بعد مقتل "صالح" ماهو مستقبل اليمن؟.. صنعاء تشتعل ثأراً للرئيس السابق.. المجاعة والمرض ينتظران الشعب "المنكوب".. والتحالف العربي يتحدث بصوت العقل

كتب : سها صلاح

الأحداث الساخنة التي تتلاحق في اليمن تكبر شيئا فشيئا مثل كرة الثلج، وخصوصا في العاصمة صنعاء التي انتفض فيها الشعب اليمني ضد مليشيات الحوثي المدعومة من إيران والحرس الثوري الإيراني.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن عقب أنباء عن مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في مأرب أثناء هروبه بعد تفجير منزله كيف سيكون مستقبل اليمن؟

إذا تم الاحتكام إلى لغة السلاح بينهما يعني تخلصنا من المليشيات الحوثية، لكننا لم نتخلص من العقلية المليشاوية حتى لو كانت في شكل جيوش نظامية، وسوف يخسر اليمن والشعب اليمني مزيدًا من الأرواح والخسائر المادية والبشرية، لذا؛ من الأفضل حاليًا هو دعوة قوات التحالف العربي بقيادة السعودية جميعَ الأطراف الحكومية الشرعية الدستورية برئاسة هادي وحزب المؤتمر الشعبي الذي كان يترأسه الرئيس اليمني السابق الذي تم اغتياله علي عبد الله صالح،وبقية الأحزاب اليمنية الأخرى إلى طاولة حوار سلمي وعقلاني بعيدا عن المصالح الشخصية للبحث في المستقبل السياسي لليمن، وفقاً لصحيفة الديلي ميل البريطانية.

-اليمن علي حافة الهاوية

في سياق متصل قالت صحيفة واشنطن بوست، أن أبعاد الأزمة الإنسانية التي ضربت اليمن ستتفاقم عقب مقتل "علي عبد الله صالح" وهذا لأن الرئيس اليمني السابق كان يعرف قواعد اللعبة مع حلفاءه السابقين من الحوثيين، ووصفت الصحيفة مستقبل اليمن أنه سيكون "أسوأ كارثة إنسانية يشهدها العالم".

وأوضحت الصحيفة أن ما يقرب من 80% من سكان اليمن سيعانون من انعدام الأمن الغذائي؛مما سيضعها علي شفا مجاعة.

كيف وصل الحال بأحد أفقر البلدان في العالم إلى تلك النقطة؟، لتجيب بأن القصة معقدة، وتنطوي على قوى إقليمية متحاربة، وإرهاب، ونفط، وكارثة مناخية وشيكة؛ ولكنّ المفارقة الغريبة هي أنَّ القصة بسيطة في نفس الوقت؛ فالدول المجاورة تتصارع على السيطرة والنفوذ. والناس في داخل البلاد يدفعون الثمن.

كيف بدأت الأزمة السياسية الراهنة؟

بدأت أزمة اليمن مع الربيع العربي، ففي نوفمبر من عام 2011، بعد ثورة شعبية، وافق الديكتاتور علي عبد الله صالح على تسليم السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي.

في هذا الوقت اعتُبر الأمر انتصارًا للديمقراطية، ولكن على مدى العامين المقبلين، كافح هادي لقيادة اليمن، عانت البلاد من البطالة، وانعدام الأمن الغذائي، والفساد، كما واجه شعبها هجمات من تنظيم القاعدة في اليمن، كما ظل العديد من كبار ضباط الجيش موالين للمخلوع صالح، بالإضافة إلي وجود حركة انفصالية في الجنوب.

وقد استغلت جماعة الحوثيين الشيعية نقاط ضعف هادي، وقامت بانقلاب للسيطرة على شمال البلاد.

في البداية، دعم العديد من اليمنيين الحوثيين؛ لأنهم شعروا بالإحباط من ضعف الحكومة،وعندما قرر الحوثيون السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء، أقام آلاف المدنيين مخيمات في الشوارع وحواجز الطرق.

-كيف تورطت السعودية في الأزمة؟

السعودية شعرت بالقلق من تولي الحوثيين السلطة،إن المملكة دولة سنية، ومن غير المقبول بالنسبة إليها السماح لمجموعة شيعية متحالفة مع عدوها إيران بالسيطرة على دولة حدودية، دشنت السعودية مع ثماني دول عربية سنية أخرى تحالفًا عسكريًّا في محاولة لإطاحة الحوثيين، وإعادة هادي إلى السلطة.

وشن التحالف علي مدي العامين الماضيين حملةً أسقط خلالها آلاف القنابل تسبب الكثير منها في قتل مدنيين. وفقًا لبعض التقارير، فمن أصل 8600 غارة، أصيب 3577 موقعًا عسكريًّا، بينما وقعت 1510 مناطق سكنية ومبان مدرسية ومستشفيات ومواقع مدنية أخرى ضحية للقصف.

ووفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة، فقد قُتل ما لا يقل عن 10 آلاف يمني في أعمال العنف؛ وأصيب نحو 40 ألفًا آخرين بجراح. بيد أن الضربات الجوية لم تحقق نتائج ملموسة. ربما تكون القوات الحكومية قد تمكَّنت من استعادة عدن؛ ولكن بعد معركة ضارية استمرت أربعة أشهر، وأسفرت عن مقتل المئات، وقد تمكنت الحكومة من السيطرة على جزءٍ كبير من الجنوب.

-ما الذي دفع السعودية إلى فرض حصار على اليمن؟

في مطلع نوفمبر الجاري، استهدف صاروخ باليستي العاصمة الرياض؛ فسارع المسؤولون السعوديون باتهام إيران بأنها من قدمت للحوثيين الأسلحة. واعتبر ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان أن الأمر عدوان عسكري مباشر، وعمل من أعمال الحرب.

وفي رد انتقامي، أغلقت المملكة جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية في محاولة لمنع إيران من نقل الأسلحة إلى حلفائها الحوثيين.

-لماذا يعتبر الحصار عملًا خطيرًا؟

إن الأزمة السياسية ليست وحدها ما يواجه اليمن، فثمة كارثة بيئية، فمعظم أراضي اليمن إما جافة، وإما صحراوية.

ويعتبر نصيب الفرد من المياه المتاحة في البلاد هو الأدنى على مستوى العالم؛ إذ يبلغ حوالي 2% من المتوسط العالمي.

ويعني الاستنزاف السريع لموارد المياه الجوفية أن منسوب المياه قد انخفض بسرعة. وقد تسبَّب الجفاف والتصحُّر في جعل المشهد الزراعي مستحيلًا تقريبًا.

وما يزيد الأمر سوءًا هو أن اليمنيين يستخدمون جزءًا كبيرًا من الأراضي الزراعية لزراعة القات، الذي يتعاطاه نحو 70% من الرجال اليمنيين.

كان اليمن يعتمد على استيراد معظم غذائه عن طريق البحر إذ يعتمد سبعة ملايين شخص يمني اعتمادًا كليًّا على الأغذية المستوردة.

وقد صعبت الحرب من عملية استيراد الأغذية؛ إذ عزفت العديد من شركات الشحن عن إرسال المواد الغذائية.

وحتى قبل الحصار، واجهت تلك الشركات تأخيرات كبيرة وعمليات تفتيش إلزامية تقوم بها السفن الحربية التابعة للتحالف.

خفف السعوديون الحصار على المواني اليمنية نسبيًّا إثر الانتقادات الدولية، وأعلنت المملكة أنها ستسمح باستخدام المواني التي تسيطر عليها الحكومة في ثلاث مدن، لكن منظمات الإغاثة والأمم المتحدة تقول إن هذا ليس كافيًا.

هل السلام ممكن؟

تقول الصحيفة إن تصور وجود حل دبلوماسي للأزمة صعب في الوقت الراهن، خاصة بعد مقتل صالح فقد انهارت كافة محادثات السلام التي رعتها الأمم المتحدة، بعد أن اعتبرت حكومة هادي انسحاب الحوثيين من كافة المناطق التي يسيطرون عليها شرطًا للتفاوض، فازدادت حدة القتال، وارتفع عدد القتلى من المدنيين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
رئيس الوزراء في اجتماع الحكومة: عودة تشغيل شركة النصر للسيارات تمثل نقلة نوعية