إبتسام "إمراة الإسكندرية بألف رجل".. تكي ملابس الرِجال بالنار

"مكواة القدم الرِجل".. تلك الطريقة القديمة،التى مضى عليها عشرات السنين، عرفت بأنها مهنة الرجال فقط، لصعوبتها، وكان من الصعب على أى إمرأة أن تقوم بتك المهام.. لكن "إبتسام محمد" سيدة الإسكندرية، تغلبت على الواقع ورصدتها عدسة "أهل مصر"، داخل محل قديم بأحد المناطق الشعبية بقلب مدينة الإسكندرية، تعمل فى "كي الملابس"، كانت تمارسها بعدما تعلمتها وورثتها من والدتها.

"إبتسام"، إمرأة مصرية قوية من أروع الأمثلة التى تحب أن تتذكرها كلما تحدثت عن "عظمة المرأة"، نظرًا لقدرتها على العمل، ونجاحها فى إثباتها للعالم أجمع أن المرأة لا تقل عن الرجل بل أحيانًا تتفوق عليه فى بعض الوظائف الصعبة والمرهقة جسديًا.. تستحق "إبتسام محمد"، أن يطلق عليها أنه بألف رجل، ليس لكونها إمرأة بل للتحدث التى قبلته من أجل تربية أبنائها بالحلال، والغريب فى الأمر شعور بالفخر بمهنة "مكوى الرجل"، التى تعلمتها وهى طفلة صغيرة فى بنت 10 أعوام على أيدي والدتها، أحبت المهنة كثيرًا بكل حب وفخر وإعتزاز، وهو ما رصدته "اهل مصر"، بكيفية تعامل سيدة ألإسكندرية، مع بيت النار وكيف تحمل مكوى الرجل، وكيف مارس تلك المهنة الشاقة، وكيف إعتادت عليها، وهنا استوقفنا إبنتها "خلود"، وهي طالبة فى الثانوية العامة، التى عبرت عن فخرها بوالدتها قائلة: "أمي فخر لكل النساء دايمًا مشرفاني ورافعة رأسي فى كل مكان بروحه"

إبتسام "الأم"، قالت فى تصريح لـ"أهل مصر": "كي الرجل، دى مهنتي وأكل عيشى ومصدر رزقي الوحيد، اتعلمت مهنة "مكواة الرجال"، على أيدي والدتي الحبيبة، التى كانت مارستها بعد وفاة والدي، دائمًا كنت أتواجد مع والدتى بالمحل الصغير منذ أن كنت طفلة صغيرة، وبدأت ممارسة تلك المهنة عندما تزايد عمري واستطعت بافعل حمل "مكوى القدم"، وابتسمت قليلًا، قائلة: "أبدأ يومي فى الساعات المبكرة من الصباح، بتجهيز بيت النار وهو عبارة عن موقد نار، لإشعال النار به، ثم أضع عليه المكوى القدم الحديدية التى تزن ما يقرب من 40 كيلو جرام، حتى تسخن وأبدأ بعدها بنقلها من بيت النار إلى البنك الخشبي، لتمريرها على قطع الملابس التى أرغب فى كيها".

وواصلت: المهنة تحتاج إلى مجهود عضلي وذلك لثقل المكوى القدم من ناحية، والضغط عليها بالقدم واليد، لإزالة "تجاعيد الملابس"، بجانب التعامل مع النيران طوال الوقت، وهو الأمر الأصعب الذي يرهقني بصفة مستمرة، رغم إعتادي عليه، فأصبح الأمر عاديًا، وأن مكواة القدم (أو الرِجل)، أفضل من المكواة الآخرى التي تُمسك باليد ومكواة البخار، بسبب ضغطها الأشد ووزنها الأثقل على الملابس، والتى تعطى نتيجة أفضل"

وأنهت سيدة الإسكندرية صاحبة محل مكوى الرجل: "قمت بتطوير المحل ليتماشى مع التطورات السريعة التى لحقت بمهنة كى الملابس، حيث غيرت من وابور النار إلى "بيت النار" من الجاز (الكيروسين) إلى أنابيب الغاز، ثم الغاز الطبيعي، قائلة: "أتقاضى مقابل كى كل قطعة ملابس ما بين "2: 5 جنيهات فقط، على حسب حجم قطعة الملابس.

وعلق أحد الزبائن المترددين على محل "مكوى القدم الرِجل": "إبتسام، تحظى بمحبة كل أهالي منطقتها، وإعجابهم الشديد لها، وفخرهم بها، لكونها تعمل من أجل أكل العيش الحلال، ويتوافد عليها الزبائن من منطقتها ومن مناطق آخرى تبعد عنها، يأتون إليها لإعجابهم بصنعتها، وإتقانها فى المهنة الصعبة".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً