"وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ".. علماء الدين عن صاحب فتوى "دم المسلم أعلى شأنًا من المسيحي": يريد إحداث فتنة في المجتمع

اعترض عدد من علماء الأزهر الشريف، على تفسير الواعظ التابع لمجمع البحوث الإسلامية بمحافظة الجيزة، الذي تحول للمحاكمة العاجلة، لحديث "لا يقتل مسلم بكافر".

وكانت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، تداولت مقطع فيديو، ظهر فيه المتهم أثناء إلقاء درس بمسجد "الخلفاء الراشدين" بمدينة السادس من أكتوبر، والتابع لوزارة الأوقاف، وهو يقوم بما أدعى أنه تفسير نص حديث نبوي، خلال تحدثه عن واقعة قتل أحد القساوسة بالإسكندرية، مستشهدا بحديث "لا يقتل مسلم بكافر".

أوضح المتهم في مقطع الفيديو، أن المسلم إذا قتل مسيحيًا في دور العبادة، فيعاقب بأي عقوبة غير الإعدام، وأن دم المسلم أعلى شأنًا من دم غيره، أثناء حديثه عن واقعة قتل أحد القساوسة التي ارتكبها إرهابي بالإسكندرية، موضحين أنه من قتل نفسًا سواء كانت مسلمة أو غير مسلمة، فكأنه قتل الناس جميعًا.

وتستعرض "أهل مصر" في السطور التالية أراء عدد من علماء الدين حول حكم قتل المسلم لغير المسلم، والنصوص الدينية والأحاديث النبوية التي تحلل أو تحرم ذلك..

في البداية، قال الدكتور عبدالحليم منصور، عميد كلية الشريعة والقانون بالدقهلية السابق، إن أعظم جريمة يمكن أن يرتكبها الإنسان، هي قتل النفس الإنسانية، ومن يرتكب هذا الأمر، يستحق حكم القتل قصاصًا، موضحًا أنه من المفترض أن يكون الواعظ على دراية تامة بأمور الدين الإسلامي، ومراعاة ما يقتضيه الحال الآن، حتى لا يحدث بلبلة في المجتمع.

وأضاف في تصريح خاص لـ"أهل مصر" أن المواضيع التي تثير البلبلة في المجتمع، يجب أن لا يتم إثارتها، لأنها تضر أكثر مما تفيد، موضحَا أن الحديث في محاربة الإرهاب والأزمات التي تواجه المجتمع والأسرة والأزواج وزواج القاصرات والخلع والمواريث وغيرها من المشاكل الهامة، هي التي تحتاج إلى أن يتطرق إليها وعاظ المشايخ.

وحرم عبد الحليم منصور قتل النفس البشرية، موضحًا أنها تعادل جريمة الإفساد في الأرض، ومن قتل نفسًا سواء كانت مسلمة أو غير مسلمة، فكأنه قتل الناس جميعًا، ونص كتاب الله على ذلك في سورة "المائدة" في قوله: "مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا".

وأكد أن المجتمع المصري من مسلمين وأقباط، بحاجة إلى أن يبقوا على قلب رجل واحد، والواعظ التابع لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، الذي أكد أن دم المسلم أعلى شانًا من غيره، يمثل رأى لفريق من العلماء، يقابله رأى أخر أصح منه وهو يتفق مع ما ذهب إليه الدستور والقانون المصري، الذي يستند إلى الشريعة الإسلامية، التي تقول "وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".

وتابع: كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة المائدة "وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ"، وذلك دليل أن ما يحلله البعض بقتل المسلم لغيره دون عقاب أمر غير صحيح، يضر المجتمع، ولا يسعى لتجديد الخطاب الديني.

وأشار عميد كلية الشريعة والقانون بالدقهلية السابق إلى أن من يتصدرون المشهد الديني في مصر بحاجة إلى عمل ميثاق ديني، لمعرفة ما يجب التحدث فيه وآليات التحدث، ويجب أن يكون خطابهم مجمعًا وليس مفرقًا، ويعي متطلبات المرحلة القادمة.

في السياق ذاته، قال الشيخ محمد عياد، الداعية الإسلامي، إن حرمة دم غير المسلم متساوية بالمسلم، والمسلم إذا استحل قتل غيره، فأنه على غير هدى، موضحًا أن الشريعة الإسلامية كفلت حق الإنسان، دون التفرقة في الأديان السماوية.

وأضاف في تصريح خاص لـ"أهل مصر" أن الله سبحانه وتعالى قال "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ"، وهذا دليل على حرمة سفك الدماء، والرسول "صلى الله عليه وسلم" قال أيضًا في قضية قتل غير المسلم: "من قتل معاهدًا أو ذميًا، لن يرح رائحة الجنة".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً