وقبطي»، منوهًا بأن العمل الخيري عقيدة

المصريين المجتمعية، والتى لابد من العمل عليها وضرورة التمسك بها.

وذكر

حشمت لـ"أهل مصر" أنه بدأ مع مجموعة من اصدقائه أعضاء جمعية «قلب واحد»،

في العمل على مشروع "قطار الخير"، وبدأوا في جمع التبرعات من بعضهم البعض؛

حتى يتمكنوا من شراء البلح والعصائر ووجبات إفطار الصائمين قائلًا "لم

أتردد لحظة في المشاركة مع زملائي وأصدقائي".

وطالب حشمت الجميع

بالمشاركة في العمل الخيري؛ لأن تلك رسالة للجميع بأن الخير موجود دائمًا،

ولابد أن يقبل عليه الجميع، سواء كان مسلمًا أم مسيحيًا قائلًا: "كلنا

مصريون".

ـــ في الغربية فقط.. قمص يشرف على المساجد

كان

القمص سرجيوس فصيح اللسان، خطيباً للثورة العرابية، وكان أول مسيحى يخطب

فوق منبر الأزهر منادياً بالوحدة الوطنية، ومن بعدها توالت الثورات

والحروب، فكثيراً ما دقت أجراس الكنيسة تضامنا مع المسجد، وجرت دماء مسلمة

فى عروق مسيحية.

تتجلى السماحة فى أجل صورها في أحد تلك النماذج التى

تعطى دليلا للوحدة في محافظة الغربية وهى العلاقة بين "الشيخ السيد حجاج"،

إمام مسجد أبوالفضل الوزيرى والقمص "داود رمزي" راعى كاتدرائية الشهيد

العظيم مار جرجس، فلا يفصل بين مدخل الكنيسة والمسجد إلا أمتار قليلة.

"أهل

مصر" رصدت تلك العلاقة السمحة بين الاثنين وتفاجأت بالقمص «داود رمزى»

داخل المسجد، جالسا على مكتب الأمام، وبدأ كلماته بقوله «أنا مسئول عن

المسجد بكل ما فيه ومن فيه، فهذا بيت الله، لا فرق بين مسجد وكنيسة»، وأكمل

"كلنا لآدم، وآدم من تراب".

أما عن علاقته بالمسلمين ومساعداته

الكثيرة التي قدمها للمساجد، فقال القمص: «هذا حق كل مسلم عليّ»، ورفض الأب

لفظ مسلم ومسيحي قائلا "إحنا والمسلمون، خلقنا في الدنيا بلا علامة ولم

يخلق في الأرض من يستطيع أن يفرقنا".

من جهته، أوضح الشيخ "سيد

حجاج" أن مسجد أبوالفضل الوزيرى أول مسجد على مستوى محافظة الغربية يستقبل

صك الأضاحي من الأوقاف، لافتا الى أن القمص داود هو صاحب أول صك لفقراء

المسلمين، كما أن الأب داود تبرع بأموال من جيبه الخاص لتشجير المسجد وبناء

أحواض الزهور حوله، وقام برصف الطريق الواصل للمسجد على نفقته، وهو من

النماذج المشرفة لرجل الدين الذى يمتاز بالسماحة والرقى.

أمسك

"القمص داود" بطرف الحديث مرة أخرى قائلا: في إبريل 2013، سادت حالة من عدم

الانضباط الأمني في الشارع خلال فترة الأعياد، فجاء جمع من شباب المنطقة

من المسلمين إلى الكنيسة وطمأنوا كل أهل الكنيسة ودفعوهم للاحتفال بدون

خوف، فعلوا ذلك بدون مقابل، فقط لحماية اخوتهم وإخوانهم الأقباط.

وأكمل

مستطرداً: عندما أكتب طلبا للتنفيذيين أو أطلب شيئا للمسجد يتعجبون من

الأمر ويحدث نفس الشيء مع المسجد عندما يطلب شيئا للكنيسة، فأول من طلب

إضاءة الكنيسة لحمايتها من السرقات كان المسجد، وأول من أمن الكنيسة كان

المسجد، بيوت الله في أرضه واحدة وعباد الله في أرضه واحد.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً