اجتاحت الأزمات قلعة الفريق الملكي ريال مدريد الإسباني، بطل أوروبا والأكثر تتويجًا بذات الأذنين، كذلك الدوري الإسباني، والذي شهد تاريخه صولات وجولات وبطولات وأساطير وأرقام قياسية كثيرة، حتى صار نادي القرن في أوروبا.
ريال مدريد، والذي يرأسه المحنك "فلورنتينو بيريز"، بقيادة فنية للأسطورة الفرنسية "زين الدين زيدان"، بات يتعثر أكثر مما يتوقعه المتشائمين من عشاقه، حتى تحول التفاؤل بعد البداية القوية هذا الموسم بإكتساح الغريم الأذلي برشلونة، بخماسية، في السوبر الإسباني، وإسقاط مانشستر يونايتد، في السوبر الأوروبي، إلى سلسلة سقوط مفاجئ متتالي في الموسم الجديد، جعلت الفريق يبدو كشبحًا لا يعرف طريق الإنتصارات.
وكانت التشكيلة المثالية المددجة بالنجوم للفريق، هى التي مثلت صدمة قوية للجماهير، حيث أن الأسماء التي اكتسحت يوفنتوس الإيطالي بأربعة أهداف، في نهائي دوري أبطال أوروبا، باتوا يتعثرون أمام فرق ضعيفة المستوى على ملعب سانتياجو برنابيو، بالإضافة لعوامل أخرى كثيرة تغيرت في ريال مدريد من الموسم الماضي للحالي جعلته يظهر بهذا الشكل.
فبالرغم من أن الموسم لم يكمل الشهر الثالث على بدايته، إلا أن العيادة الطبية للفريق الملكي شهدت تواجد 10 نجوم مصابين مما جعل الفريق يهتز بعدم اكمال صفوفه، وكانت أبرز تلك الإصابات هى المتلاحقة للجناح الويلزي، جاريث بيل، وجعلت الفريق يعاني هجوميًا من ضعف في المستوى والخيارات، كذلك اصابة الظهير الأيمن الإسباني داني كارفخال، أدت إلى أن الرواق الأيمن للفريق نقطة ضعف بدلًا من كونها نقطة قوة في الموسم الماضي.
كان الضعف البدني من بين المفاجأت هذا الموسم، فبعد الإشادة الكبيرة التي انهالت على المعد البدني للفريق "بينتوس"، من قبل المدرب زيدان واللاعبين، إلا إنه أصبح يشكل نقطة ضعف الآن، فتأثرت كثيرًا من النجوم على المستطيل الأخضر بالضعف البدني مما أدى لتراجع مستواها بصورة ملفته، وكان أكثر اللاعبين الذين ظهروا عليهم هذا الإرهاق، هو الظهير الأيسر البرازيلي مارسيلو، والذي كان يمثل نقطة قوة للفريق الموسم الماضي، فبات الفريق "مكسور" الجناحين لا يعرف الطير لإقتناص الإنتصارات.
تضرر الفريق بموسم الإنتقالات الصيفي الماضي أكثر مما استفاد، بسبب سياسيات رئيس النادي فلورنتينو بيريز، فبعد خروج نجوم كانت تمثل قوة ضاربة كأمثال المهاجم الإسباني ألفارو موراتا، وصانع الألعاب الكولمبي خاميس رودريجيز، فضلًا عن ماريانو ودانيلو وبيبي، تغييرات كثيرة أدت لفجوة في صفوف الفريق، لم يستطع النجوم الشباب الذين تعاقد معهم الفريق تغطيتها.
كما فشل الفريق في التعاقد مع أهدافه في الصيف الماضي، وكان أبرزها الشاب الفرنسي كليان امبابي، المنتقل حديثًا لصفوق باريس سان جيرمان الفرنسي، وكان من الممكن أن يحل مشاكل كثيرة في الفريق خاصًة مع وجود العديد من الثغرات في الفريق، وكان أبرزها في الخط الأمامي، حيث عانى الفريق من عقم هجومي في أغلب المباريات ودفاعات متذبذبة المستوى.
كما كان التشبع عامل آخر حيث وصلت الثقة الزائدة داخل نجوم الفريق، بعد البطولات الكثيرة التي حققها الملكي أخر عامين، لاسيما وتتويجهم بدوري الأبطال مرتين أخر 3 أعوام، فكلفهم ذلك وصولهم لحالة من الثقة الزائدة كلفتهم كثيرًا حيث يحتلون المركز الثالث في الدوري الإسباني بفارق 10 نقاط كاملة عن المتصدر برشلونة، كذلك سقوطهم بالمركز الثاني في مجموعة دوري الأبطال خلفًا لتوتنهام الإنجليزي، تعثرات كثيرة تبين أن دوام الحال من المحال، تنبأ بموسم عصيب على الفريق الملكي، فبعدما كان يرى عشاقه أن هذا جيل تاريخي وبدأ في الهيمنة على الكرة الأوروبية، سرعان ما رأوا أنفسهم يصارعون على المراكز المؤهلة لدوري الأبطال.