عم "مواردي" يتحدى مصانع الأحذية بـ"ورشة يدوية": "لسه مراحتش علينا"

وسط عشرات المحلات المتراصة بين العتبة وباب الشعرية، يستقر عم أيمن موردي، في محله الضيق والعتي، يقلب في يده الأحذية، ينتظر زبائنه الذين يقلون يومًا يلي الآخر، حتى كادوا أن ينقرضوا مع المهنة التي يعمل بها منذ 40 عامًا، وهي مهنة "صناعة الأحذية".

يدرك عم "موردي" الذي تجاوز سنه الخمسين، أن مهمته أكبر من تصنيع قوالب الأحذية، عليه إلى جانب إتقان عمله، أن يجعل مهنته تصمد أمام المصانع الضخمة وآلاتها الحديثة، يحرص على اصطحاب نجله "محمد" الشاب العشريني، ليعلمه أسرار المهنة التي ورثها هو بدوره عن والده.

بالرغم من انتشار مصانع الأحذية الجاهزة، يؤمن عم "موردي" خلال حديثه لـ"أهل مصر" أن الكثير من الناس يفضلون الأحذية التفصيل، والسبب في ذلك متانتها، يقول بينما يصب تركيزه في إحدى الأحذية التي يجهزها لزبونه: "المهنة بتمر بظروف صعبة لكن عمرها ما هتنتهي.. لسه لينا زبون بيجي يطلب شغل".

مهمة عم "أيمن" التي يحفظها عن ظهر قلب، تبدأ في الصباح الباكر، يعمل في البداية على تصميم أو رسم شكل الحذاء، ثم تطبيق الرسم على البترون، ثم حفره على القماش المختار في تصميم الحذاء، وبعدها مرحلة المقاسات.. "فيه مقاسات متتبعة في صناعة الحذاء تتمثل في شكل خشبي (على شكل قدم الإنسان )، ويتم قص الجلد أو القماش المختار حسب المقاسات"، ثم تأتي مرحلة وضع قص الجلد على النموذج الخشبي لأخذ مقاس شكل الحذاء، ثم مرحلة التجميع وهي المرحلة ما قبل الأخيرة، ويتم من خلالها تجميع أجزاء الحذاء، وأخيرًا مرحلة التنقيح والتلميع، وهي التي يتم من خلالها تنظيف، وتلميع الحذاء، وصبغه بالألوان، وفق حديث "أيمن".

"سر الصنعة" الذي يعجب الزبون، يعرفه عم "أيمن" جيدًا.. "سبب جودة الأحذية اليدوية عن غيرها هي مرورها بحوالى 5 مراحل، تبدأ من اختيار القالب الخشبى المناسب لمرحلة الدق والتلبيس، والتى تحتاج إلى دقة وقوة فى نفس الوقت، حتى مرحلة اختيار الجلد المناسب لتغطية القالب، ولهذا يكون المنتج ناجحًا على مستوى الشكل والمضمون".

يبدو عم "أيمن" أكثر تفاؤلًا، بعودة صنعته إلى عصرها الذهبي: "أخدنا فترة بعد ما ظهرت الجزم الجاهزة مريحين فى الشغل لأن الناس كانت مقبلة عليها، لكن مؤخرًا بدأ ضغط الشغل يرجع تاني علشان الناس بدأت تعرف قيمتها ومتانتها، وعندنا زباين بيجولنا من أماكن راقية جدًا".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً