قبل أسبوع من إعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب القدس عاصمة إسرائيل، جري اجتماع غير معلن في 30 نوفمبر ضم جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره، وجيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس الأميركي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، ودينا باول، نائبة مستشار الأمن القومي، وقد اجتمع هؤلاء مع ثلاثة من كبار المسؤولين الاستخباراتيين والدبلوماسيين الفلسطينيين.
لكن الجانب الأميركي لم يبلغ الوفد الفلسطيني بأن ترامب سيعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل فى ذلك الاجتماع، مع أن الرئيس أصر على القيام بذلك فى مداولات داخلية قبل ذلك بأيام، وفق صحيفة فورين بوليسي الأميركية.
وسأل الوفد الفلسطيني عما إذا كان ترامب سيوقع على قرار التأجيل الذي يمنع نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وهو ما فعله الرئيس هذا الأسبوع، لكن الجانب الأميركي لم يتطوع ويمنحهم المعلومة الإضافية المتعلقة باعتراف ترامب بالقدس.
ونتجت خطة نقل السفارة عن اجتماع لمستشاري ترامب للأمن القومي عُقِد في 27 نوفمبرالماضي، أي قبل ثلاثة أيام من اجتماع الفريق الأميركي مع الوفد الفلسطيني، ولم يأت في الاجتماع هذا الأمر.
ووفقاً لمصدر مطلع نقلت عنه الصحيفة كان من المتوقع أن يحضر ترامب هذا الاجتماع الذي عُقد فى 27 نوفمبر لمدة 15 دقيقة فقط، لكنه استمر في الاجتماع لمدة ساعة، وقال المصدر إن ترامب أتى بأسئلة مُفصلة على نحوٍ مفاجئ وطلب إجاباتٍ مُحددة، وأوضح أن الوضع الراهن غير مقبول.
وقال مسؤول فلسطيني لمجلة فورين بوليسي الأميركية إن الأمر كله لا يتعلق بوضع القدس، بل يتعلق بوضع واشنطن، إذ تضرر دور الوسيط الذي تلعبه واشنطن بشدة، وعزلت نفسها أيضاً عن الإجماع العالمي والقانون الدولي.
وبعد خطاب ترامب، أعلن صائب عريقات، الأمين العام للجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية، إن حل الدولتين قد انتهى، وأن الوقت حان للتحول إلى الكفاح من أجل دولةٍ واحدة تمنح حقوقاً متساوية لكل شخصٍ يعيش على أراضي فلسطين التاريخية.
وفى اجتماعٍ طارئ عقده مجلس الأمن الدولي الجمعة، عارضت 14 دولة من أصل 15 عضو في المجلس ،اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقد حطم الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل الآمال الفلسطينية الموجودة على ترامب بوصفه بطلهم غير المتوقع في مفاوضات السلام بالشرق الأوسط.
إذ أشار المسؤولون الفلسطينيون إلى رغبته المعلنة في التوصل إلى "الصفقة النهائية"، واعتبروا أن تعيينه لكوشنر دليلاً على جديته في التوصل إلى حل.
وكانوا يعتقدون أن موقع ترامب باعتباره لا ينتمي للمؤسسة السياسية التقليدية في واشنطن يعني أنَّه لم يكن محكوماً بتلك الحكمة التقليدية لما وصفه أحد المسؤولين الفلسطينيين بـ"صناعة عملية السلام" في واشنطن، وتحمس المسؤولون الفسطينيون كذلك لرغبته في التركيز على صفقةٍ شاملة تُنهي الصراع في فترةٍ قصيرة، وتجعل من الصعب على الإسرائيليين الانسحاب من المفاوضات فيما تُوسِّع مستوطنات الضفة الغربية.
ومع ذلك، بقيت تصريحات ترامب لكبار المسؤولين الفلسطينيين تُعزِّز آمالهم بأنَّهم عثروا على شريكٍ في عملية السلام.
وكما يظهر في بيانٍ للبيت الأبيض، بدأت المحادثات في مارس، عندما تحدث ترامب عبر الهاتف مع عباس وأخبره أنه يريد التوصل إلى "صفقةٍ نهائية"، وسأله عما إذا كان يقبل بأن يلعب ترامب دور الوسيط النزيه.
وواصلوا ذلك في 3 مايو عندما التقى ترامب مع عباس في واشنطن، وتحدث علانية حول اتفاق السلام قائلاً "سننجز هذا الاتفاق".
وفي سياق متصل قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنَّ إدارة ترامب بدأت في وضع مخطط متماسك لاتفاق سلامٍ في الشرق الأوسط، وأنَّها تتحرك نحو مرحلة جديدة في تنفيذ خطتها.
لكن اعتراف ترامب بالقدس عاصمةً لإسرائيل هذا الأسبوع قد أوقف هذه الجهود في مساراتها.