بعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن القدس عاصمة لإسرائيل الذى بكل تاكيد سيكون له تداعيات وخطوره على «عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم»، كما أنه سيؤجّج مشاعر المسلمين والمسيحيين»، ولكن هناك بعض التساؤلات المطروحة هل سنفعل مثلما نفعل نشجب وندين ونستنكر، ونلقى بخطابات عبر الشاشات ونخرج فى مظاهرات لنعبر بها عن غضبنا واين موقف جامعه الدول العربيه من ذللك؟.
لم يكن دونالد ترامب الحرّ الذي يفي بوعده. هكذا على الأقل تقول سيرته في عالم الأعمال والتجارة. قد تكون خطوته، إعلان القدس «عاصمة لإسرائيل» أو نقل سفارة بلاده إليها، مناورة أولى متّفقاً عليها لبدء سقف مرتفع للمفاوضات لتحصيل أكبر قدر من التنازلات، وربما تكون خطوة استفزازية حقيقية... لكن القدر المتيقّن منه هو أن ترامب عاقل إلى حدّ الجنون، ويمكن أن يفعلها.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، على أن لا بديل عن حل الدولتين للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قائلًا: "القدس "قضية وضع نهائي ينبغي حلها من خلال المفاوضات المباشرة".
وأضاف: "تحدثت بشكل مستمر ضد أي إجراءات أحادية الجانب تعرض احتمالات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين للخطر".
وفي الإطار الأوروبي نفسه، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن قلقه من احتمال إقدام واشنطن على الإعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل» من جانب واحد. وشدد ماكرون على «ضرورة بحث وضع القدس، في إطار محادثات السلام التي ستجري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي».
وصدر تصريح شبيه به عن وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل، الذي حذّر من عواقب القرار الأميركي، قائلًا: «كل ما يتسبّب في تصعيد الأزمة أمر غير بنّاء في هذا الوقت، ويحمل في طيّاته عواقب بعيدة المدى».
على المستوى العربي، قال بيان لجامعة الدول العربية إن «الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل اعتداء صريح على الأمة العربية»، مطالبة واشنطن بـ«لعب دور محايد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط»، وذلك في وقت قالت فيه رام الله إن «القيادة الفلسطينية تدرس المطالبة بعقد قمة عربية طارئة وعاجلة إذا ما اعترفت الولايات المتحدة الأميركية بالقدس عاصمة لإسرائيل، أو قررت نقل سفارتها إليها».
أما المملكه العربيه السعودية، فقالت إن القرار:«سيكون له تداعيات بالغة الخطورة واستفزاز لمشاعر المسلمين كافة»، أما الرئيس اللبناني ميشال عون، فدعًا الدول العربية إلى "وقفة واحدة لإعادة الهوية العربية إلى القدس ومنع تغييرها"، مشيرًا إلى أن قرار ترامب أعاد عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الوراء عشرات السنين.
وأضاف: "القرار "قضي على كل محاولة لتقريب وجهات النظر بينهم"، محذرًا مما يمكن أن يحدثه القرار من ردود فعل تهدد استقرار المنطقة وربما العالم أجمع".
كما أعربت تونس عن قلقها لما يمثله القرار من "مساس جوهري بالوضع القانوني والتاريخي للمدينة وخرق لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وللاتفاقات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التي تمت برعاية أميركية، التي تنص على أن وضع القدس يتم تقريره في مفاوضات الحل النهائي".
ودعت تونس جميع أطراف المجموعة الدولية إلى "الامتناع عن اتخاذ أية خطوات أو إجراءات من شأنها، أن تمثل اعترافًا علنيًا أو ضمنيًا بضم إسرائيل للقدس التي تعد جزءًا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967".
وصدرت بيانات استنكار واسعة من كل من، تركيا والكويت، فيما هاجم مسؤولون إسرائيليون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بسبب تلويحه بـ«قطع العلاقات مع إسرائيل» في حال تمت هذه الخطوة. كذلك تسلّم أمير قطر تميم بن حمد رسالة من عباس في الشأن نفسه. في غضون ذلك، أعلنت الفصائل والقوى الفلسطينية كافة أنها ستنظم «أيام غضب شعبي» احتجاجًا على القرار الأميركي أيام الأربعاء والخميس والجمعة «في كل أنحاء الوطن... والتجمع في كل مراكز المدن والاعتصام أمام السفارات والقنصليات الأميركية.
كما استنكرت مصر القرار الأمريكي بالإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأكدت أنها ترفض أية آثار مترتبة عليه. وجاء في بيان الوزارة أن "اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفا لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال".وحذرالأزهر في بيان من التداعيات الخطيرة لقرار ترامب الذي تجاهل مشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم.