على مدار سنوات ماضية، ارتكبت الجماعات الإرهابية في سيناء العديد من الجرائم والتفجيرات، التي حصدت من خلالها أرواح الأبرياء دون جريرة أو ذنب، وأسفرت عن الآلاف ما بين شهداء ومصابين، على أرض الفيروز، مما دفع القوات المسلحة لإعلان الحرب على تلك الجماعات وقتل عدد كبير منهم وتحجميهم.
ورغم الجهود الكبيرة التى تبذلها القوات المسلحة والداخلية في محافظة شمال سيناء في مكافحة الإرهاب، لا تزال فلول الجماعات التكفيرية تسفك الدماء، فوق رمال سيناء الطاهرة؛ ليناشد عدد من الخبراء بضرورة تنمية وإعمار سيناء وإقامة المشروعات مع تواصل الضربات الأمنية.
العقيد حاتم صابر، الخبير الأمني في شئون الإرهاب، قال إن بناء المشاريع الاقتصادية داخل المناطق الصحراوية يحد من انتشار الإرهاب، مشددا بضرورة تنمية منطقة سيناء، وبناء مجمعات سكنية للأهالي داخل منطقة سيناء.
وأكد الخبير الأمني، في تصريحات خاصة لـ" أهل مصر"، أن بناء مجتمع مدني يحد من ظهور الإرهاب، لافتًا إلى أنه منذ ثلات سنوات شنت الجماعات الإرهابية عمليات بهدف الترهيب، وحققت ناجحا محدودا، مضيفا أنه حاليا أصبحت الجماعات بلا دعم، لا سيما بعد إعلان اتحاد قبائل سيناء عزمه قتال هذه العناصر الإرهابية، بالتعاون مع القوات المسلحة.
وفي ذات السياق، قال اللواء محمد رشاد، وكيل المخابرات العامة والأمن القومي الأسبق، إنه من المهم بناء مدينة سكنية لأهالي سيناء، والعمل على نمو الاقتصاد في هذه المناطق الصحراوية، والعمل على التكاتف بين عناصر مجتمعها.
وأضاف رشاد في تصريحات لـ"أهل مصر"، أن التعمير والتنمية يحدان من الإرهاب لأن الأمن والتنمية عنصران لا يفترقان، خاصة أنه التنمية في المناطق الصحراوية تكون العنصر الرئيس للحد من انتشار الإرهاب، وعندما تتكاتف جميع العناصر البشرية في سيناء لن يتمكن الإرهاب من أخذ دروع بشرية من الأهالي؛ لذلك يجب زرع سيناء بالبشر، من خلال تنظيم مشروعات اقتصادية كبرى للشباب، وبهذا تتحول سيناء من صحراء جرداء إلى منطقة يوجد بها فرص عمل صناعية وتجارية.
فسر نصر سالم، أستاذ العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية، سبب تأخر القوات المسلحة في تصفية الإرهابيين بسيناء، وانتظارهم تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي منحهم فترة 3 أشهر للقضاء على الإرهاب، قائلًا: «الإرهابيون كانوا بياخدوا من السكان المحليين في سيناء دروع بشرية، بمعنى أنهم كانوا يقوموا بزرع إرهابي في كل أسرة أو قبيلة مقابل مبلغ مالي".
وأضاف «سالم»، فى تصريح لإحدى القنوات الفضائية، أنهم يقوموا بتهديد هذه الأسرة أو القبيلة بحيث إذا حدث أي شيء لهذا الإرهابي، يكون الثمن حياة هذا الشخص وأسرته، ومن هنا كان هناك بطء في الحركة واستخدام السلاح، مشيرًا إلى أن مهمتنا هى حماية أبنائنا في سيناء وليس تعريضهم للخطر، وهذا ما أطال المدة في تصفيتهم.
وأكد أن الوضع تغير حاليًا واستطعنا إبعاد هؤلاء من أيدي الإرهابيين، ولم يعد هناك دروع بشرية، وأصبح هناك حرية في التحرك أكثر، مستطردًا: المجابهة ستتم بقوة غاشمة تدمر أي إرهابي يقع أمامها.