اتفق عدد من أساتذة علم النفس، مع أطباء الطب النفسي حول قدرة الشعب المصري في التصدي للإرهاب، الذي استهدف أهالي قرية الروضة بشمال سيناء، أثناء صلاة الجمعة الماضية، موضحين أن رفع شعائر أول صلاة جمعة من المسجد اليوم، بحضور الإمام الأكبر وعدد من علماء الأزهر، بالإضافة للقيادات الأمنية بجانب أهالي مركز بئر العبد، دليل على عدم الخوف من الإرهاب الغاشم.
وترصد "أهل مصر"، خلال السطور التالية، تحليل الطب النفسي، لشعور المصلين داخل القرية المنكوبة، اليوم داخل مسجد الروضة بشمال سيناء، بعد تعرضه لهجوم إرهابي الجمعة الماضية، واستشهاد أكثر من 310 وإصابة 128 آخرين من قرية الروضة..
قال أحمد هلال، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن مسجد الروضة، شهد اليوم الجمعة، حالة من الاستقرار والأمان، وسط يقين من المصلين الذين كان بينهم الإمام الأكبر شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، وعدد من علماء الأزهر، بعدم قدرة الإرهاب على مواجهتم وسط اتخاذ الإجراءات التأمينية اللازمة للقضاء عليه.
وأضاف هلال، في تصريح خاص لـ"أهل مصر" أن الحالة النفسية للمصلين كانت مستقرة اليوم إلى حد كبير، موضحًا أن ما حدث دفع الشعب المصري للتعاطف مع الجيش والشرطة، ومساندتهم في محاربة الإرهاب، قائلًا: "الحالة النفسية السيئة التي تنتج أحيانًا من تعاطي المواد المخدرة، تدفع الشخص لتبني الأفكار المتطرفةـ وأكمل قائلًا: "كنت أعالج شخص مدمن بعد فصله من عمله بعد أن كان يعمل طيارًا، لكنه لم يستجيب للعلاج وبعد سنوات حاولت معرفة أخباره لكني فوجئت أنه انضم لجماعة إرهابية".
في السياق ذاته.. قالت الدكتورة هناء يحيى أبوشهدة، أستاذ علم النفس وعميدة كلية الدراسات الأنسانية بجامعة الأزهر سابقًا: شعور المصلين اليوم فى صلاة الجمعة، التي أقيمت بمسجد الروضة، شعور عاطفي تراوح بين الحزن على المفقودين، وانتقاد الإرهابيين الذي هدموا بناء إسلامي وسطي غير متشدد، يلجأ إليه الناس من أجل العبادة لا لأجل التدمير أو العدوان.
وأضافت في تصريح لـ"أهل مصر": "السبب الوحيد الذي يدفع أهالي ضحايا حادث الروضة الإرهابي للصبر على فقدان زويهم، هو علمهم أن الضحايا شهداء، مشيرة إلى أن حضور شيخ الأزهرـ الدكتور أحمد الطيب اليوم للصلاة بالمسجد، عبرت عن الدين الإسلامي الوسطي".
ومن جانبه قال الدكتور عبد الحميد صفوت، أستاذ علم النفس العالمي بجامعة السويس، إن الحالة النفسية للمصلين كانت ترفض الخوف من الإرهاب، والتصميم على الصلاة، وأنهم لا يخافون إلا من الله وحده، والدليل على ذلك خروج العشرات من المواطنين والمسئولين اليوم لصلاة الجمعة بمسجد الروضة، بعد ما شهده من إرهاب الأسبوع الماضي، دون الشعور بالخوف.
وأضاف في تصريح خاص لـ"أهل مصر": "الهدف الحقيقي من الإرهاب، هو سيادة الفكر المتشدد، والشعور بأنه اليد الأقوى وصاحب الكلمة المسموعة فى مصر، ولكن بتكاتف الجمهور مع الجهود المبذولة للقوات الأمنية بالمعلومات والتصدي، يمكننا القضاء نهائيًا على الإرهاب".