يقول الأديب الكبير مصطفى صادق الرافعى عن الحب، "ينظر الحب دائما بعينٍ واحدة، فيرى جانبا ويعمى عن جانب".. هكذا تكون الحالة لفهم الحال، حال المحب الذى وقع ــ دونما رغبة بالوقوع ــ فى شرك الحب.. أن تملك قلب امرأة تحبها، أكثر إبهارا من امتلاك عرش إمبراطورية بازخة، بكل جيوشها وأساطيلها.
أصبحت الإمبراطورية البريطانية بكل اتساعها ضيقة المساحة فى نفس الملك إدوارد الثامن، ملك إنجلترا، بعدما وضعت فى الميزان أمام محبوبته واليس سمبسون، إذ لا مساحة تعنيه ولا مكان يسعه سوى قلب لويس.. قصة حب مشتعلة بين الملك ومحبوبته تغلبت فيها سلطة الحب على شهوة الحكم، وانتصرت فيها بساطة المحبوبة واليس على عظمة وتعقيدات السلطة وبهرجة الحب.
"إن العرش لا يعنى شيئًا بالنسبة إلي دون وجود واليس بجانبى".. قصة الإمبراطور العاشق
الملك إدوارد الثامن "الملك العاشق" الذي تخلى عن عرش الإمبراطورية البريطانية من أجل أن يتزوج من حبيبته، فكلف عشق الملك البريطاني إدوارد لحبيبته "واليس سمبسون" التي كانت تكبره بعامين، الكثير مقابل الفوز بقلبها، فقد وقع الملك فى خيار صعب، فكان عليه أن يختار بين العرش وبين الزواج من محبوبته، لكن لم يشعر بالكثير من الحيرة، فأعلن تخلّيه عن منصبه في خطبة ألقاها في 11 ديسمبر عام 1936، مقررًا البقاء مع حبيبته، الأمر الذى تفاجىء به جميع المواطنين البريطانيين، وجاء هذا القرار الحاسم بناء على حبه لتلك المرأة، فأطلقوا عليه لقب "الملك العاشق".
بدأت قصة الحب التي جمعت بين إدوارد الثامن، وواليس سمبسون في عام 1926، عندما جاءت مع زوجها الذى كان يعمل سمسارًا للسفن، وبمجرد رؤيته لها شعر بمشاعر حقيقية تجاهها، فلم ينجذب إليها لجمالها كباقى النساء اللاتى يعرفهم الأمير، فبالرغم من بساطتها أوقعت الأمير فى حبها، وقد انفصلت سمبسون عن زوجها، وسرعان ما أرسل إليها إدوارد دعوة استضافة لها فى الريف الإنجليزى معه فى بيته.
بعد وفاة والد الأمير إدوارد أصبح ملكًا، فالتوقيت ذاته حصلت سمبسون على الطلاق من زوجها، وبدأت ترتيبات الزواج من الملك، الأمر الذى رفضه رئيس الوزراء، لأن من المستحيل أن يتزوج الملك من مطلقة باعتباره راعى الكنيسة الإنجليزية، وخيره رئيس الوزراء بين العرش والزواج من تلك المرأة، فكانت إجابته بدون تردد " أن العرش لا يعنى شيئًا بالنسبة إلي دون وجود واليس بجانبى"، ليقيم بعدها بتوقيع قرار فى 10 ديسمبر 1936 وثيقة التخلى عن العرش، وأعلن زواجهما بعد ذلك الحدث.