"البنك الاستثماري": انهيار عملة "البتكوين" وهبوط "الين" فى 2018

توقع البنك الاستثماري ""ساكسو بنك"، المتخصص بالتداول في الأسواق المالية العالمية عبر الإنترنت، أن تشهد الأسواق عام 2018 تقلبات شديدة مقارنة مع الهدوء العام الذي طغى عليها في عام 2017.

وأضاف "البنك" فى تقريره السنوي، لتوقعات الاقتصاد العالمي لعام 2018، أن انهيار البيتكوين بعد وصوله للذروة، حيث توقع البنك أن ترتفع عملة البتكوين إلى مستويات قياسية في عام 2018 وتتجاوز الـ 60 ألف دولار، وتتخطى قيمتها السوقية التريليون دولار بعد ظهور العقود الآجلة للبتكوين في ديسمبر 2017.

وفي ظل هذه القفزة في قيمة البتكوين، تواجه العملة تحركات مناهضة لها من جانب روسيا والصين لتهميش وحظر التعامل بهذه العملة الرقمية غير المعتمدة محليًا، ومن المتوقع أن تصل البتكوين إلى الذروة عام 2018، ثم تنهار عام 2019 لتقترب من تكلفة الإنتاج الأساسية عند 1000 دولار.

أن فقدان الاحتياطي الفيدرالي لاستقلاليته، وتولي الخزانة الأمريكية المسؤولية، يأتي فى أولى التوقعات المحتملة خلال العام المقبل، ومن المتوقع أن يفقد المجلس جزءًا كبيرًا من استقلاليته خلال عام 2018، في الوقت الذي تتحرك فيه واشنطن لخفض عوائد الحكومة لمواجهة انهيار سوق السندات.

وفي ظل تنافس الجمهوريين والديمقراطيين على كسب أصوات الناخبين قبل تنظيم انتخابات عام 2018، وغياب انضباط الموازنة بشكل كامل، والتخفيضات الضريبية الكبيرة التي تعهد بها الحزب الجمهوري وأدت إلى تراجع كبير في العائدات،؛ في ظل كل ما سبق سوف تزداد الأمور سوءًا ويزداد الركود في الولايات المتحدة.

لذلك سوف تتولى وزارة الخزانة الأمريكية زمام الأمور، وتُفرض إجراءات تجبر البنك المركزي على تحديد سقف عائدات الحكومة الأمريكية عند 2.5% بالنسبة للسندات طويلة الأجل لمنع انهيار سوق السندات.

ثم بنك اليابان سيضطر للتخلي عن مسؤوليته على منحنى العائدات، حيث تعتمد سياسة بنك اليابان للتحكم في منحنى العائدات على معدلات الفائدة العالمية الناعمة وانخفاض العائدات، إلا أن هذا المركز لن يبقى على حاله في عام 2018.

وسوف يؤدي ارتفاع معدلات التضخم إلى ارتفاع العائدات مما ينتج عنه هبوط كبير في قيمة الين الياباني، وسيضطر البنك المركزي في النهاية إلى اللجوء لاتخاذ إجراءات على مستوى التسهيلات الكمية، لكن لن يتم ذلك قبل أن تصل العملتان الدولار الأمريكي/الين ياباني إلى 150، لينخفض بعد ذلك بسرعة إلى 100.

وبالنسبة للصين التى تعد أكبر مستورد للنفط في العالم في الوقت الحاضر، وقد أعلنت العديد من الدول المنتجة للنفط عن سعادتها للتعامل وفقًا لشروط اليوان.

وفي ظل تراجع القوة العالمية للولايات المتحدة الأمريكية، والنجاح العام للعقود الآجلة للسلع القائمة على اليوان الصيني، قررت بورصة شنغهاي الدولية للطاقة إطلاق عقود آجلة على النفط الخام باليوان الصيني.

سوف يؤدي طرح "البترو يوان" إلى ارتفاع أسعار اليوان بنسبة تتخطى 10% بالمقارنة مع الدولار الأمريكي، لتصل العملتان الدولار الأمريكي/ اليوان الصيني إلى أقل من 6.0 للمرة الأولى على الإطلاق.

وتمتلىء الأسواق العالمية بالمؤشرات والغرائب، ولم يكن انهيار التقلبات التي شهدتها فئات الأصول في عام 2017 استثناءً من ذلك.

وتتطابق الانخفاضات التاريخية في مؤشري فيكس (VIX) وموف (MOVE) مع مستويات قياسية في الأسهم والعقارات، مما أدى إلى ارتفاع أسعار البرميل إلى حدود قياسية حيث فقد مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" 25% من قيمته في خطوة سريعة لم تحدث منذ عام 1987.

وسيتم محو مجموعة كاملة من صناديق الأسهم المتقلبة على المدى القصير، وسيحقق أحد التجار غير المعروفين، ممن عانى طويلاً من التقلبات، مكاسب بنسبة 1000% ليصبح أسطورة.

ومن المتوقع أن يتسع الانقسام الحاصل بين الأعضاء القديمين في الاتحاد الأوروبي والأعضاء الجدد الأكثر تشككاً، مما سيحدث هوة لا يمكن تجاوزها في عام 2018.

وسوف يتحول مركز الاستقطاب السياسي الأوروبي للمرة الأولى منذ عام 1951 من فرنسا وألمانيا إلى أوروبا الوسطى والشرقية، مما سيكون له عواقب وخيمة على اليورو، الذي سيضعف بسرعة ويتجه نحو التكافؤ مع الدولار الأمريكي.

وقد زادت التوترات الدبلوماسية بين أوروبا الغربية والشرقية عام 2017، بسبب العمالة الوافدة والمهاجرين، ومن المتوقع أن تزداد التوترات سوءًا.

من المنتظر أن تشهد جنوب إفريقيا نهضة غير متوقعة خلال عام 2018، وسوف تؤدي الاستقالة القسرية لرئيس زيمبابوي روبرت موغابي في نهاية عام 2017 إلى موجة من التغييرات السياسية في دول إفريقية أخرى.

وسيضطر جاكوب زوما، رئيس جنوب أفريقيا، إلى التخلي عن السلطة، وسيواجه جوزيف كابيلا في الكونغو مظاهرات غير مسبوقة تدفعه للفرار من البلاد.

ورغم ذلك ستظل جنوب إفريقيا الفائز الرئيسي حيث ستصبح عملة الراند الجنوب إفريقية العملة المفضلة للأسواق الناشئة بعائدات 30% بالمقارنة مع العملات الرئيسية الثلاث الكبرى، وهي الدولار الأمريكي واليورو والين الياباني، وسيجلب ذلك أعلى معدلات النمو العالمية في جنوب أفريقيا والاقتصادات الحدودية المحيطة في المنطقة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً