في اعقاب ثورة يوليو لعام 1952 قرر الرئيس جمال عبد الناصر، رئيس الجمهورية إنشاء عددا من المصانع لتكون هناك صناعة وطنية مصرية، منها مصانع الغزل والنسيج ومصانع سيارات -نصر- وذلك بإشراف الإتحاد السوفيتي.
وكان من ضمن المصانع الاي تم إنشاؤها، مصنع الغزل والنسيج بمحافظة قنا، والذي بدأ في انشاؤه عام 1960، ليكون اول مصنع تم انشاؤه في صعيد مصر، وليشكل طفرة في صناعة الغزل والنسيج بمصر، بعدما بدأ يصدر منتجاته الي العديد من الدول الأوروبية.
اقدم المصانع
وبحسب عبد الرحيم زيد، عامل بمصنع الغزل بمحافظة قنا، فإن المصنع من اقدم مصانع الغزل والنسيج بمختلف محافظات الجمهورية، واول مصنع لإنتاج الغزل والنسيج بمحافظات الصعيد بآكملها، فضلا عن كونه شهد زيارة الرئيس جمال عبد الناصر.
نجاة المصنع من يد مبارك
ويضيف زيد في سياق حديثه، آن مصنع غزل قنا، نجا من يد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، حيث كان يستعد النظام الأسبق الي خصخصة شركة الغزل والنسيج بمصر وعلي رأسها مصنع غزل قنا.
وتابع زيد، ان نظام مبارك بدأ فعليا في الخصخصة قبل ثورة يناير، وتم تسريح قرابة الف عاملا من عمال المصنع، وذلك استعداد لدخولة منظومة الخصخصة، إلا ان الأصوات الرافضة للخصخصة في ذلك الوقت رفضت ذلك فضلا عن ان ثورة يناير افسدت الأفكار التي كانت تخطط لذلك المشروع.
تصدير للدول الأوروبية
من جانبه أوضح يوسف أحمد يوسف، رئيس مجلس إدارة مصانع الغزل والنسيج للوجه القبلي، إن الشركة أنشئت في عام 1960 وكانت تنتج 45 طنًا من الغزل، وكانت يتم تصديرها لدولة روسيا وألمانيا الشرقية.
50 عاما دون تجديد
وأفاد رئيس مجلس الإدارة، ان مصنع غزل قنا لم يحظي بأي عمليات تجديد منذ اكثر من 50 عاما، وكانت هنالك العديد من المطالبات بعمليات تجديد داخل مصنع غزل قنا ومصانع الغزل المختلفة بمحافظات الجمهورية قبل ثورة يناير إلا أن ذلك لم يحدث.
تدهور الماكينات
وذكر يوسف، أن الالات والماكينات داخل المصنع تدهورت حالتها، وتوقفت العديد من خطوط الإنتاج، مما ادي الي خسائر مادية فادحة حيث كانت تصرف رواتب العمال والموظفين دون اي نتاج مادي للشركة بسبب عدم تجديد تلك المعدات والماكينات وعدم إدخال التكنولوجيا الحديثة إليها.
تطوير
ونوه رئيس مجلس إدارة الشركة، أن المصنع تم البدء في تطويره في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك لمطالبة الرئيس بعوظة الصناعة المصرية لسابق عهدها متطورة وقوية لتكون صناعة وطنية تصدر ولا تستورد.
وأكد يوسف، أنه تم تطوير المصنع بتكلفة مالية وصلت الي 4 ملايين دولار مما ادي الي إلي زيادة الإنتاج من 2 طن يوميا إلي 6 اطنان يوميا، وارتفاع الأنتاجية من 600 طن الي 1800 طن سنويا، بالإضافة إلي رفع مستوى جودة المنتج الذي يتم تصنيعه مما يحقق ارباح كبيرة.
خطة
واورد رئيس مجلس الأدارة، ان الشركة تستهدف في خطتها، انتاج 10 اطنان يوميا من المنتجات داخل المصنع كمرحلة اولية، ومحاولة الدفع بأجهزة ومعدات جديدة حتي تصل الإنتاجية إلي 20 طنا في اليوم الواحد وذلك بعدما تم الاستعانة بمركز استشاري عالمي لوضع تصور كامل للتطوير والتحديث بمصنع غزل قنا.
محافظ قنا: طفرة اقتصادية
بدوره قال عبد الحميد الهجان، محافظ قنا، ان الحكومة تنفذ خطة الرئيس لتطوير مختلف شركات قطاع الأعمال من اجل ان تساهم بفاعلية في جهود تنمية الاقتصاد الوطني وتحويل الشركات الخاسرة إلي شركات تحقق أرباح مع الاستفادة من أصولها ونقل التكنولوجيا المتطورة إليها تنفيذا، مشيرا ان مصنع غزل قنا سيؤدي الي طفرة اقتصادية ومعنوية في محافظة قنا ومختلف محافظات الصعيد.
وكان الدكتور أشرف الشرقاوى وزير قطاع الأعمال العام وعبد الحميد الهجان محافظ قناد تفقدا امس السبت المرحلة الأولى لتطوير مصنع غزل قنا