قال الأديب نجيب محفوظ ذات يوم متحدثا عن شادية " إنها فنانة عالية الجودة حولت نثر رواياتي إلى لحم ودم"، وفقاً لتقرير لوكالة أنباء أسوشيتدبرس.
وأضافت أن أدوارها في أفلام مقتبسة من رويات الأديب الراحل نجيب محفوظ أكسبها امتداحا سخيا من الأديب الحاصل على نوبل، خاصة بعد مشاركتها في فيلمي "زقاق المدق" و"اللص والكلاب".
ورحلت شادية، التي أسرت قلوب الملايين على مدى عقود بأغانيها وأفلامها،وُلدت فاطمة شاكر عام 1931 لكنها اشتهرت على مدى مشوارها الفني باسم شادية.
وعانت من جلطة دماغية هذا الشهر ودخلت في غيبوبة، وتلقت عناية مركزة في أحد مستشفيات القاهرة قبل أن تموت الثلاثاء جراء المضاعفات.
المئات توافدوا الأربعاء لتشييع جنازتها في هذا المسجد التاريخي في حي السيدة نفيسة، وحمل البعض بوسترات لها.
طارق الشناوي، الناقد الفني البارز علق قائلا: "رغم أنها بعيدة عن المشهد الفني منذ حوالي 30 عاما، لكنها ظلت قريبة من أفئدة الناس".
وشاركت في أكثر من 100 فيلم سينمائي وقدمت مئات الأغاني في مشوارها الفني الذي بدأ في أربعينيات القرن المنصرم.
وتنتمي النجمة المصرية إلى ما يطلق عليه النقاد العصر الذهبي والجميل للفن المصري بين الأربعينيات إلى السبعينيات من القرن الماضي.
ومن خلال صوتها الحريري المرح ومهاراتها التمثيلية البارعة، كانت شادية بمثابة القلب لهذا العصر، واكتسبت قاعدة جماهيرية تمتد عبر أرجاء العالم العربي.
واتسمت أدوار شادية بالتنوع فقدمت البنت القروية والمرأة الموظفة، وجسدت بشكل كوميدي أدوار المرأة المضطربة عاطفيا والإحباطات الرومانسية.
أغنية شادية، يا حبيبتي يا مصر"، تذاع بشكل روتيني في الراديو والتلفاز خلال العطلات الوطنية.
أغنيتها "سوق على مهلك سوق بكرة الدنيا تروق" إحدى الأغنيات الخفيفة التي ما زال صداها يتردد حتى يومنا هذا.
وتابعت الوكالة الأمريكية: "آثرت شادية فجأة الابتعاد عن الأضواء قبل ثلاثة عقود واتبعت نسخة صارمة من الإسلام وارتدت الحجاب وعاشت حياتها بشكل يقترب من العزلة الكاملة".
وفي مقابلة في أعقاب اعتزالها قالت شادية: "لا أريد الانتظار حتى تخفت الأضواء عندي تدريجيا، لا أريد لعب أدوار الأم العجوز بعد أن اعتاد الناس رؤيتي كشابة تجسد أدوار رئيسية، لا أريد أن يرى الجمهور التجاعيد على وجهي".
وتزوجت شادية 3 مرات، بينهما النجمان الراحلان عماد حمدي وصلاح ذو الفقار، ولم تنجب أطفال.