"رقص رقصته الأخيرة".. هل يعود اليمن إلى الوحدة من جديد بموت صالح؟

كتب : سها صلاح

في لقائه الأخير قبل يومين ظهر وكأنه أكثر قوة؛ جلس على أريكته في قصره بصنعاء، ثم لبس ثوب الثوار، ثم "دعا الشعب اليمني لإنقاذ الثورة من أيدي الحوثيين الذين يعبثون بوحدة البلاد".

قبل ساعات، تم اغتيال الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بعد قيام الحوثيين بتفجير منزله بعد الاشتباكات ضد القوات الموالية له؛ وبذلك لم يُكمل صالح رقصته الأخيرة على رؤوس الثعابين.

ولطالما أكد الرئيس اليمني السابق لأنصاره أنه لا يخشى الموت، فعقب محاولة اغتياله الأولى في يونيو عام 2011، ظهر في لقاء تليفزيوني قال فيه توفيت 15 يومًا قبل أن أعود للحياة.

حين كان صالح ضابطًا بالجيش شارك في الحرب الأهلية ضد الملكيين المدعومين من السعودية عام 1970، وكاد يُقتل، لكنه خرج منها بجروح، حتى شارك في انقلاب عسكري خرج منه القائد العام للواء تعز، وفي خطوة استثنائية حصل على ترقيات ومناصب هامة، لكنّ أحدًا لم يتوقع أن يصل راعي الأغنام إلى رأس السُلطة في البلاد عام 1978.

وكان الرئيس اليمني يكن الاحترام للرئيس العراقي كان أكثر الشخصيات التي حظيت بولاء واحترام الرئيس اليمني، وتشير تقارير إلى أن صالح كان مُعجبًا بنمط شخصية الرئيس العراقي، بل إنه كان يُقلده في أحيانٍ كثيرة، وأبرزها الزي العسكري، لكن صالح كان يتوافق مع صدام في كثير من الصفات الشخصية، وأبرزها أن صدام فقد أسطورته عندما خذله الجميع، على خلاف الرئيس اليمني الذي لم يكن يخشى من خسارة الأصدقاء ما دام قادرًا في كل مرة على استرجاعهم أو الاستبدال بهم، وقصته مع الحوثيين بها كثير من التناقضات.

-صالح لم يُكمل خطته

صالح كان يُخطط منذ أيام لفض شراكته مع الحوثيين؛ فقبل يومين من اشتباكات الأربعاء، كان صالح قد غازل التحالف العربي، ثم بادر بالإعلان عما أسماه "خريطة طريق للحل".

لكن صواريخ الحوثيين أنهت أمل السعودية والإمارات في إيجاد نصر نهائي يقضي على الحرب التي لم تحقق أهدافها منذ قرابة الثلاث سنوات، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يعود اليمن إلى الوحدة من جديد بموت صالح؟.

-مصير اليمن

استمرار الحكومة الشرعية بدعم من التحالف العربي في عملياته ضد الحوثيين ، فقد وجه الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، ببدء عملية عسكرية تحت اسم "صنعاء العروبة"، تتجه للعاصمة لتحريرها من الميليشيات الحوثية.

وتهدف عملية صنعاء العروبة إلى إنهاء سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية، فيما تشتد المعارك بصنعاء بين ميليشيات الحوثي وقوات المؤتمر الشعبي العام الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

كما أن مقتل علي عبد الله اعتبره جماعة عبد الملك الحوثي ثأرا لمقتل حسب الحوثي قائد الجماعة السابق.

اعلان الحوثي مقتل صالح بأنه يوم تاريخي، يؤكد علي اذكاء حالة الثأر داخل البيت اليمني، فان بيت "علي صالح" وقبيلته سنحان لن تسكت عن الثار من قتلة زعيم القبيلة علي عبد الله صالح ، والتمثيل بقتله علي يد جماعة الحوثيين وهو ما دخول اليمن حرب "دماء ثأرية" الحوثيين وببيت "صالح".

-انفصال اليمن

انفصال اليمن، وعودته إلي ما قبل 1990، ليعد الجنوبيين تأسيس اليمن الجنوبي ويبقي الشمال تحت حكم الحوثيين وهذا السيناريو مرتبط بوجود الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي.

كما هاجم نموذج الدولة الاتحادية قائلاً الدولة الإتحادية بين الجنوب واليمن مشروع يخدم بقاء العصابة الفاسدة لا غير وحرصوا عليه أكثر عندما تبخر حلم حكمهم للجنوب أما الشمال فقد فقدوه.

وأشار إلى أنه لا خيار أمام الانفصاليين غير عودة الجنوب دولة مستقلة ؛لأن البديل هو الإرهاب الحزبي الطائفي القادم من الشمال، في إشارة الى حزب التجمع اليمني للإصلاح.

كما يري مراقبون ان مشروع الدولة الاتحادية من ستة اقاليم قد يكون حاضرا في مستقبل اليمن، وهو الذي اقر في الدستور اليمني في فبراير 2014.

وبعد مناقشات وحوارات حول خيارين، أحدهما يتضمن ستة أقاليم، أربعة في الجنوب واثنين في الشمال، والثاني يتضمن إقليمين، أو أي خيار آخر ما بين هذين الخيارين، انتهت اللجنة إلى التوافق على الخيار الأول.

وتهدف هذه الخطوة إلى "قيام إدارة حديثة في الأقاليم، تشرف عن قرب على قضايا التنمية والتطوير والنهوض والأمن والاستقرار".

كما تم الاتفاق على أن تكون أمانة العاصمة صنعاء مدينة اتحادية غير خاضعة لسلطة أي إقليم ، ويتم وضع ترتيبات خاصة بها في الدستور، لضمان حياديتها واستقلالها.

أما بالنسبة لمدينة عدن، فقد تم التوافق على أنها مدينة إدارية واقتصادية ذات طابع خاص في إطار إقليم عدن، وتتمتع بسلطات تشريعية وتنفيذية مستقلة، تُحدد في الدستور الاتحادي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً