بالرغم من أن لفظ (منطقة خفض التوتر) هو لفظ حربى وعسكرى بحت، تكرر على مسامعنا فى الآونة الأخيرة، لكن دائمًا ما تحمل لنا الكلمات اللفظية معانى أكبر من جراء حروفها. ففى سوريا الشقيق، المكلوم الذى يحاول أن يلملم شتات أوطانه، تتدخل الاستانة فى اضافة مناطق مثل أدلب لمراكز خفض التوتر والتى تتطهر من العناصر الارهابية.
ولكن فى مصر الأبية نحن من نخلق لأنفسنا مناطق خفض التوتر المعنوية وليست كما تعنى حرفيًا.
لقد علق الشعب المصرى آمالا عريضة – من حقهم - بعد ثورة التصحيح على وطن أفضل ولكن عندما يولد الأمل فى صدورنا يولد معه الخوف والقلق.. الخوف على الحلم والخوف من الغد.
ولان الشعب المصرى يستحق منا أن يُبث فى صدره الطمأنينة، كان من الواجب على المستنيرين خلق تلك المناطق معنوية القصد واقعية الفعل بعد التدقيق مليًا فى اختلاف العهد والايجابيات الموجودة والتى يرجع الفضل للشعب الذى انتفض من أجل اسقاط خائنى الوطن أولا وللقيادة المستنيرة ثانيًا فدائمًا للشعب الصدارة فى تغيير المستقبل.
المنطقة الأولى:- وهى التى تكون بمثابة المصباح المُنير والتى ترشد المواطن وتضبط بوصلته بدقة بمجرد نظرة سريعة على الخريطة هل قبلت مصر تحدى الخريطة؟ هل انتصرت فى أن تبقى على الخريطة بحدود آمنة عتية ولم يُنتزع منها شبر واحد فى ظل التوترات السياسية التى مرت بها أثناء الثورات الأخيرة؟
المنطقة الثانية:- فى ظل المدن الثلاث عشرة الجديدة وقناة السويس الثانية وحل أزمة القمح وغيرها الكثير من المشاريع القومية التى يتم وضع خطوط حمراء حولها وفى ظل هذه الانفراجة الضخمة من المشاريع، لم يتساءل أحد متى تم التخطيط لكل هذا فى نفس الوقت؟
إن الاجابة هى شارة طريق: فهذه الانفراجة الضخمة من المشاريع القومية تنم عن أنها كانت فى العهود السابقة مجرد ملفات مُقدمة من شخوص لصالح الوطن ولكنها لم تُنفذ ولم تر النور الا بعد أن تم فك أسرها من قيد الورق الى أرض الواقع.. إذا، نستنبط بالسجية البسيطة انها بالطبع لصالح الوطن.
المنطقة الثالثة:- فى العهود السابقة كانت الأولوية فى اتخاذ القرار لصالح النظام والاحتفاظ بشعبيته ضاربًا بعرض الحائط المصلحة العامة. ولكن هل تضحى اليوم القيادة بشعبيتها مقابل المصلحة العامة للدولة؟، كلنا نوقن الاجابة فأحيانا القرار الصائب لمصلحة الشعب يسرق من شعبية النظام.
المنطقة الرابعة والاخطر:- خلق الفزاعة والفرقة بين أبناء الشعب الواحد وابراز كروت الفتنة الطائفية لاشغال الشعب واثارة الشغب وخلق خطر الفوضى وبعدها تخير المواطن بين النظام الحالى وبين الفوضى.. هل هذا هو نهجنا اليوم؟ فى ظل كل صوت مناد بالمواطنة ووأد الفتن الطائفية؟
المنطقة الخامسة والاخيرة: هل القيادة تحكم فئة معينة وتوجه خطابها للأهل والعشيرة مهمشة باقى طوائف الشعب أم تحاول جمع كل شرائح الشعب تحت مظلة واحدة؟، اذا أدركتنا الاجابات أدركتنا الحكمة، فهل لنا أن نطمئن ونستكين ونثق قليلا؟.