"القدس دي كل الأديان"، جملة قالها الرئيس السادات، عندما قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، "مناحم بيجين"، ضم القدس، بعد حرب أكتوبر المجيدة، وبمرور السنين، نال الكيان الصهيوني مراده، بتهويد القدس، بعد قرار الرئيس الأمريكي "ترامب"، الذي يأخذ قرارات فرض قوة، دون مراعاة حقوق الدولة الفلسطينية، في ظل وهن العرب، وتفرقهم، ليستغل صراعاتهم في تحقيق الأجندة الأمريكية، وإعطاء الفرصة لدولة تركيا، كي تدّعي دور البطولة، بأنها الدولة الوحيدة التى صرحت باتخاذ إجراءات فعليه، في حالة نقل السفارة الأمريكية للقدس.
من جانبه، قال السفير "محمد العرابي" مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن هذا القرار أهدى ترامب إسرائيل القدس، كهدية لها تزيد من تعنتها وأفعالها الإجرامية، ونخشى أن يتأجج الصراع في الأيام المقبلة.
وأضاف، "عرابي" في تصريح خاص، لـ "أهل مصر"، أن بهذا القرار أصبحت عملية السلام لاغية، حتى القيادة الفلسطينية، أوقفت جميع المفاوضات، ويجب أن يكون هناك ردود أفعال عالمية، وليست عربية فقط، حتى يتم تجميد هذا القرار، لأنه حتى اللجوء إلى الأمم المتحدة لن يجدي، بما أنها تتخذ العديد من القرارات الشفوية التى لايتم تفعيلها على أرض الواقع.
وفي ذات السياق، قالت الدكتورة "نهى بكر"، أستاذ العلوم السياسية، في الجامعة الأمريكية، أن مافعله الرئيس الأمريكي ليس بالقرار الصائب، وماهو إلا استكمالًا لوعود ترامب الانتخابية، ومحاولة لكسب رقعة داخلية، متلاشيًا أي شئ، ولن تعنيه ردود الأفعال بالشجب والإدانة، لأنه يعلم جيدًا أن العرب ليسوا يدًا واحدة.
وأوضحت، "بكر"، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن لهذا القرار ستكون هناك تداعيات كارثية، وهي تحطم حلم الفصل بين الدولتين، وإعطاء الجماعات الإرهابية شريعة وسببًا لتنفيذ مخططات جديدة، وجذب الشباب للإنضمام إليهم، مع زيادة المستوطنات، والسيادة اليهودية.
وأضافت، أستاذ العلوم السياسية، للأسف أن الدولة الوحيدة التى تسعى للخلافة، وهي تركيا، هى من صرحت بتطبيق مقاطعات في العلاقات مع الكيان الأمريكي، في حالة تهويد القدس، مما يكسبه المزيد من البطولات التى تسعي لحصادها، في حين أن العرب يكتفون فقط بالتصريحات، والاعتراضات الواهية.