يوم بلا مترو في حياة "المحروسة"..وركاب: "جحيم" وحتى العجل فشل فى حل الأزمة

حبات العرق التي طالما ظهرت على وجوه ركاب المترو في الشتاء والصيف، استبدلها العطل الذي أصاب الخط الثاني، عصر اليوم، بملامح العبث وخيبة الأمل، التي ظهرت على وجوه الرجال والسيدات والأطفال على حد سواء.تتهادى إحدى العربات بالخط الثاني لمترو القاهرة الكبرى (شبرا- المنيب) محملة بعشرات المصريين، الساعة تعدت الرابعة عصرًا، ضجيج مكبرات الصوت يعلن عن رسالة هامة للركاب، الجميع يترك ما يشغل فكره وينتبه "حدث عطل في إحدى العربات وسوف تتوقف حركة الخط الثاني.. نحيط جميع الركاب علمًا بضرورة مغادرة القطار"، حسبما وصف مصطفى عبدالخالق، الطالب في الدفعة الثانية آداب حلوان.توقفت العربة التي استقلتها مها، صاحبة الـ٢٠ عامًا، من حلوان في محطة السادات التي تربط الخط الأول بالثاني، فتحت الأبواب على مصرعيها تاركة الركاب يغادرون، لكن مها وصديقتها التي تشاركها رحلتها اليومية في الخط الثاني للوصول إلى كلية حلوان، توقف ذهنهن عن التفكير"معرفناش نروح فين لقينا الناس طالعة طلعنا معاها وأهوا قاعدين على الرصيف في التحرير لحد ما المترو يتصلح"وفقًا لروايتها.على إحدى الأرصفة التي تبعد خطوات عن محطة السادات، جلست مها بصحبة شيماء، التي تشاركها الدراسة بكلية الحقوق جامعة حلوان، عقارب الساعة تشير إلى السابعة مساءً، ساعات مرت علموا خلالها أن العطل حدث نتيجة خطأ فني بإحدى الدوائر الكهربائية المشغله لمحطة الجامعة (احنا حاولنا نوقف تاكسي لكن كل ما حد يقف يقول مش هركب حد مع أنه فاضي ومش عارفين هنروح بيوتنا ازاي وخائفين.. فعلًا القاهرة من غير مترو جحيم)- حسبما وصفت لـ"أهل مصر".وعلى الرصيف الذي يقع على حدود ذات المحطة استقرت صفاء، صاحبة الـ٣٧ عامًا، تحتضن طفلها الرضيع تحاول تهدئته، تزامنًا مع مراقبتها للاتوبيسات التي يركض خلفها الرجال والسيدات، أملًا في إيجاد مكانًا فارغًا على السلالم بعد أن ازدحمت المقاعد بالنافرين من تعطل المترو (الناس واقفة على سلم المواصلات وأنا مستنية مكروباص أو أتوبيس فاضي أو تاكسي أعرف اركب فيه).في العاشرة من صباح اليوم، توجهت صفاء إلى منزل والدتها المريضة بمحطة كلية الزراعة، كعادتها اليومية، تاركة زوجها وأطفالها بالمنزل، لتفاجئ بعد استقلالها الخط الثاني للعودة في الرابعة من عصر اليوم، بالعطل الذي دفعها للجلوس بالتحرير، "أنا قاعدة ومش عارفة هيتصلح أمتى والعيال بتعيط في البيت وجوزي قلقان عليا والموبايل فصل شحن ربنا يستر النهاردة واليوم يعدي على خير، حسبما قالت لـ"أهل مصر".خطوات فقط هي الفاصلة بين صفاء، التي تجلس بصحبة رضيعها عن محمد عبده، الذي ظهرت علامات الرضا على وجهه رغم ألم قدمه، الذي لم يعد يتحمله "أنا جاي من حلوان ومستني زي باقي الناس الخط الثاني يتصلح بقالي ساعتين واقف ودلوقتي اكيد هيشتغل ونروح البيت"، طبقًا لروايته.وسط الضجيج الذي أصدره العشرات من ركاب المترو الفارين من عطل الخط الثاني إلى أرصفة ميدان التحرير، يجلس عدد من راكبي الدراجات بإحدى جوانب الميدان، يراقبون عن كثب علامات الاستياء على المارين، والجالسين على مداخل ومخارج محطة السادات، والسيارات الساكنة في طابور طويل خلفه تعطل المترو.توقف حركة المترو، كان له صدىً سييء على المراهقين، الذين اعتادوا التدرب على مهارات الدراجات يوميًا في ميدان التحرير، فيقول أحمد علي، صاحبة الـ١٨ عامًا "رغم أن معانا عجل، لكن مش هنقدر نتحرك غير لما المترو يشتغل وزحمة الناس والمواصلات تخلص.. وأهوا قاعدين زيهم جمب العجل بتاعنا ولا حتى عارفين ندرب واليوم ضاع على الفاضي".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً