"يا كاتب التاريخ مهلا فالمدينة دهرها دهران.. دهر أجنبي مطمئن لا يغير خطوه وكأنه يمشي خلال النوم.. وهناك دهر كامن متلثم يمشي بلا صوت حذار القوم.. في القدس رغم تتابع النكبات.. ريح طفولة في الجو.. ريح براءة.. فترى الحمام يطير.. يعلن دولة في الريح بين رصاصتين".. أبيات أبدعها الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثى، عن القدس والأمل فى عودتها مهما طال الزمن.
مئات الألاف اليوم، يلثمون وجوههم بعلم فلسطين، لافتات تجوب من أرض الخليل، ومن مساجد غزة والمسجد الأقصى ومناطق أخرى، يصطفون جنبًا إلى جنب، يزأرون وسط الشوارع ليصل صدى أصواتهم عنان السماء "القدس لنا، القدس عربية".
يقبضُ الأطفال والشباب بكفوفهم على الأحجار يقفون بأقدام قوية وثابتة ويلقونها بوجوه الجنود غير مُبالين لأصوات الرصاص، يحمون أنفاسهم بشال فلسطين حتى لا ينال الغاز من قوتهم.
يروى الفلسطينى "علي الرماضنين" والذى يقطن مدينة الخليل لـ"أهل مصر": "اليوم كتير صعب بالنسبة إلى، القدس تحولت إلى ثكنات عسكرية، الضرب في الفلسطينين بلا قلب وبلا رحمة شوفنا الموت اليوم".
وأردف بصوتِ بالى إثر استمرار هتافه بتظاهرات "جمعة الغضب": بالقرب من الحرم الإبراهيمى،: "فى الخليل كانت الاعتقالات بأعداد كتير كبيرة، الحواجز بتغطى الشوارع والطرقات".
واستكمل بصوتِ غاضب:" وين العرب؟ ليكهم نعسانين كتير يا حرام، نحنا بنحرر أرضنا بدمنا ما بدنا حدا، فهيدى الصاير من العرب مو غريب، ليك إذا صار العكس هون بنقلق وبيصير غريب فعلًا".
لا تزال القدس أسيرة لـ"النكبات العربية"، ولا يتوانى الكيان الصهيونى عن ارتكاب الجرائم بحق أهلها، يقف أهالى فلسطين وحدهم مُرابطين، على المقدمة بوجه الاحتلال، ينددون باغتصاب أرضهم فيما يواجه العرب العدوان الإسرائيلى عبر الشاشات بمكاتبهم وقصورهم فقط، يعبرون عن غضبهم بتويتات لا تتعدى أحرفِ قليلة عبر مواقع التواصل الاجتماعى وعبارات إدانة مطاطية لقوى الاحتلال.
ويروي أحمد العوري والذى جاب بالتظاهرات وصولًا بالحواجز المصفوفة حول القدس:" اليوم كان صعب، ونحنا بنهوى الصعب كتير، كانت اعتقالات كتير من الأطفال ينضربوا ويمسكوهم من رقابهم ويدعكوهم بالحيط، رغم هيك بتلاقيهم رافعين روسهم بالعالى ما بيخافو هيدى حشرات"، ليك اليوم إيد هالكفار كانت بتُضرب النساء والشيوخ الكِبار مابتفرق ما بين حدا، ويُكمل بصوتِ يعانقه الألم هون خرج صبايا كتير بالتظاهرات، ووسط الهتافات ليك انكب مِثل الذئب المسعور اسرئليين عليها ضرب ضرب وأى حدا بيدخل بيضرًبوه.
ويُكمل بصوتِ رنينه وحده يًحدث ""ثورة": بنقول لليهود القدس عاصمة فلسطين الأبدية، ومكملين لتعود أرضنا بنقول للجنود يا ويلك إذا بتواجه فلسطينى..يا ويلك، وللعرب نكسوا روسكم بالتراب القُدس إلها رجال بيعرفوا كيف بيحموها".
تقول "إلين علي" من باب الواد: "الله على اليهود والعرب، اليوم الأطفال شافو أسود أيامهم، اعتقالات كل دقيقتين وضرب بالغاز شو ما بتشوف كفوفك منه".
وتابعت:" جيوش إسرائيل كِلها كِلها بتخاف من أصغر طفل بفلسطين، نحنا هُون واقفين ما بنخاف رصاصهم ولا الموات، راح نزلزل إسرائيل إنشالله".