اعلان

الخيول العربية الأصيلة "صنع في الشرقية".. "أهل مصر" تكشف رحلة الأحصنة من "الرقص بالحفلات" لـ"جوائز المسابقات": "تجارة مهددة بالانقراض" (فيديو وصور)

محافظة الشرقية من أكبر المحافظات في تجارة الخيول العربية الأصيلة، وهو ما دفعها لاتخاذ الحصان رمزًا على العلم الخاص بها، ومنذ ثورة الخامس.

يعتبر عرب الطحاوية من أكبر بطون قبيلة الهنادي من بني سليم، والتي نزحت إلى مصر والمغرب العربي مع حركة الفتوحات الإسلامية، ويعيش معظم أفراد عرب الطحاوية في تجمعات كبيرة تسمى بأسماء أجدادهم، الذين سكنوا تلك المناطق على شكل نجوع بمحافظة الشرقية وبخاصة في مركز الحسينية وبلبيس وأبي حماد وكفر صقر، علاوة على وجود الكثير من الأفخاذ في محافظتي البحيرة وأسيوط.

ومعظم خيول الطحاوية يعود أصلها إلى خيول الجزيرة العربية، وفي الغالب من سلالات الخيول التي اصطحبوها معهم من نجد، وسلالات النسب عندهم أساسية، والطحاوية يبيعون ويشترون الخيول فيما بينهم فقط؛ لأنهم يثقون بأنفسهم وبسلالات خيولهم، فصاحب الفرس يتواجد دائمًا عند ولادتها، ولا يثق بأي أحد في هذه الحالة، أما بالنسبة للأوروبيين فلا يهمهم في الخيل إلا الجمال.

بينما أي حصان عند الطحاوية وإن كان جميلًا لا يستخدم كحصان شبوة إذا لم يكن من سلالة أصيلة، والطحاوية لا يحتفظون بشهادات نسب لخيولهم؛ لأن كل واحد منهم يحفظ نسب فرسه ويسرده بدقة وعن ظهر قلب، كما أنهم لا يفسدون خيولهم بالدلال فهي تربط كبقية الحيوانات، وتلد الأفراس بينهم عادة عندما تبلغ السن الرابعة أو الخامسة، فتدلل الأمهار منذ اليوم الأول لولادتها، ويتقربون منها بقطع الحلوى والسكر لكي تألف الناس، ويبدأ المهر في الشهر الرابع أو الخامس، وعندما تحمل الفرس الأم لمرة ثانية يربط المهر بحبل طويل طوله أربع أو خمس ياردات عن طريق طوق لطيف يثبت في رقبته، ففي الأيام الأولى لربطه يكون معه بشر لتهدئته وتسليته، حيث يلمس بشكل متكرر، ويداعب، وبعد بضعة أسابيع يربط من قوائمه، وقبل قيادته إلى الماء تعالج قوائمه الخلفية والأمامية، أما في الشهر السابع عشر فيشد عليه السرج؛ ليقوم أولاد القبيلة الصغار بامتطائه.وعلى الرغم من وجود خيول الطحاوية فقد باءت جهودهم بالفشل لجعل منظمة الزراعة المصرية "EAO" ومنظمة الخيول العربية العالمية "WAHO" تقبل خيولهم وتسجلها في سجلات الخيول العربية الأصيلة باستثناء الخيول العربية التي تملكها مزرعة حمدان، والتي انتشر إنتاجها بعد ذلك، وبالتالي أي خيل يعود إليها يعتبر خيلًا معترفًا بها دوليًّا، وهي ثلاث خيول؛ حيث كان أحمد باشا حمزة وهو وزير دولة أيام حكومة الملك، ومالك مزرعة حمدان لتربية الخيول العربية، في ذلك الوقت يهوى الأصايل، وأخذ من الطحاوية ثلاث مهرات من أبناء بركات (بركات ابن الدهماء الشهوانية وأبوه دهمان الكبير، اشتراه الشيخ عبد الله بن سعود الطحاوي من الشيخ جدعان بن مهيد الكبير من شيوخ قبيلة عنــزة في نجد). 

والحصان السكورونيك هو حصان بولندي الأصل من مواليد عام 1909م من إنتاج Count Joseph Potocki ومملوك لليدي وينثورت، وتم تصديره إلى بريطانيا عام 1913م. وهو فحل مؤسس في مربط Crabbet park، وقد أنتج ما يزيد عن 48 رأسًا، منها: Naseem مواليد 1922م والذي تم تصديره إلى مربط تيرسك في روسيا، وهو فحل مؤسس في المربط، ومنها: Registan (مهاجر)، والذي تم تصديره إلى مصر عن طريق أحد ملاك خيول السباق الأجانب ويدعى T.G.B Trouncer، وهو أب للسلالة السكورونيك في الخيل المصرية.وفي الوقت الراهن فإن بعض أبناء عرب الطحاوية خاصة بعد نجاح خيولهم بالفوز في العديد من السباقات، استطاعوا تسجيل بعض هذه الخيول ضمن منظمة waho، وهناك العديد من الطحاوية أيضًا مازالوا يحافظون على أصول خيولهم ولديهم الكثير منها في مرابطهم الخاصة، وهم ينتشرون في عدة مراكز بمحافظة الشرقية والتي تشتهر بتربية الخيول العربية الأصيلة وصارت الخيول رمزًا لعلم المحافظة في مراكز كثيره منها طحا المرج وجزيرة سعود وبني جري وانشاص، وتُنتج جميعها أكثر من 80% من خيول جمهورية مصر العربية، ويُقام لها مهرجان عالمي في شهر سبتمبر من كل عام يُشارك فيه دول العالم المهتمة بالخيول العربية الأصيلة وعلى رأسها المنظمة العالمية للحصان العربي الواهو.

- أشهر مدرب خيول:أشرف النمر، أحد أشهر مدرب خيول في الشرقية، من مدينة الزقازيق، استعرض لـ"أهل مصر" تدريبا عمليا على التعامل مع الخيول وتعليمها قواعد المشي و"المخطرة" والرقص وسماع التعليمات. "لما الحصان بيتعب بحس بيه وبعالجه كمان".. هكذا استهل النمر حديثه لنا، مشيرا أن تربية وتدريب الخيول ارث عن عائلته وأجداده وأنه يتعامل معها أكثر من تعامله مع الانسان، مشيرا إلى أن الخيول عز لأهلها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما كرمت بذكرها في القرآن."النمر" أشار في سياق حديثه إلى أنه حصل على المركز الثاني في مهرجان الشرقية للخيول الأخير، عن طريق الحصان "حبيب الرحمان"، وأنه دائم المشاركة في الحفلات التي يدعى إليها الخيول. ولفت المدرب وهو يستعرض مهارات حصانه "بسيمة"، إلى أن تجارة الخيول تعاني في مصر أشد المعاناة خاصة عقب تعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار "الأعلاف ولعت نار وكل حاجة بقت غالية"، منتقدا إهمال الدولة تراثها من خلال التقصير في رعاية مزارع الخيول والاهتمكام بهلاعلى عكس ما يحدث في دول الخليح، وقال النمر في حسرة كل الخيل المصرية الأصيلة من الصنف الممتاز خرجت من مصر واستقرت في الخليج والدول الأوربية نتيجة لتوافر الرعاية لها هناك.

- تأديب الخيل:وكشف مدرب الأحصنة الشهير أن الخيول تمر بعدة مراحل في سبيل تعليمها كل شيء بداية ومن طريق المشي وصولا للرقص، قائلا الخيل تأتينا مثل الأطفال الصغيرة ونبدأ معها بتعويدها على ارتداء اللجام ثم السرج يعقبه تعليمها طريقة المشي وتأتي عملية تأديب الخيول في المرحة الأخيرة وهي الرقص على أصوات المزمار والأجراس والموسيقى وعند طريق تليقي التعليمات وتنفيذها، "أدب الخيل دا فن وعلم ومش أي حد يعرف يتعامل مع الخيول وفيه حصان ذكي يتعلم خلال 4 شهور وهناك خيول مخها تخين تتعلم في سنة".وعن أشهر أسماء الحصان قال المدرب هناك "يزيد، الجزار، بسما وبسيمة، قمر، فارس" وهناك "عبيان" وهو حصان عربي أصيل من أعلى سلالة الخيل العربي، فضلا عن سلالة الطحاوية وهي أشهر السلالات في مصر، لافتا إلى أن هناك خيل "أنجلو عربي".

- خيول "فيس بوك"مدربوا الأحصنة كشفوا أن معظم الخيول تباع وتشترى الآن على "فيس بوك" والعرض والطلب "الحصان ملهوش سعر معين كله حسب الإمكانيات والين والمهارات ودا كله في الفيسبوك" كما أن الحفلات والأفراح والمهرجانت تعد سوقا لبيع الخيول ومايشبه المزاد عليها.

- محطة أحمد عصمت:وأشار مدرب الخيول العربية إلى أن لكل حساب في مصر ملف ودوسيه وشجرة عائلة، فضلا عن تحليل "دي إن ايه"، كلها مودعة بمحطة الزهراء للخيول العربية بشارع أحمد عصمت، بالقاهرة، مشيرا أن أخطر الأمراض التي يمكن أن تصيب الخيول هي الملاريا.

- الفرق بين الخيول العربية والعادية:"العربي مميزاته الرأس حجمها صغير وفيها نحته وفص العين بارز والأذن صغيرة وفتح المنخار والصدغ عريض ورفعة ذيلة متميزة وصدره مفتوح أما البلدي وجه طويل وذيله هادي وعادي جدا".. هكذا كشف المدرب أشهر الفروق بين الحصان العربي الأصيل وغيره من السلالات المهجنة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً