شهدت العاصمة اليمنية حربًا شرسة، خلال الخمس أيام الماضية، بين مليشيات الحوثي، والقوات الموالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وأعلنت منذ قليل وسائل الاعلام اليمنية، عن مقتل الرئيس السابق، ومازلت هناك روايات متضاربة، حول تحديد مكان مقتله، اليوم الإثنين في صنعاء، فمن هو الرئيس اليمني الذي قتل على أيدي الحوثيين، نرصد في التقرير التالي رحلة الرئيس المقتول.
الرئيس السابق لليمن
حكم علي عبد الله صالح الجمهورية اليمنية نحو ثلاثة وثلاثون عامًا، وهو أول رئيس منتخب بشكل مباشر عام 1999، ولم ترأف به ثورة الربيع العربي عام 2011، فسقط من رئاسة البلاد، وافق "صالح" بالمبادرة الخليجية التي منحته الحصانة مقابل استقالته من السلطة، وذلك بعد إصابته ومحاولة اغتياله، نجح صالح في العودة مرة أخري إلى الساحة السياسية، وتحالف مع الحوثيين في عام 2014، وأسسوا مجلس حكم مشترك، ثم اختلفوا وتففكك هذا التحالف في يوم وليلة عقب اعتراض الحوثيين موكب نجل صالح واغتيال أحد اتباعه وتحول إلى صراع انتهى بمقتل صالح اليوم الإثنين في 04 ديسمبر 2017.
ولد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، يوم 21 مارس 1942، في قرية بيت الأحمر بمنطقة سنحان في محافظة صنعاء لأسرة فقيرة، وعانى شظف العيش بعد طلاق والديه في سنٍّ مبكرة، وعمل راعيا للأغنام، وتلقى تعليمه الأولي في كتّاب القرية، ثم ترك القرية عام 1958 والتحق بالجيش وهو في السادسة عشرة.
صالح والسلم الوظيفي
تتدرج "صالح" في الوظائف والمسؤوليات، والتحق بمدرسة ضباط صف القوات المسلحة عام 1960 وشارك في أحداث ثورة 26 سبتمبر 1963 ورقي إلى رتبة ملازم، وشارك مع الثوار في الدفاع عن الثورة أثناء "حصار السبعين" عندما حاصر الملكيون صنعاء مدة سبعين يوما، ولكن الجمهوريين انتصروا في النهاية والتحق بمدرسة المدرعات عام 1964 ليتخصص في حرب المدرعات، ويتولى بعدها مهمات قيادية في مجال القتال في التخصص نفسه. وفي عام 1975 أصبح القائد العسكري للواء تعز وقائد معسكر خالد بن الوليد، وهو ما أكسبه نفوذا كبيرا، وأهله لتمثيل الجمهورية العربية اليمنية في عدة محافل خارج البلاد.
الحياة السياسية وعلاقته بالقبائل
احترمت القبائل اليمنية شخصية، صالح خاصة عد توليه مسؤولية لواء تعز، أصبح من أكثر الشخصيات نفوذا في اليمن الشمالي، إذ ارتبط بعلاقة قوية مع شيوخ القبائل أصحاب النفوذ القوي في الدولة.
هدف الحكم
أصبح هناك حلمًا وهاجسًا يساور، علي صالح في حكم البلاد، الا انه لم يعلم ان الظروف والأحداث تخدم أهدافه دون تخطيط، ففي 11 أكتوبر 1979، قتل رئيس الجمهورية العربية اليمنية إبراهيم الحمدي وشقيقه في ظروف غامضة، ثم خلفه أحمد الغشمي في رئاسة الجمهورية لأقل من سنة واحدة قبل أن يغتال هو أيضا بتفجير حقيبة مفخخة، وبعد أقل من شهر من مقتل الغشمي أصبح علي عبد الله صالح عضو مجلس الرئاسة ثم انتخبه المجلس بالإجماع ليكون رئيس الجمهورية العربية اليمنية والقائد الأعلى لقواتها المسلحة.
الانقلاب علي الرئيس
في أكتوبر 1979 بعد أن قامت مجموعة، من الضباط الناصريين، بقيادة محمد فلاح مدعومين من ليبيا بالانقلاب على علي عبد الله صالح، ولكن الانقلاب فشل لانعدام الغطاء الجماهيري، وهذا ما جعل صالح يعتمد في إدارة الجيش والمؤسسات الأمنية على المقربين من أسرته، فتسلم إخوته لأمه مناصب عسكرية مهمة، كما قرب أبناء منطقته وأدخلهم الجيش وأسند إليهم الوظائف المهمة في الدولة، ومنح المخلصين من مناطق أخرى ومن ذوي الكفاءات الكثير من المناصب العسكرية والأمنية والمدنية.
تعديل الدستور
وحتي لا يكون صالح في مواجهة مع الشعب اليمني بشكل مباشر، تم تعديل الدستور عام 2003 لتمكين صالح من الترشح لولاية ثانية مدتها سبع سنوات، وفاز بفترة رئاسية جديدة رغم إعلانه في البداية عدم عزمه الترشح لهذه الانتخابات.
التمرد
شهد عام 2004 تمرد من جماعة تابعة للحوثيين، في شمال اليمن، على نظام صالح، وخاضت عدة معارك ضد الحكومة اليمنية. وتشير بعض المصادر إلى أنها تهدف إلى إعادة نظام الإمامة الزيدية لليمن، لكن الجماعة تؤكد أنها تطالب فقط بالتوزيع العادل للثروات وإشراكها في العملية السياسية.
الربيع العربي
تأثرت في مطلع عام 2011 اليمن بربيع الثورات العربية، فانتشرت الاحتجاجات والاعتصامات في مختلف المدن للمطالبة بإسقاط النظام، خاصة بعد سقوط النظامين التونسي والمصري تحت وطأة المظاهرات.
أول تصعيد ضده
تعرض الرئيس اليمني في 3 يونيو 2011 لمحاولة اغتيال في مسجد دار الرئاسة أصيب فيها إصابات بالغة ونقل على إثرها إلى السعودية للعلاج حيث خضع لعدة عمليات جراحية، وتم نقل صلاحياته إلى نائبه عبد ربه منصور هادي.
العودة بشروط
في أواخر سبتمبر 2011، عاد خضم دعوات داخلية وإقليمية ودولية له بالتنحي، وقّع في 23 نوفمبر على اتفاق برعاية مجلس التعاون الخليجي وبدعم من مجلس الأمن والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ينص على نقل السلطة إلى نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، لمدة ثلاثة أشهر، وفي المقابل يحصل مع مساعديه على وعد بالحصانة من الملاحقة على الجرائم المرتكبة أثناء رئاسته.