لم يكن الصراع القائم بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، هادئًا، فالكيان الصهيوني لا يترك فرصة لارتكاب مجزرة إلا وأقدم على فعلها، ومع اعتبار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن القدس عاصمة للكيان الصهيوني، خرجت شعوب العالم تندد بالقرار، في الوقت الذي لم يتردد فيه جنود الاحتلال عن إطلاق وابل من رصاصاتهم في صدور المتظاهرين الفلسطينيين، ليسقط 4 شهداء وأكثر من ألف مصاب خلال يوم واحد.
ويصادف اليوم التاسع من ديسمبر، سقوط الحكم العثماني عن دولة فلسطين عام 1917، حيث خروج آخر جندي عثماني تابع للخلافة الإسلامية العثمانية من أرض المحشر و المنشر، أرض المقدسات فلسطين، و ذلك بعد معركة "القدس" التي نشبت بين بريطانيا والخلافة العثمانية، لتنتهي الحرب التي بدأت بين الطرفين في السابع عشر من نوفمبر من ذات العام، والتي انتصرت فيها الإمبراطورية البريطانية على الإمبراطورية العثمانية بسبب الصراعات والخيانات الداخلية في بلاط السلطان العثماني آنذاك، عقب وصول جمعية الاتحاد والترقي للحكم في دولة الخلافة العثمانية، بمؤامرات خارجية غربية على رأس قادتها بريطانيا وروسيا وفرنسا، مدعومين بالمال الصهيوني، وظفرت بالقدس، ولم ينته تسليم فلسطين بشكل كامل إلا في الـ30 من ديسمبر 1917.
كانت عدة تصريحات في ذلك الوقت قد خرجت من مسئولي بريطانيا، أثبتت نيتهم في سرقة فلسطين، من أهلها، منها وعد "بلفور" سيئ السمعة، الصادر عام 1917، على يد وزير خارجيتها آنذاك "آرثر جيمس بلفور" الذي قال في خطابه "إن حكومة صاحبة الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية".
وكان للحرب العالمية الأولى دور في سقوط فلسطين تحت الاحتلال البريطاني بعدما أعلنت بريطانيا رسميًا ذلك فيما عرف تاريخيًا بالانتداب البريطاني على فلسطين، كغيرها من الدول العربية، التي تم توزيعها بين فرنسا وبريطانيا، وبذلك انتهى الحكم العثماني، الذي انتهت معه الخلافة العثمانية، بعدها بسنوات قليلة، وتحديدًا في عام 1924، على يد الاتحاديين في تركيا وعلى رأسهم كمال أتاتورك الذي كانت أولى قراراته التي اتخذها هو إلغاء نظام حكم الخلافة الإسلامية، وذلك بإيعاز من الغرب الأوروبي.