استطاع العلامة "ابن سينا" أن يكون امتداداً فكريّاً فلسفيّاً للفارابي، حيث أخذ عنه الفلسفتين الإلهيّة والطبيعية، واستطاع تطوير نظريّة القدم التي اشتهر بها، وبرغم المعارضة الدينية الكبيرة التي واجهها من قبل علماء الدين بسبب بعض المبادئ التي كانوا يدعون أنها صدرت عنه، إلا أنه استطاع أن يضع بصمات واضحة وعميقة في مجالات كثيرة من العلم والمعرفة.
ونرصد في السطور التالية مجموعة من المعلومات التي غابت عن الباحثين في مجالاته، وذلك لتكون نبذة عن أهم المحطات التي مر بها في حياته هذا العالم الذي ظلت أبحاثه الثرية تفيد البشرية حتى الآن.
المعلومة الاولى
هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، عالم وطبيب مسلم من بخارى، اشتهر بالطب والفلسفة واشتغل بهما. ولد في قرية أفشنة بالقرب من بخارى من أب من مدينة بلخ وأم قروية، وذلك في عام 370 هـجرية، وتوفي في همدان (في إيران حاليا) سنة 427 هـجرية.
المعلومة الثانية
عُرف باسم "الشيخ الرئيس"، وسماه الغربيون بلقب أمير الأطباء وأبو الطب الحديث في العصور الوسطى.
المعلومة الثالثة
قام بتأليف 200 كتابا في مواضيع مختلفة، العديد منها يركّز على الفلسفة والطب، وهو أول من كتب عن الطبّ في العالم ولقد اتبع نهج أو أسلوب أبقراط وجالينوس.
المعلومة الرابعة
أشهر أعماله كتاب القانون في الطب الذي ظل لسبعة قرون متوالية المرجع الرئيسي في علم الطب، وبقي الأهم في مناهج التعليم هذا الفن حتى أواسط القرن السابع عشر في جامعات أوروبا.
المعلومة الخامسة
تعلم القرآن والأدب وهو ابن 10 سنوات، وتعلم حساب الهند، واشتغل بالفقه وتردد على إسماعيل الزاهد، حتى ألف طرق المطالبة، وأستمر على طريقته يعلم نفسه ويثقفها حتى شب.
المعلومة السادسة
كان ابن سينا محباً للترحال لطلب العلم فقط دون غيره، ورحل إلى خوارزم ومكث بها 10 سنوات ثم تنقل بين البلاد حتى ارتحل إلى همدان التي بقى بها 9 سنوات حتى توفي فيها.
المعلومة السابعة
صاغ "برهان الصديقين" الشهير في إثبات وجود الله، وهو ما كان سببا في هجوم شديد من العلماء والمفكرين عليه، حيث يدعي مخالفوه أنه كان يقول بنفس المبادئ التي يدعون أن الفارابي من قبله نادى بها بأن العالم قديم أزلي وغير مخلوق، وأن الله يعلم الكليات لا الجزئيات، ونفى أن الأجسام تقوم مع الأرواح في يوم القيامة.
المعلومة الثامنة
كفره العالم الجليل "الغزالي" نتيجة أفكاره في كتابه الشهير "المنقذ من الضلال"، وأكد نفس المعلومات "ابن كثير" في كتابه البداية والنهاية، وأكد "ابن العماد الحنبلي" في شذرات الذهب أن كتابه "الشفاء" اشتمل على فلسفة لا ينشرح لها قلب متدين، اما ابن تيمية أكد أنه كان من الإسماعيلية، وهجاه "ابن القيم" في نونيته ايضا.
المعلومة التاسعة
أهمية "ابن سينا" الفلسفية تكمن في نظريته في النفس وأفكاره في فلسفة النفس، مقدمات ابن سينا في النفس هي مقدمات أرسطية في المقام الأول، وله مؤلفات مؤثرة مثل "كتاب الإشارات" و"مختصر إقليدس" و"رسالة في النبات والحيوان".
المعلومة العاشرة
كان كثير المرض حتى قيل إنه كان يمرض أسبوعاً ويشفى أسبوعاً فتوقف عن تناول العقاقير وتبرع بما يملك للفقراء، وأعتق خادميه طلباً للمغفرة. وبدأ بختم القرآن كل ثلاثة أيام حتى توفاه الله عن عمر 52 عاما.