أكد محمد وائل رضوان مدير الحوسبة السحابية بشركة آي بي إم مصر أن العمل بوكالات الإعلانات،يفتح الباب على مصراعيه للتحول والإنخراط بمجال التسويق الرقمي.
أوضح أنه على مدى السنوات الـ 20 الماضية، تحولت طبيعة التسويق بشكل جوهري. ومن الواضح أن التسويق الرقمي ليس اتجاها عابرا. بل هو الثورة التي تحدث الآن في هذه الصناعة في جميع أنحاء العالم وتحديداً في مصر.
وكما هو الحال في الحديث عن الذكاء الاصطناعي، أو الذكاء المُعزز كما نسميه في شركة "أي بي إم"، فإن الريادة في العصر الجديد للأعمال المعرفية، ونهج التسويق يتطلب قفزة نوعية أخرى إلى الأمام. حيث تعد الأعمال المعرفية تحول في مجالات الرعاية الصحية، والتجزئة، والخدمات المالية وغيرها الكثير من مجالات الأعمال. كما أنها تحدد حالياً بشكل سريع عالم جديد من التسويق، فالبيانات، المهيكلة وغير المهيكلة، هي الضرورة التي توجه هذا العصر الجديد.
في الواقع، أصبحت البيانات تمثل الموارد الطبيعية الجديدة للعالم. وعلى الرغم من أن نجاح الأعمال يعتمد على وجود قاعدة أساسية قوية للبيانات، إلا أن التقديرات تشير إلى أن أكثر من 80% من البيانات التنظيمية تعتبر "مظلمة"، أو تم تجميعها وتخزينها ولا تستخدم نهائياً. وهو ما يعني أنها غير ذات معنى.
ورأى أنه لو كانت الشركة تمتلك نظام الذكاء الاصطناعي أو نظام التعلم الأكثر تعقيداً، فإن فعاليته ونجاح الوكالة وقدرتها التنافسية تعتمد على تجميع أكبر قدر ممكن من البيانات الجيدة. ومع التكنولوجيا المعرفية، يمكننا حالياً الغوص في في هذه "البيانات المظلمة" للكشف عن الأفكار التي تسمح للمسوق بالتواصل مع الجمهور المستهدف بشكل مباشر وبسرعة أكبر، من خلال الحصول على خبرة أكثر تفصيلاً لما يفضلونه بشكل فردي.
وأرجع لذلك ضرورة توظيف مطور ذكاء اصطناعي أو معرفي على أعلى مستوى وإقرانه أو إقرانها مع عالم البيانات. في عصر الحوسبة المُقبل، حيث أنهما من خلال العمل سوياً، يُمكنهما إعلاء الحوسبة المعرفية على رأس نظام التعلم في الوكالة والتنقيب والكشف عن المزيد من البيانات الجيدة.
إن عالمنا يشهد حالياً طلائع التحول الرقمي الكبير المقبل: تطور المطور. واليوم، تدفع وتوسع التكنولوجيات السريعة التطور حدودنا ومداركنا العقلية، حيث أصبحنا نفكر ونرى في الواقع الافتراضي، والواقع المعزز، والروبوتات، والذكاء الاصطناعي. وبما أن المستهلكين يشعرون بالرضا تجاه التجارب الرقمية والمنتجات التي يدعمها الذكاء الاصطناعي، لذلك تدمج الشركات هذه التكنولوجيات الجديدة في منتجاتها.
وتوقع أن يسجل هذا النمو السريع لسوق الذكاء الاصطناعي 6 أضعاف المستوى الحالي على مدى السنوات الـ 10 المُقبلة. ومن المنطقي أن تختلف الوكالات التي تدعم هذه المنتجات عن بعضها البعض من خلال وجود مطوري المعرفية الذين يفهمون ويكتبون واجهات مجموعة من التطبيقات، مثل تطبيقات الهواتف المحمولة، وتحليل البيانات، والحوسبة المعرفية.
قد لا تختفي استطلاعات الرأي بشكل نهائي، ولكن الشركات أصبح لديها الآن إمكانية الوصول إلى حجم ضخم من البيانات وتمتلك أدوات التحليلات التي تعزز الفهم بشكل أعمق وأكثر دقة للعملاء ورحلة التعامل مع العملاء. ستستخدم الوكالات الذكية واجهات برمجة التطبيقات لتحليل المشاعر وتحليل الملايين من المشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي للكشف عن شعور المستهلكين تجاه العلامات التجارية لعملائهم.
إن الحوسبة المعرفية هي التحول التكنولوجي الكبير المقبل، حيث أن استخدامه في التسويق يوفر فرصاً غير مسبوقة، ويجب على وكالات الإعلان توظيف المطور المعرفي لأنه يعتبر استثماراً يجب ألا نخسره.