ينتظر الشارع العربي الاجتماع الثلاثي الذي يضم كل من مصر وفلسطين والأردن، والذي سيعقد في القاهرة، اليوم الإثنين، لبحث مسألة القدس، آملين أن يتخذ قادة الدول الثلاث قرارًا باعتبار القدس كاملة عاصمة لدولة فلسطين، إلا أن بعض المحللين السياسيين الفلسطينيين يعتبرون أن هذه الخطوة خارج إطار الشرعية الدولية التي ترفضها الدول المشاركة الذين اعتبروا القرار الأمريكي بشأن القدس خرقا للقانون الدولي.
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني والباحث بمنتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والأمن القومي، عبدالمهدي مطاوع، أن الموقف المصري واضحًا بشأن الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين على حدود 1967، ولن يخرج الاجتماع عن هذا الإطار.
ويوضح في تصريح لـ"أهل مصر" أن أي خطوات تتعلق بإعلان الدولة والاعتراف بها من الدول العربية سيكون في إطار عملية منسقة لتحقيق أهدافها على الأرض وليس مجرد إعلان لا يؤدي لتغيير على الأرض.
واعتبر الباحث بمنتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والأمن القومي، مناصرة دول العالم للقضية الفلسطينية داخل مجلس الأمن مقابل أمريكا وإسرائيل، انتصارات سياسيًا، جاء نتيجة التظاهرات التي خرجت في عواصم عربية وعالمية.
وهذا ما أكد عليه المحلل السياسي الفلسطيني، طه الخطيب، الذي رفض تحميل مصر أكثر من طاقتها بشأن أي قرار حول فلسطين والقدس، مؤكدًا أن دور مصر ليس الدفاع عن القدس وهم لا يستطيعون الدفاع عنها.
ولفت الخطيب في تصريح لـ"أهل مصر" إلى أنهم ليسوا في زمن الكفاح المسلح من أجل اتخاذ مثل هذه القرارات في ظل قيادة مصرية حكيمة.
ويضيف أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، يتمتع بالحكمة والهدوء والذكاء السياسي والأمني ولا يطلق التصريحات غير مسؤولة.
واستطرد إلى أن الرئيس المصري منذ توليه الحكم في عام 2014 لديه أكثر من 24 موقفًا سياسيا محددًا داخل وخارج أروقة مجلس الأمن والأمم والمتحدة، يتمثل في حل القضية الفلسطينية على أساس شرعي لدولتين فلسطينية وإسرائيلية، ولدولة الفلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
وأشار إلى أن القرار الأمريكي بشأن القدس مخالفًا لكل ما اتفق عليه مع الرئيس المصري -أبريل الماضي- فمصر عندما تحدثت مع أمريكا عن صفقة القرن كان المشروع يتعلق بالقدس الشرقية والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، فهم يجب أن يكونوا تحت أيادي عربية، وليس كما يدعي البعض بأن السيسي باع القضية الفلسطينية.
واتخذ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب -الأربعاء الماضي- قرارًا بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس واعتبرها عاصمة للكيان الصهيوني، الأمر الذي أغضب الشارع العربي والدولي، وأدى إلى خروج العديد من التظاهرات في عواصم عديدة من العالم تندد بهذا القرار.