قال الشيخ محمد العجمي، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، إن علماء الأوقاف بالمحافظة التزموا في خطبة الجمعة اليوم، بالحديث عن "القدس عربية إلى أبد الآبدين ونبذ الإسلام للعنف والعنصرية والكراهية" التزاما كاملا بتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف.
وقال العجمى، إنه لا شكَّ أنَّ الإسلام يتميز عن سائر الشعائر والمعتقدات بالوسطية والاعتدال، بل إن منهجه قائمٌ على هذه الصفة في كل مجالاته، والوسطية شعاره منذ أن أرسل الله الرسل بدين الحق، من لدن نوح – عليه السلام – إلى سيد المرسلين محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم – والمسلمون الحق هم الأمة الوسط، والوسطية عند المسلمين هي الصراط المستقيم، وكذا هي الهداية والخيرية بلا شك، ومن فضائل الإسلام أنه يدعو إلى الاقتصاد والاعتدال في التكاليف والأحكام، وذلك في نصوص شرعية صحيحة، لا تحتاج إلى تفسير أو تأويل.
وأكد وكيل الوزارة، على سماحة الإسلام ونبذه للعنف قائلا: "إن هذا الدين العالمي الذي يخاطب الناس كافة، بجميع أعراقهم وأطيافهم، في كل أرجاء الأرض عالج جميع أمورنا الدينية والدنيوية الروحية والمادية دقها وجلها خاصها وعامها سرها وعلنها تميز بخصائص منها: السماحة واليسر ونبذه للعنف. سماحة القوي ويسر المعتدل لا سماحة الخانع الذليل ولا يسر المضيع للدين، فتمثلت سماحة الإسلام في العقيدة والعبادة والمعاملات والأخلاق وسائر تشريعاته مع المسلم وغير المسلم، فجاءت تعليمه تتفق وطبيعة الإنسان.
وفي السياق ذاته، أكد العجمى، على أن القدس عربية وستبقى عربية إلى أبد الآبدين مهما حاولوا فرض الأمر الواقع بالقوة فإن الله ناصرها وقضية فلسطين هي قضية جميع المسلمين لأنها الأرض المقدسة، أرض الأنبياء، فيها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال، وهو مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم كما قال الله سبحانه مبينا الارتباط بين المسجدين "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".
وتابع العجمي: "لعل الجميع في الداخل والخارج يدرك أهمية مصر القوية وحجم المؤامرات التي تتعرض لها الدولة المصرية ولصالح من محاولات إضعافها ومن المستفيد من محاولات إفشالها الفاشلة بإذن الله تعالى وحفظه لها، مؤكدا أن قرار إعلان القدس عاصمة لإسرائيل يخالف كل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية ويزيدنا إصرارا وتمسكا بحقوقنا المشروعة بالقدس عاصمة لدولة فلسطين العربية، والحقوق الثابتة لا تسقط بالقرارات الأحادية الجائرة، غير أن الظلم والطغيان يفتح أبواب العنف والكراهية ويغذي التطرّف والإرهاب ولا يخدم السلام العالمي الذي نسعى إليه، ويجب أن تذهب الدول العربية والإسلامية مجتمعة إلى عدم الاعتراف بهذا القرار واعتباره كأن لم يكن ولا قيمة له ولا أثر، مع تكثيف اتصالاتها واستغلال علاقاتها الدولية لإبطال هذا القرار الظالم الجائر واعتباره كأن لم يكن مؤكدين أن حقوق الأمم والدول والشعوب لا تسقط بالتقادم ولن تسقط إن شاء الله.
وأكد العجمي، أن أمتنا حية قد تمرض ولكنها لا تموت ولن تموت بإذن الله وستسترد كامل أرضها وحقوقها ومقدساتها طال الزمن أو قصر ونأمل أن يكون ذلك بأيدينا لا بأيدي غيرنا "وما ذلك على الله بعزيز".