عاش "الفاجومى" أحمد فؤاد نجم، حياة صعبة، وتجارب كثيرة، ومر بألام كانت سببا فى ولادة القصيدة وحمل هموم الناس فحمله الناس فى قلوبهم، وعبر عنهم وترجم بالكلمة مايشعر به العامة وتناول بالقصيدة مايدور فى الوطن.. أحب مصر على طريقته الخاصة فأبدع قصيدة "مصر يا اما يابهية يام طرحة وجلابية.. الزمن شاب وانتي شابة هو رايح وانتي جاية".
لم تكن حياة أحمد فؤاد نجم مستقرة فى بدايتها فقد ولد فى قرية كفر أبو نجم بمدينة أبو حماد محافظة الشرقية، عام 23 مايو 1929، حيث كان والده يعمل ضابط شرطة ووالدته فلاحة.اضطر فؤاد نجم بعد موت أبويه، وهو طفل دون العاشرة من عمره أن يذهب إلى بيت خاله حسين بالزقازيق الذي كان يعمل مدرسًا ليقيم عنده، لكن الخال ذهب به إلى ملجأ الأيتام ليظل قابع به 9 سنوات حيث دخله عام 1936 وخرج منه عام 1945.
بعد خروجه من الملجأ ذهب إلى مسقط رأسه بقرية كفر أبونجم للعمل كراعي للبهائم، إلا أنه لم يستمر فى هذا العمل كثيرا لكنه سرعان ماغادر القرية متوجها إلى شقيقه المقيم فى القاهرة ليقيم معه ويبدأ حياته هناك، إلا أن أخاه فعل كغيره من الباقية رفض أن يقيم معه.
تبلورت الموهبة الشعرية لدى الشاعر فى ذلك الحين، فبدأ كتابته ساخرا من الحياة التي تركته وحيدا يكد بمفرده دون أن يكون معه شريكا يشاوره، وما جعله ناقما أكثر هو الملجأ الذي آوى إليه وهو فى سن العاشرة من عمره.لم يجد الشاعر فى بدايته بُد سوى أن يلتحق بأي عمل يكسب منه قوت يومه، فعمل فى معسكرات الجيش الإنجليزي، أثناء احتلالهم لمصر، لكنه لم يستمر طويلا، ثم انتقل إلى العمل كمكوجي، ثم لاعب كرة، وعامل إنشاءات، وبناء، وترزي.
وتتوالى النوابات على "نجم" ليتهم فى قضية سرقة أثناء عمله فى روشة النقل الميكانيكي حيث أتهم فى سرقة المعدات منها، وعندما عارضهم أتهموه فى تزوير مستندات، وسجن على إثرها ثلاث سنوات.أشتهر فؤاد نجم فى السنة الأخيرة له فى السجن، عندما فاز بالجائزة الأولى عن ديوانه "صورة من الحياة والسجن" فى مسابقة الكتاب الأول التي ينظمها المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون. وبعد خروجه من السجن، تم اختيارة للعمل بمنظمة تضامن الشعوب الآسيوية الأفريقية، وبمشاركته فى المؤتمرات التي تنظمها المنظمة ذاع صيته بين الشعراء والمثقفين، وطلبت منه الإذاعة المصرية تقديم برنامج شعري فيها.تزوج العديد من المرات، الأولى من فاطمة منصور وأنجب منها عفاف، والثانية عزة بلبع ثم الكاتبة صافيناز كاظم وأنجب منها نوارة، والرابعة ممثلة المسرح الجزائرية صونيا ميكيو، والأخيرة هي السيدة أميمة عبد الوهاب وأنجب منها زينب.حاز على العديد من الألقاب خلال مسيرته الشعرية، ويعد أهم شعراء العامية، والثائر بالكلمة، وأيضا اللقب الذي كان سببا فى اعتقاله مرات كثيرة "الفاجومي".كما حصل على العديد من الجوائز عام فتم إختيارة سفيرًا للفقراء فى منظمة الأمم المتحدة وفى عام 2013 فاز بجائزة الامير كلاوس الهولندية، وحصل على المركز الأول فى استفتاء وكالة أنباء الشعر العربي وكان التكريم النهائي له بعد وفاته منح وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.بلغت أشعاره عنان السماء ولايزال الكثيرين من الناس يرددونها حتي الآن ةالتي كان منها "يعيش أهل بلدي، جائزة نوبل، الأخلاق، الخواجة الأمريكاني، استغماية، الأقوال المأسورة، هما مين واحنا مين، البتاع، الكلمات المتقاطعة، حسبة برما، كلب الست، نيكسون جاء، بابلو نيرودا، تذكرة مسجون، شقع بقع، الثوري النوري، الندالة، أبجد هوز، ورقة.. من ملف القضية، شيد قصورك، تخيل لي الأماني أن حظى".كان سلاحه قصيدته الشعرية التي يهاجم بها من ظلمه، عاش فقيرا ومات فقيرا، لم يترك خلفه غير شقة له فى مصر الجديدة، ومجموعة من القصائد الشعرية لازالت الناس تتغنى بها إلى اليوم؛ توفي فى مثل هذا اليوم 3 ديسمبر 2013 الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم عن عمر يناهز84 عاما.